عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-2009, 05:12 AM   #54
يد النجر
فريق المتابعة اليومية - عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 15,043

 
افتراضي

في مقابلة خاصة تبث اليوم
جايتنر لـ "العربية": الولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على الدولار قوياً

دبي – الأسواق.نت

أكد وزير الخزانة الامريكي تيموثي جايتنر في مقابلة خاصة مع تلفزيون العربية أن الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بالحفاظ على الدولار قوياً، وقال إن "الالتزام بالحفاظ على الدولار قويا هو سياسة الولايات المتحدة وسيبقى سياسة الولايات المتحدة".

وأضاف خلال حديثه مع "العربية" الذي سيبث اليوم الخميس أن "الدولار سيبقى على الأغلب عملة الاحتياط الاساسية، أظن بأن هناك ثقة بأن يبقى الدولار عملة الاحتياطيات، وهذا ما سمعته هنا"، في إشارة منه إلى الدول الخليجية التي زارها خلال اليومين (السعودية والامارات) ".

ورفض جايتنر التعليق على أسعار النفط الحالية، إلا أنه قال "أظن أننا لدينا جميعا مصلحة اليوم في التأكد من تدعيم هذه الدلائل المبدئية على الانتعاش التي نراها في الاقتصاد العالمي، اعتقد أن هذا مهم جدا للمنطقة وللولايات المتحدة والعالم".


أسعار النفط

ويعرض "الأسواق.نت" الموقع الاقتصادي لقناة العربية، نص مقابلة وزير الخزانة الامريكي تيموثي جايتنر الخاصة مع تلفزيون العربية.

العربية: لنبدأ من هدف هذه الزيارة خاصةً إلى جدة وأبو ظبي؟

جايتنر: أنا هنا لأشدد على تعهد الرئيس كما أشار في خطابه في مصر لتعزيز علاقتنا في المنطقة ، ليس فقط مع أبوظبي والامارات بل أيضا مع الخليج ككل، والمجتمع الاسلامي في العالم. هذا هو هدف زيارتي، لدينا اهتمام كبير على الصعيد الامني والاقتصادي وتاريخ طويل من التعاون، وأنا هنا لاشدد على أهمية ذلك للولايات المتحدة.

العربية: نريد التركيز أكثر على القضايا الاقتصادية، من المؤكد أن عددا كبيرا من القضايا أثيرت في مباحثاتك مع السلطات خاصة في السعودية وأبوظبي. النفط هو الأهم في هذه المنطقة، هل تحدثتم للسلطات عن النفط، وما هو موقف إدارتكم اتجاه الأسعار الحالية للنفط؟

جايتنر: تحدثنا عن النفط كما نفعل دائما في مثل هذه المحادثات، وأنا لا أريد التعليق تحديدا على أسعار النفط الحالية. دعيني أركز على نقطتين: أظن أننا لدينا جميعا مصلحة اليوم في التأكيد من تدعيم هذه الدلائل المبدئية على الانتعاش التي نراها في الاقتصاد العالمي، أظن أن هذا مهم جدا للمنطقة وللولايات المتحدة والعالم.

لابد لنا أن نتأكد من الخروج بالاقتصاد من هذه الازمة ووضعه على طريق النمو المستدام. من المهم أيضا لنا كما تحدثنا من الولايات المتحدة الاسبوع الماضي وفي قمة الثماني أيضا أن نبحث عن طريق لزيادة الشفافية في أسواق السلع والطاقة، وإيجاد طرق للتقليل من التذبذب في هذه الاسواق، سيكون هذا في مصلحة الجميع.


مصالح مشتركة

العربية: هذا قد يكون مقلقا بعض الشيئ، هل سمعتم مخاوف من السلطات في السعودية وأبوظبي حول ما إذا كنتم ستتضعون قيودا على مضاربات النفط؟

جايتنر: في الحقيقة لا، على العكس أظن أننا لدينا الاسلوب نفسه في التعاطي مع هذه الامور، لدينا مصالح مشتركة في البحث عن طرق جديدة لتأمين المزيد من الشفافية، وبقدر ما نستطيع لتخفيف التذبذب في هذه الاسواق.

العربية: ذكرت عدة مرات أنك تفضل استقرار أسعار النفط، كيف تعتقد أنه من الممكن تحقيق ذلك وهل لديك أي مطالب موجهة إلى السلطات في الخليج؟

جايتنر: ليس من مطالب محددة عدا التأكيد على مصالحنا. كما قلت هناك تقدير مشترك لاهمية القيام بكل ما بوسعنا لتعزيز الاستراتيجية الأوسع للخروج بالاقتصاد العالمي من هذه الازمة الحادة. وأعتقد أن هناك تقدير مشترك قوي لهذا الأمر هنا وحول العالم.

