منتديات تداول

منتديات تداول (http://www.tdwl.net/vb/index.php)
-   تداول الشعر الشعبي (http://www.tdwl.net/vb/forumdisplay.php?f=58)
-   -   والله ما ألومه لو فداني بخله :: حيث إن جار لي من الود جاري (http://www.tdwl.net/vb/showthread.php?t=364006)

أليا صهل 06-03-2017 02:47 PM

والله ما ألومه لو فداني بخله :: حيث إن جار لي من الود جاري
 
[B][SIZE=5][COLOR=blue]والله ما ألومه لو فداني بخله.... حيث إن جار لي من الود جاري[/COLOR][/SIZE][/B]






[SIZE=5][COLOR=blue]لا ينتعش الشعر كثيرا مع التشنج والصدر الضيق ولا مع صراع الكلمة ولا حتى مع المضامين ذات الصبغة القبلية ولو انتشر ، ولا مع الانتصار للنفس والذات والتمحور حولها ، ولا مع الترويج له ولا حتى مع السب والهجاء والتعدي على هذا وذاك حتى لو تلقاه الآخرون على أنه جريء وأنه كسر شيئا مما يستوجب الصمت ، كل ذلك لا يعني الانتعاش ، وإنما ينتعش أكثر مع الصدر الشمالي ، ومع البوح الصادق والصريح المعبر بصفاء ، وذلك بإمكانية فهمه بتروي وأخذه بمأخذ المرح أحيانا ، والفرح حيناً ، والعقل دائما ، والهدوء في كل الأحوال ، فلا يكون الرفض في المقدمة من سماعه ولا التشنج مع مضامينه مهما كانت ، ولا الاتكاء عليه كداعم لأساس متهالك .[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]و في غالب الشعر سواء قصائد النظم أو المحاورة ، هو تعبير من قائله [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]لا يحمل على أي وجه سوى أنه بوح لا يتعدى كونه خاص بالشاعر قد يتبناه السامع من باب المصلحة أو التطفل أو التذوق أوغيره .[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]ونسمع كثيرا عن صدر المتلقي فيوصف بأنه ضاق بما سمع أو اتسع له ، والقدرة على احتواء ما يتم تلقيه والتعامل معه بحكمة وهدوء وتقبله بروية وعدم التشنج والاحتقان ، حتى ولو تضمن دواعيه .[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]وتصلنا قصص شحناء تحدث جراء أبيات قيلت في قلطة بين شاعرين أو أكثر كما هي عادة إقامة القلطات في المناسبات فقد تبدأ برغبة في قضاء أمسية جميلة وتنتهي بمشاجرة عنيفة ، وفي الماضي كنا نسمع بما هو أشد من تفرق على غضب وتقاطع ، و تنقلب المناسبة إلى ميدان للنزاع ، فهذا الشاعر قال بيتا لم يعجب المقابل له سواء جمهور أو شاعر آخر ندا أو ضدا له ، وهكذا يحمل البعض كل هزل على محمل القصد و الجد وكل بوح يريدونه في مسار وقالب يحددونه ويهددونه ، أو يهددون به . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]أما عن اتساع الصدر لقبول الكلام والشعر بالذات فلعل في مضامين هذه القصيدة والتي يتبين منها مضامين تحتاج إلى قبولها بروية ، [COLOR=red]حيث يقول شاعرها :[/COLOR] [/COLOR][/SIZE]

[SIZE=6][COLOR=darkred]يفدى عشيري من عظامه تقله[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=darkred]البدو واللي يلبسون الخزاري[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=red]وابن رشيد الشمري فدوةٍ له [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=red]مودع صماصيم القبايل وقاري[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=red]الشيخ يدمح لي ثمانين زله[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=red]واللاش ماني عن زراويه داري[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]فقد جمع شاعرها الكثير ممن رجح بهم ميزان عشيره كما يقول ، وافتدى بهم وكأنه ظاهريا وعلى وجه الفهم المتسرع يرخص بهم ، لكن الصحيح أنه يغليهم ولكن لا يصل هذا الغلا إلى مستوى عشيره ، ذلك لأنه شاعر ويريد أن يعبر بما هو مرضيا لأحاسيس مثله ، وهذا هو نهج الشعراء .[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]قال ابن رشيد وهو بالطمع معني في القصيدة وضمن المجموعة التي أخذهم الشاعر في قوله ، وإن كان أفرد له ما يميزه :[/COLOR][/SIZE]


[SIZE=6][COLOR=red]يا رايحٍ نية شليويح قله [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=red]000تراه بوجهي عن جميع الزواري[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=red]والله ما ألومه لو فداني بخله[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=red]000حيث إن جار لي من الود جاري [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=red]قبله حسين الدل روحي يسله [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=red]00000سل السلوك بمبهمات الأباري[/COLOR][/SIZE]


