قطاع الخدمات الكبير مستمر في تحقيق مكاسب ملموسة
 

تشير الأرقام الحكومية الأمريكية الأخيرة إلى أن معدلات البطالة في الولايات المتحدة ارتفعت بشكل ملحوظ ووصلت إلى ستة في المئة من أجمالي قوة العمل في أبريل/ نيسان الماضي.
وتعتبر هذه النسبة الأعلى في طوابير الباحثين عن عمل في الولايات المتحدة منذ نحو ثمانية أعوام، وتحديدا منذ شهر أغسطس/ آب من عام 1994.

وهذه النسبة كانت أعلى مما كان متوقعا لها، إذ قدر المحللون الاقتصاديون أن لا تزيد في نيسان على 5,8 في المئة، مقابل 5,7 في المئة خلال مارس/ آذار السابق له.

إلا أن الارقام أكدت من جانب آخر على الاقتصاد الأمريكي، وهو الأكبر في العالم، يسير بخطوات ثابتة نسبيا نحو الانتعاش.

ويقول التقرير الشهري الخاص بمعطيات العمالة، والصادر من وزارة العمل الأمريكي، إن ملامح هذا الانتعاش تمثلت في توافر 43 ألف فرصة عمل جديدة خلال الفترة نفسها.

وهذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها الباحثون عن عمل على فرص عمل، منذ نحو تسعة أشهر، أكثر من عدد الفرص التي فقدت.

أما ما يجعل الرقم الاجمالي للعاطلين يزداد فهو الارتفاع الحاد في عدد الباحثين عن عمل من الشباب، وهم الذين يسجلون أسماءهم في سجلات الوزارة للمرة الأولى.

انباء ايجابية

وقد رحبت الوزارة بهذه الارقام الإيجابية، بوصفها إشارة أكيدة على سير الاقتصاد الأمريكي باتجاه التحسن، بعد الخسارة الكبيرة التي منيت بها مئات الشركات الأمريكية واضطرارها إلى تسريح مئات الآلاف من العمال والموظفين في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول الماضي.

كما ظهرت إشارات أخرى على انتعاش الاقتصاد، وقد جاءت هذه المرة من قطاع الخدمات، الذي يحتل أكبر موقع بين قطاعات الانتاج في الاقتصاد الأمريكي.

فقد نما هذه القطاع في أبريل وللشهر الثالث على التوالي، وإن بمعدل أقل من الشهرين السابقين.

حيث يوضح تقرير لأحد المعاهد الاقتصادية المتخصصة أنه توافر في القطاع 87 ألف فرصة عمل جديدة خلال الشهر.

يشار إلى أن ما لا يقل عن ربع مليون عامل وموظف فقدوا وظائفهم خلال الشهرين التاليين للهجمات الارهابية التي وقعت في كل من نيويورك وواشنطن.

وكان المحللون قد أعربوا عن توقعهم في استمرار ارتفاع نسبة البطالة حتى منتصف العام الحالي.

وقد تصل هذه النسبة إلى حدود 6,5 في المئة قبل أن تعاود التراجع في الفترة اللاحقة.

وكان الاقتصاد الأمريكي قد دخل في مرحلة كساد في مارس من العام الماضي، لكنه بدأ في استعادة عافيته من جديد، وحقق نموا بلغت نسبته خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام قرابة 5,8 في المئة.

المصدر BBC