العربية: لننتقل إلى ردود الأفعال على الازمة، بالطبع رد فعل الإدارة الاميركية كان قويا جدا، الحكومات في المنطقة أيضا اتخذت العديد من الخطوات لمساعدة اقتصاداتها وقطاعاتها المصرفية، هل تعتقد أن ما قاموا به كاف حتى الآن، أم أنهم بحاجة للقيام بالمزيد؟

جايتنر: أوافق على طريقة طرح السؤال، أعتقد أن ما ميز طريقة تعاطي العالم مع هذه الازمة عن العديد من الازمات السابقة، أن العالم اتخذ موقفا موحدا بجد وتحرك بسرعة نسبيا ليأخذ ردا قويا ومنسقا بشكل كبير بحجم الركود.

أعتقد أن هذا كان فعالا في حسر حدة العاصفة. وأعتقد أنه يعزى لقوة السياسات ليس فقط هنا بل أيضا في الصين والولايات المتحدة وفي الدول حول العالم.


سياسات التحفيز

العربية: ولكن في الخليج، هل تعتقد أنه يجب القيام بالمزيد؟

جايتنر: هذا حكم يجب أن تقوم به السلطات في الدول الخليجية، أعتقد أن ما نحاول التأكيد عليه هو أن الجميع في الموقف نفسه. عليك أن تواصل مراقبة الأوضاع عن كثب، أن تكون مدركا تماما للمخاطر والتحديات القادمة، وأن تحاول التأكد من تلافي الأخطاء التي تم ارتكابها في أزمات سابقة وهي أن توقف وبشكل متسرع سياسات التحفيز، علينا أن نتأكد من توفير ردود مصممة بدقة ولكنها قوية ومستدامة.

العربية: سأعود إلى هذه النقطة عند سؤالك بعد قليل عن قوة الاقتصاد الأميركي. ولكن بما أننا نتحدث عن المنطقة، الاقتصادات في المنطقة واصلت النمو رغم ركود الاقتصادات المتقدمة، كيف تتطلع لاقتصادات منطقة الخليج حاليا؟

جايتنر: أعتقد، هنا كما في العديد من المناطق حول العالم، لا نزال نواجه مرحلة تأقلم مليئة بالتحديات. دخلنا في الأزمة في مراحل مختلفة، الولايات المتحدة دخلت الازمة أبكر من العديد من الدول، عملية التأقلم بدأت متأخرة للعديد من الاقتصادات الكبرى وحتى لبعض الدول في هذه المنطقة، وبالتالي من المنطقي، بالنظر إلى التحديات المختلفة التي نواجهها، أننا سنخرج من الازمة بأوقات مختلفة.

النقطة المهمة هنا أننا نحرز تقدما وفي الولايات المتحدة، أعتقد أن قوة السياسات التي وضعت من قبل الإدارة والكونغرس كانت فعالة في الحد من تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي، وجلب الاستقرار للقطاع المالي، وتأسيس أرضية للتعافي. ولكن المهم بالتأكيد هو مواصلة القيام بذلك.

العربية: منذ أن وصلت إلى السعودية في الأمس كل ما نقرأه في الوكالات هو حديثك مع السلطات حول العجز في الميزانية، لأن اقتصادات المنطقة وخاصة في الخليج لديها فوائض معظمها مستثمر في سندات الخزينة الاميركية، هل كان لدى السلطات أي قلق من اتساع العجز في الميزانية؟

جايتنر: لقد وجدت هنا وهذا وليس مفاجئا لي، وجدت ثقة كبيرة جدا في الاستراتيجية العامة لهذه الإدارة في محاولتها مواجهة هذه الأزمة، ووضعنا على أرضية لتعاف مستدام. بالطبع نحن ملتزمون، وبينما نحن في طريقنا للخروج من هذه الأزمة، وعند ثقتنا بإصلاح الضرر، نحن ملتزمون بتخفيض العجز في ميزانيتنا لمستويات يمكن المحافظة عليها، وبمعالجة الاسباب الرئيسية لمشاكل الميزانية طويلة الأمد في الولايات المتحدة مثل الفاتورة الصحية.

ولكن للقيام بذلك لا بد لنا من إعادة تحقيق النمو ووضع الإصلاحات المهمة. وكما قلت سابقا، لم أتفاجأ بذلك، وجدت ثقة كبيرة بالاستراتيجية التي اعتمدناها وأعتقد أن هذه الثقة مبررة.


