باب النهي عن البخل والشح
 

[CENTER][COLOR=maroon][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=#8b0000]فضيلة الشيخ العلامة[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR][/CENTER]

[COLOR=maroon][CENTER][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=maroon]محمد بن صالح العثيمين [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=darkred]غفر الله له ولوالديه وللمسلمين[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR][/CENTER]
[/CENTER]








[CENTER][B][COLOR=maroon][FONT=Traditional Arabic][B][COLOR=maroon][FONT=Traditional Arabic]61- باب النهي عن البخل والشح [/FONT][/COLOR][/B][/FONT][/COLOR][/B][COLOR=maroon][FONT=Traditional Arabic][/CENTER]



[/FONT][/COLOR]

[B][FONT=Traditional Arabic]قال الله تعالى [COLOR=maroon]: (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى) (وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى) (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعسْرَى) (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) (الليل: 11،8) [/COLOR].[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]وقال تعالى: [COLOR=maroon](وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(التغابن: 16).[/COLOR][/FONT][/B]


[CENTER][B][COLOR=#993300][FONT=Traditional Arabic]الشرح[/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]

[B][FONT=Traditional Arabic]ذكر المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين باب النهي عن البخل والشح.[/FONT][/B]
[B][COLOR=maroon][FONT=Traditional Arabic]والبخل: [/FONT][/COLOR][/B][B][FONT=Traditional Arabic]هو منع ما يجب وما ينبغي بذله.[/FONT][/B]
[B][COLOR=maroon][FONT=Traditional Arabic]و الشح:[/FONT][/COLOR][/B][B][FONT=Traditional Arabic] هو الطمع فيما ليس عنده، وهو أشد من البخل؛ لأن الشحيح يطمع فيما عند الناس ويمنع ما عنده، والبخيل يمنع ما عنده مما أوجب الله عليه من زكاة ونفقات، ومما ينبغي بذله فيما تقتضيه المروءة.[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]وكلاهما - أعني البخل والشح- خلقان ذميمان، فإن الله سبحانه وتعالى ذم من يبخلون ويأمرون الناس بالبخل، وقال [COLOR=maroon](وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(التغابن: 16)[/COLOR].[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]ثم استدل المؤلف رحمه الله بآيتين من كتاب الله:[/FONT][/B]
[B][COLOR=maroon][FONT=Traditional Arabic]الآية الأولي:[/FONT][/COLOR][/B][B][FONT=Traditional Arabic] وهي في البخل، وهي قوله تعالى :[COLOR=maroon] (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى) (وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى) (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) [/COLOR][COLOR=black](الليل: 11،8)[/COLOR] وهذه الآيات قسيم الآيات التي قبلها ، وهي قوله تعالى: [COLOR=maroon](فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى)(وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى)(فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)[/COLOR] (الليل:7،5) .[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]فالإنسان المصدق بالحق المعطي لما يجب إعطاؤه وبذله من علم، ومال وجاه، والمتقي لله عز وجلّ، هذا ييسر لليسرى، أي ييسره الله تعالى لأيسر الطرق في الدنيا والآخرة.