[SIZE=7][COLOR=blue][SIZE=6][COLOR=darkred]وهكذا عادة الحكماء والعقلاء التأني في سماع القصيد وقبول المضامين بصدر يتحمل ويحتمل كل شيء ولا يحمل النصوص ما يثقلها ، بل يقال إن ابن رشيد قال :[/COLOR][/SIZE] [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=7][COLOR=blue]بقي له 79 زلة ، لأن الشاعر أشار إلى أن الشيخ يدمح له ثمانين زلة ، أي يتجاوز عن هذا العدد من الزلل ، والمقصود الكثرة وليس العدد محصوراً.[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]وحيث نورد الأبيات فليس بالضرورة التركيز على صحة الرواية حصرا لشاعر أو أبيات ، دون غيرها مما يروى حول مضامينها بتعدد يختلف فيه الرواة ، كثرة وقلة وزيادة ونقصا ، لأننا هنا لا نوثق حدثاً ولا نؤكد على صيغة محددة ، وإنما نستل مضمونا لا شك أنه وارد في أي من الروايات ، والذي نهدف له قد تحقق وهو قبول القصائد والأبيات بروح سمحة فيها متسع يريح الجميع ولا يتشنج فيما لو حملت ما لا يقبل بعضه .[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]وهذه القصيدة وما قابلها من التلقي بصدر شمالي أعطت الشعر مساراً مناسباً لا يقبل معه الاحتقان والمعارضة بل تذوب وتتكسر على أعتاب الرضا .[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]لقد فتحت مضامين الأبيات الأخيرة والتي تعد تجاوبا معها ، فتحت أبواب التقبل للبوح بمرونة وهذا ما نبحث عنه ونرغب من الشعراء والمتلقين تقليده وتقلده ..[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]والعقل يقول : أن اختيار من يفتدى به هو تقدير له ورفعا من قيمته ، وهذا ما أدركه تماما بن رشيد حيث قال : أنا لست اللاش :[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]والله ما ألومه لو فداني بخله حيث إن جار لي من الود جاري [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]والخل لمكانته وقيمته لا يفدى أو يفتدى إلا بالثمين من المال أو الطيب من الأشخاص وصاحب رفعة ، أما غير ذلك فلا يحسب مقابلا للشيء الثمين .[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]والخلاصة أن الميدان الذي يحتضن قصائد الشعراء وبوحهم يفترض أن يكون مفتوح الأفق يقبل الامتداد ويرفض الاحتقان أو حتى الانكماش ، ولا شك أن القول الفاحش مرفوض جملة وتفصيلا ويدان صاحبه ويأثم وهو غير معني هنا ، لكن في المقابل لا يفترض أن تحمل كل العبارات التي يقولها الشعراء محمل الجد ، خاصة فيما يحتمل أن يكون بوحاً في فضاء الشعر الواسع بأفقه الممتد.[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue][SIZE=7][COLOR=red]وهذه القصيدة يذكر قائلها معزة الأم ويفداها بكل غالٍ فيقول:[/COLOR][/SIZE] [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]يا أمي عسى دنياي فدوة لدنياك [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]وأنا ومافيني من إحساس نفديك[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]ليت المرض ياأمي كواني ولا جاك[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]وليت الوجع ينحط فيني ولا فيك[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]وليت السهر ياأمي إذا حل ممساك[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]ياخذ من عيوني منامي ويعطيك[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]شلتي همومي طفل بالجهل عنّاك[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]حتى كبرت وظل حملي يعنّيك[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]تفداك روحي ياضيا العين تفداك[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]والعمر ياأمي بكل مافيه يفديك[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]فهذا الشاعر نشيد بقوله وإحساسه ولا نريد أن نقول من يكون بقدر ما سيكون عليه أمام الجميع من تقدير لتقديره لأمه ، والأهم من كل هذا بصمته في فضاء الفضيلة والبر ، التي ستكون له بسببها منزلة عند الله ، وهذا لا أشك في أنه هدفه الأول والأخير لا غيره .[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]وأختم بأبيات من قصيدة لشاعرها الذي يفدي والده بالروح والعمر وكل شيء يملكه ، أسأل الله أن يجزيه على قصيدته ومضامينها كل خير :[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]يقول :[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]يايبه ياتاج راسي يا عسى عمري فداك[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]ياغناتي والله انك لو تبي عيني تمون [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]والشعر وان كنت بمدح بالشعر هذا وذاك[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]انت حقك فوق هامات القصايد واللحون [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]يايبه ياجعل روحي فدوه لموطى خطاك[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]حطني بينك وبين الوقت وكبار الطعون [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]العمر والنفس واللي املكه كله فداك[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=navy]واعرف انه ربع حقك وانت حقك ما يهون[/COLOR][/SIZE]


الساعة الآن 11:45 PM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.