عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-2009, 08:46 AM   #5
يد النجر
فريق المتابعة اليومية - عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 15,043

 
افتراضي

الأسرة السعودية بين غلاء المعيشة ومقاومة التضخـم

فاطمة عبد الرحمن ـ الاحساء

يحاول الكثير تدبير أموره المعيشية وفق الدخل المتاح، بينما يتذمر آخرون من قلة الدخول مع عدم إجادة عملية التوازن بين الدخل والاستهلاك والميزانية أمام تعثر سـبل تطوير الدخل والاعتماد على الراتب الشهري. كما يعد غلاء المعـيشة واحـدا من أهم الأسباب التي تؤدي العجز والفشل في إيجاد سعادة حقيقية يتمناها الفرد لحل مشاكل الأسرة.
تدوين المصاريف
في البداية يقول خالد سعد : إن محاولة التعايش مع الدخل لاتقف عند عمل موازنة بين المصروفات، بل إن هناك طوارئ تخل بالميزانية خاصة أن الحياة أصبحت متغيرة ومتسارعة وأن محاولة مجاراة الظروف تقف أحيانا حائلا دون النجاح.
واقترح حلولا معينة مثل تعليق جدول المصاريف الشهرية في مكان واضح بحيث يسهل للزوجين تدوين المصاريف فيه والاشتراك في جمعية وهي عبارة أن تتفق مجموعة من الناس على دفع مبلغ شهري لمدة معينة ويقبض المساهمون المبلغ الاجمالي كل شهر بالترتيب وهي وسيلة فعالة خاصة عند مواجهة الأزمات وهو وسيلة لحسن ادخار مبالغ كبيرة. وتمتاز هذه الطريقة أنها تلزم العائلة بالادخار . كما تجب مراقبة المصروفات ومتابعة الإيرادات للأسرة.
موازنة صعبة
أما سالم السعيد فيقف عاجزا أمام عمل موازنة بين احتياجات الأسرة وكفاية الدخل وكثيرا ما يقع في مأزق قبل نهاية الشهر ما يضطره للاقتراض لتجاوز ضائقـته ما يدخله في دوامة من اجل سداد المبالغ التي اقترضها ويعتقـد باستحالة التكيف في ظل محدودية الدخل وزيادة المتطلبات وسط أجواء ملغومة بالغلاء والتزايد.
ويقول راشد المشاري : إن جميع الطبقات تستطيع التعايش والتكيف مع الظروف حسب الدخول لكن تحتاج الى حسن تدبير ويفضل كتابة قائمة الاحتياجات قبل التسوق حتى يكون التسوق منظما بعيدا عن العشوائية والإسراف. ومن الممكن تأجيل شراء بعض الحاجات حتى موسم التخفيضات ولابد من وضع جدول شهري لمعرفة أين تصرف الأموال العائلية، ثم مراقبة البنود التي يزداد فيها المصروف، فيبدأ بترقيم البنود حسب الأولوية، عندما تزيد لديك الرغبة في شراء الكماليات عليك بالتأجيل إلى الأسبوع المقبل، وستكتشف أن قطار الحياة يسير رغم أنك لم تشتر الكثير.
غلاء معيشي
ويؤكد الدكتور عـادل الصالـح أمـين عـام الـغرفة التجارية الصـناعية بالاحـساء أن الغلاء المعيشي هو إحدى تلك الحيثيات التي تتناسب طرديا وعكسيا في آن واحد في عالم الاقتصاد سواء الاقتصاد الأسري أو المجتمعي أو الفردي . فكثير من السياسات تعتبر أن ارتفاع مستوى الأسعار سيرفع المستوى الاقتصادي للمنطقة، متجاهلين تأثير ذلك على المجتمع الذي سيرافقه تأثير نفسي وتداعيات مجتمعية لابد منها. وللمرة الأولى تصل نسبة التضخم المعلنة في المملكة إلى 4 بالمائة. وأظهرت بعض الدراسات أن كلفة المـعيشة ارتفعت في دول الـخليج بنسبة 24بالمائة في السـنة الماضية.
سلوك استهلاكي
ويرى عـلي الـحمـد: مـدير مـركز التنمية الاجـتماعـية ينبغي أن نحلل السلوك الاستهلاكي لأفراد المجتمع تحليلا فسيولوجياً بحيث ننظر إلى السلوك كنمط في ثقافة سواء كان سلبا أو إيجابيا لان العادات الشرائية تدخل ضمن التنشئة الاجتماعية للفرد. ولابد من التساؤل كيف ينبغي أن تتعامل المؤسسات الاجتماعية مع تلك التحولات الاقتصادية، لذا لابد من الدعم المعنوي لإسـناد عملية رفع المستوى المعيشي التي تتبناها الجمعيات الخيرية من خلال الإعلام الموجه للفئات المستهدفة للحفاظ على إمكاناتها، وأضاف أن الطبقة الوسطى في السعودية تتحمل تبعات التضخم الذي يعيشه اقتصاد المملكة.
يد النجر غير متواجد حالياً