[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]وقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه حينما حدثهم . قال : (([COLOR=maroon]ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومن النار))[/COLOR] يعني أن الأمر مفروغ منه- قالوا" يا رسول الله، أفلا نتكل وندع العمل؟ يعني نتكل على ما كتب لنا وندع العمل. قال :[COLOR=maroon] لا، اعملوا فكل ميسر لما خلق له"[/COLOR].[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]ثم قرأ قوله تعالى: [COLOR=maroon](فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى)(وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى)(فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)( وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى) (وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى) (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعسْرَى)[/COLOR].[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]فأنت فكر في نفسك، هل عندك تصديق وإعطاء وبذل لما يجب بذله وتقوى لله عز وجلّ، فإنك موفق ميسر لليسرى، والعكس بالعكس.[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]الشاهد من هذه الآية في الباب قوله[COLOR=maroon]:( وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى) [/COLOR]بخل بما يجب بذله من مال أو جاه أو علم.[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]ومن ذلك ما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:[COLOR=maroon] (( البخيل من إذا ذكرت عنده لم يصلّ عليَّ[/COLOR]))عليه الصلاة والسلام. وهذا بخل بما يجب على الإنسان إذا سمع ذكر نبيه عليه الصلاة والسلام الذي هداه الله على يديه. أن يبخل فلا يصلى عليه، عليه الصلاة والسلام، وكان الأولى به والأجدر بالصلاة والسلام عليه.[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]وقوله [COLOR=maroon](وَاسْتَغْنَى)[/COLOR] أي استغنى بنفسه وزعم أنه مستغن عن رحمة الله والعياذ بالله، فلا يعمل ولا يستقيم على أمر الله.[/FONT][/B]
[B][COLOR=maroon][FONT=Traditional Arabic](وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى) [/FONT][/COLOR][/B][B][FONT=Traditional Arabic]أي كذب بالكلمة الحسنى وهي قول الحق، وهي ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.[/FONT][/B]
[B][COLOR=maroon][FONT=Traditional Arabic](فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعسْرَى)[/FONT][/COLOR][/B][B][FONT=Traditional Arabic] تعسر عليه الأمور التي تسهل على المتقي، فلا تسهل عليه الطاعات يجد الطاعات ثقيلة؛ الصلاة ثقيلة، والصدقة ثقيلة، والصيام ثقيل، والحج ثقيل، كل شيء متعسر عنده.[/FONT][/B]
[B][COLOR=maroon][FONT=Traditional Arabic](وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) [/FONT][/COLOR][/B][B][FONT=Traditional Arabic](الليل:11) يعني أي شيء يغني عنه ماله إذا هلك؟ والجواب أنه لا يغني عنه شيئاً، فهذا المال الذي بخل به لا يحميه من عذاب الله وعقابه ولا يغني عنه شيئاً.[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]وأما الآية الثانية التي استدل بها المؤلف فهي في الشح، وهي قوله تعالى : [COLOR=maroon]( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(التغابن: 16)[/COLOR] يعني من يقيه الله شحَّ نفسه فلا يطمع فيما ليس له؛ فهذا هو المفلح.[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]1/563- وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [COLOR=maroon]قال: (( اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشحَّ؛ فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم))[/COLOR] رواه مسلم.[/FONT][/B]


[CENTER][B][COLOR=maroon][FONT=Traditional Arabic]الشرح[/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]

[B][FONT=Traditional Arabic]قال المؤلف النووي رحمه الله في كتاب رياض الصالحين في باب النهي عن البخل والشح قال عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[COLOR=maroon] ((اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ))[/COLOR] اتقوا الظلم بمعنى احذروه، واتخذوا وقاية منه وابتعدوا عنه.[/FONT][/B]
[B][COLOR=maroon][FONT=Traditional Arabic]والظلم:[/FONT][/COLOR][/B][B][FONT=Traditional Arabic] هو العدوان على الغير، وأعظم الظلم وأشده بالله عز وجلَّ قال الله تعالى: [/FONT][/B][B][COLOR=maroon][FONT=Traditional Arabic]([/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=maroon][FONT=Traditional Arabic]ِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=maroon][FONT=Traditional Arabic]إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)[/FONT][/COLOR][/B][B][FONT=Traditional Arabic](لقمان: 13)[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]ويشمل الظلم ظلم العباد، وهو نوعان: ظلم بترك الواجب لهم، وظلم بالعدوان عليهم بأخذ أو بانتهاك حرماتهم.[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]فمثال الأول ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام في قوله: (( [COLOR=maroon]مطل الغني ظلم[/COLOR])) يعني ممانعة الإنسان الذي عليه دين عن الوفاء وهو غني قادرٌ على الوفاء ظلم، وهذا منع ما يجب ؛ لأن الواجب على الإنسان أن يبادر بالوفاء إذا كان له قدرة، ولا يحل له أن يؤخر، فإن أخر الوفاء وهو قادر عليه؛ كان ظالماً والعياذ بالله.[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]والظلم ظلمات يوم القيامة، وكل ساعة أو لحظة تمضي على المماطل فإنه لا يزداد بها إلا إثماً والعياذ بالله، وربما يعسر الله عليه أمره فلا يستطيع الوفاء إما بخلاً وإما إعداماً؛ لأن الله تعالى يقول: [COLOR=maroon]( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)[/COLOR](الطلاق:4) .[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]فمفهوم الآية أن من لا يتقي الله لا يجعل له من أمره يسراً، ولذلك يجب على الإنسان القادر أن يبادر بالوفاء إذا طلبه صاحبه، أو أجله وانتهى الأجل.[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]ومن الظلم أيضاً اقتطاع شيء من الأرض. قال النبي عليه الصلاة والسلام:[COLOR=maroon] (( من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً؛ طُوقه يوم القيامة من سبع أرضين))[/COLOR].[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]ومن الظلم الاعتداء على الناس في أعراضهم بالغيبة أو النميمة أو ما أشبه ذلك، فإن الغيبة ذكرك أخاك بما يكره في غيبته، فإن كان في حضرته؛ فهو سب وشتم، فإذا ظلم الناس بالغيبة بأن قال : فلان طويل. فلان قصير. فلان سيء الخلق. فلان فيه كذا، فهذه غيبة وظلم يحاسب عليها يوم القيامة.[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]وكذلك أيضاً إذا جحد ما يجب عليه جحوداً؛ بأن كان لفلان عليه حق، فيقول ليس له علي حق ويكتم، فإن هذا ظلم؛ لأنه إذا كانت المماطلة ظلماً فهذا أظلم، كمن جحد شيئاً واجباً عليه، فإنه ظالم.[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]وعلى كل حال؛ اتقوا الظلم بجميع الأنواع، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، يكون على صاحبه والعياذ بالله ظلمات بحسب الظلم الذي وقع منه؛ الكبيرظلماته كبيرة والكثير ظلماته كثيرة ، وكل شيء بحسبه، قال تعالى: [COLOR=maroon](وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)[/COLOR] (الانبياء:47) .[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]وفي هذا دليلٌ على أن الظلم من كبائر الذنوب؛ لأنه لا وعيد إلا على كبيرة من كبائر الذنوب، فظلم العباد وظلم الخالق عزَّ وجلَّ رب العباد؛ كله من كبائر الذنوب.[/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]ثم قال صلى الله عليه وسلم :[COLOR=maroon] (( واتقوا الشح))[/COLOR] يعني الطمع في حقوق الغير. اتقوه: أي احذروا منه، واجتنبوه[COLOR=maroon](( فإنه أهلك من كان قبلكم)) [/COLOR]يعني من الأمم [COLOR=maroon]((حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم))[/COLOR] فكان هلاكهم بذلك والعياذ بالله.[/FONT][/B]

[B][FONT=Traditional Arabic]----------------------[/FONT][/B]

[B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]399 [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]رواه البخارى ، كتاب القدر، باب وكان امر الله مقدوراً، رقم _6605)، ومسلم، كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي...، رقم (2647).[/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]400 [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]رواه الترمذي ، كتاب الدعوات، باب قول الرسول صلى الله عليه وسلم رغم انف الرجل، رقم (3546). وقال الترمذي: حديثُ صحيحٌ غريبٌ.[/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]401[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic] رواه مسلم ، كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم، رقم (2578).[/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]402 [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic]رواه البخاري، كتاب الاستقراض، باب مطل الغنى ظلم، رقم(2400)، ومسلم، كتاب المساقاة، باب تحريم مطل الغني..، رقم (1564).[/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic][URL]http://www.ibnothaimeen.com/all/books/printer_18207.shtml[/URL][/FONT][/COLOR][/B]