عرض مشاركة واحدة
قديم 28-11-2014, 01:58 AM   #1
أليا صهل
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 10,221

 

افتراضي اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي أي: وجّهني لما يرضيك وما فيه صلاحي، واعصمني

مجلة البحوث الإسلامية


المطلب الرابع: طلب الحيلولة بين العبد وبين المعاصي، والاستعاذة منها، ومن النار .

فالمسلم مفتقر إلى إعانة ربه على ترك (( المعاصي التي هي سبب في دخول الجحيم.. ويتسبب عنها فساد في الأرض )) والذكر والدعاء يطردان الشيطان ويقمعانه عن وساوسه، ويسهلان الصعب، ويخففان مشاق ترك المعاصي وقد وردت أدعية كثيرة تتصل بهذا الجانب، منها:
أ- ما أثر في دعاء القنوت، وفيه: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول
(الجزء رقم : 95، الصفحة رقم: 366)

به بيننا وبين معاصيك وبلغ من حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الدعاء أنه قلما يقوم من مجلس حتى يدعو لأصحابه بهؤلاء الدعوات، كما روي في هذا الحديث.
ب- ومن أذكار طرفي النهار ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أرشد أبا بكر رضي الله عنه لأن يقول في دعائه: أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشِرْكه أي: أعوذ بك من ظهور السيئات الباطنة التي جبلت النفس عليها، وأعوذ بك من وسوسة الشيطان وإغوائه وإضلاله (( فذكَر مصدري الشر، وهما: النفس والشيطان ))
ج- ومثله الدعاء الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي أي: وجّهني لما يرضيك وما فيه صلاحي، واعصمني
(الجزء رقم : 95، الصفحة رقم: 367)

من شرور نفسي وأهوائها المهلكة، وشهواتها المدمرة التي ربما تجرني إلى معاصيك. وأمراض القلب إنما تنشأ من جانب النفس ولهذا علّم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه خطبةَ الحاجة، المشتملة على التعوذ من النفس: ونعوذ به من شرور أنفسنا
د- ومن الأدعية الواردة في القرآن الكريم: وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وفيه طلبٌ من الله أن يعصمه ويمنعه من نزغات الشياطين ووساوسهم؛ فإنهم يحثّون الناس على المعاصي، واستجارةٌ به سبحانه من حضور الشياطين في أي حال؛ لأنهم إذا حضروا الإنسان لم يكن لهم عمل إلا الوسوسة والدعوة إلى الشر والمعاصي والصرف عن الخير
هـ- وأثر من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة: اللهم أعوذ بك من المأثم
(الجزء رقم : 95، الصفحة رقم: 368)

والمغرم فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال: إن الرجل إذا غرم حدّث فكذب، ووعد فأخلف
والمأثم: هو الأمر الذي يأثم به الإنسان من المعاصي والذنوب.
والمغرم: ما يلزم الإنسان أداؤه بسبب جناية أو معاملة كالدية والدِّين أو نحو ذلك، ثم يعجز عن أدائه، فالمأثم إشارة إلى حق الله، والمغرم إشارة إلى حق العباد فاستعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من هذين الأمرين؛ لأنهما يجرّان العبد إلى المعاصي.
و- كما استعاذ صلى الله عليه وسلم من كل عمل يوجب سخط الله، فكان من دعائه صلى الله عليه وسلم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك أي: اللهم إني أستجير بك من فعل يوجب سخطك عليّ أو على أمتي. "وبمعافاتك" أي: بعفوك، وأتى بالمغالبة للمبالغة، أي: بعفوك الكثير. "من عقوبتك" وهي أثر من آثار السخط
ز- ويشرع للمسلم أن يحمد الله على أن عافاه من المعاصي التي ابتلي
(الجزء رقم : 95، الصفحة رقم: 369)

بها غيره، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك إلا عوفي من ذلك البلاء
فمن رأى مبتلى في أمر بدني، أو ديني كفسق أو ظلم أو بدعة أو كفر وغيرها، فيشرع له أن يحمد الله على أن عافاه من هذا الابتلاء، فإن الله سيعافيه من ذلك البلاء
أما الاستعاذة بالله من النار، فقد ورد في أدعية منها:
أ- وذكر الله تعالى من دعاء عباد الرحمن- وذلك في سياق الثناء على صفاتهم-: رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا
وقد وصفهم الله قبل ذلك بإحياء الليل ساجدين قائمين، ثم عقب ذلك بذكر دعائهم؛ ليلفت انتباهنا إلى أن عباد الرحمن مع طاعتهم لله إلا أنهم خائفون من عذاب النار، مبتهلون إليه في صرفه عنهم؛ لعدم اعتدادهم بأعمالهم

(الجزء رقم : 95، الصفحة رقم: 370)

ب- وقد علّم النبي صلى الله عليه وسلم عائشة دعاء، وفيه: اللهم إني... أعوذ بك من النار .


http://www.alifta.net/Fatawa/FatawaD...eNo=1&BookID=2
أليا صهل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس