عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-2008, 05:25 AM   #50
bhkhalaf
الفريق الصحفي لتداول - عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 34,586

 
افتراضي

التحفيز أسلوب حضاري
عبد الله الخالد
جاءتني ابنتي الصغرى – في الصف الأول الابتدائي – فرحة مستبشرة , وقالت لي: اليوم طلبت مني الأبلة «المعلمة» أن أحدد حروف المد من بين حروف كثيرة كتبتها على اللوحة. فقمت بتحديد حروف المد, فشكرتني وقبلتني من جبيني وأعطتني علامة إضافية. فبارك الله بتلك السيدة الفاضلة, التي زرعت الفرحة والابتسامة على وجه هذه الطفلة, فقد عمدت إلى أسلوب هو غاية في التحضر, وهو أسلوب التحفيز.
إن مصطلح التحفيز «Motivation» ومشتقاته من أكثر المصطلحات تداولاُ في علم الإدارة الحديث في العقدين الماضيين. فهناك «الحوافز الوظيفية» وهناك «الإدارة بالحوافز» و «حوافز التسويق» وغير ذلك. إن للتحفيز لمسة سحرية لو شاعت في عرفنا الاجتماعي والإداري والعملي لفعلت المعجزات. ففي عالمنا العربي قلما تسمع مثل هذا المصطلح في محيطنا العلمي, وقلما يلجأ إليه المسؤولون الإداريون, إذ أن لغة اللوم والتقريع على الأخطاء هي السائدة, ونادراً ما نسمع مديحاً أو إطراء على فعل جيد أو انجاز متميز. وقد يفهم كثير من الإداريين أن الحوافز هي مادية فقط, ويتذرعون بنقص الميزانيات أو انعدام بند الحوافز فيها. والحقيقة هي غير ذلك إذ أن الحوافز ليست مادية فقط, فكثير من الحوافز المعنوية لها فعل السحر في نفوس العاملين. فالمديح والثناء على الفعل الجيد في محيط العمل قد يدفع الموظف المعني إلى بذل كل ما يستطيع ليحافظ على تلك النظرة الإيجابية له لدى مسؤوله الإداري, وقد يدفع زملاءه في العمل إلى مضاعفة الجهد لتحقيق ما حققه زميلهم.
ومن ضمن الحوافز المعنوية, التي شاعت مؤخراً مسمى «الموظف المتميز» أو «موظف الشهر» وهي عبارة عن لوحة تعلق في موضع بارز في مكان العمل تحمل صورة الموظف وبعض عبارات الثناء والتقدير على تميزه في العمل, أو تحقيقه إنجازاً معيناً يشار إليه بالاسم.
ومن الحوافز المعنوية الأخرى منح الأوسمة أو الدروع في احتفالات التقدير للموظفين المتميزين, وهو أسلوب إداري راقٍ يغيب عن كثير من جهات العمل لدينا.
إن الإدارة بالحوافز هي أسلوب إداري فاعل يوجد تنافساً شريفاً بين العاملين, ويدفعهم لتحقيق الأهداف المرجوة في محيط تشيع فيه روح البذل والعطاء, ليس لأهداف مادية بحتة بل من خلال إشاعة روح الفريق وحث العاملين على الإنجاز الجماعي, الذي تذوب من خلاله الأنانية وحب الذات والسعي للمناكفة مع الآخرين.
و «التحفيز» عموماً أسلوب محبب في أماكن العمل بين العاملين وفي البيت بين الأبناء وفي المدرسة بين الطلاب والطالبات, وهو أي «التحفيز» أينما استخدم يبعث روحاً من الخلق والإبداع والتنافس الجاد لتحقيق الأفضل. والمديح والثناء هو أسلوب تحفيز إذ أن الكلمة الطيبة لها وقع كبير في نفوس الناس, وقد جاء في الحديث الشريف «الكلمة الطيبة صدقة», فعلينا ألا نبخل – على من يستحقون – بكلمة ترفع معنوياتهم وتدفعهم إلى مزيد من البذل والعطاء.
bhkhalaf غير متواجد حالياً