عجز الميزانية

العربية: ألم يسألوك متى؟ أعني أنك تتحدث عن تخفيض عجز الميزانية لمستويات يمكن المحافظة عليها، متى يمكن تحقيق ذلك؟

جايتنر: أهم ما نواجهه معا الآن، هو استعادة النمو، هذا شرط أساسي لكل جهودنا لإعادة الميزانية على الطريق الصحيح، وهذا ينطبق على كل دول العالم. ومن الضرورى لنا القيام بذلك لأن عدم نجاحنا في هذا الأمر وإقناع الناس بهذا الالتزام، عندها تواجه مخاطر تعاف ضعيف وهذا ما نريد تجنبه. لذلك نحن ملتزمون بالتأكد من خروجنا من الأزمة قبل البدء بتخفيض عجز الميزانية.

العربية: إذا نظرنا إلى الاحتياطيات الخارجية لمؤسسة النقد العربي السعودي، فقد انخفضت من أعلى مستوياتها في نوفمبر الماضي عند 443 مليار دولار إلى 395 مليار دولار في مايو السابق، لا نعلم كم من هذه الاحتياطيات مستثمر في سندات الخزانة الاميركية، ولكن وبحسب تصريحاتهم فهي نسبة كبيرة. هل أنت قلق من ذلك فهم كانوا بحاجة لتمويل الإنفاق الداخلي بحسب ميزانيتهم التوسعية، هل أثار ذلك قلقطك وهل تحدثتم بذلك؟

جايتنر: لا لم نناقش ذلك، ولست قلقا. ولكن ومن دون الحديث عن القضايا الخاصة بالسعودية، ومن دون الحديث عن هذه الأرقام، ما أعتقده هو أنك إذا نظرت بدقة لما يحدث في أسواقنا، ستري أمرا بغاية الأهمية للعالم وهو أنه عندما يكون العالم أكثر قلقا من المخاطر، ما يحدث عامة هو أن الناس تلجأ لشراء سندات الخزينة الأميركية، وتلاحظين زيادة الاستثمارات في الأصول المقومة بالدولار. هذه إشارة مهمة على الثقة باستقرار وعمق وسيولة أسواقنا، ونحن نتحمل مسؤوليتنا بشكل جاد للاستمرار بالسياسات التي تحافظ على هذا المستوى من الثقة.


الدولار القوي

العربية: هذا أيضا أمر أرغب بسؤالك عنه، سمعتك تشدد أكثر من مرة في المرات الماضية عن التزامك بسياسة الدولار القوي.

جايتنر: أنا سعيد بأن أجدد على ذلك الآن، إنها سياسة الولايات المتحدة، وستبقى سياسة الولايات المتحدة بأننا ملتزمون بدولار قوي.

العربية: ولكن السؤال هو كيف، كيف يمكنكم تحقيق ذلك؟

جايتنر: أهم قواعد هذه السياسة هي مجددا التأكد من اتخاذ خطوات تحسن من مرونة وقوة اقتصادنا، التأكد من اتخاذ خطوات تحافظ على الثقة بقدرتنا بتخفيض العجز في الميزانيتنا لمستويات يمكن المحافظة عليها، أننا نتحرك بقوة وفعالية للمساعدة في أستقرار أنظمتنا المالية وإصلاح الأضرار التي خلفتها هذه الأزمة، والتأكد من أن مصرفنا المركزي المستقل ملتزم وقادر على إبقاء الاسعار مستقرة على المدى الطويل. هذه هي أبرز الأمور التي يمكننا القيام بها.

العربية: هل سمعت أي قلق حيال ما طرح في الاسابيع الماضية من السلطات الصينية والروسية بضرورة البحث عن عملة دولية غير الدولار، مثل عملة صندوق النقد الدولي وغيرها. بداية هل سمعت أي مخاوف من الخليج من هذه التصريحات؟

جايتنر: رأيي وهو الرأي الذي سمعته هنا أيضا، هو أن الدولار سيبقى على الأغلب، وأظن بأن هناك ثقة بأن يبقى عملة الاحتياط الاساسية.

العربية: ولكن ليس هناك من خيار لأن النفط مقوم بالدولار؟

جايتنر: حقيقة أنا أعتقد أن ذلك يصب في المصلحة الاقتصادية، وأعتقد أنه جلب الاستقرار للعالم. بالتالي يجب المحافظة على حجر الاساس هذا للنظام المالي.

لست قلقا حول ما يجري، أعتقد أنه من الضرورى النظر بدقة لما حدث بالفعل أثناء الأزمة. أعتقد أن ما حدث يعكس الثقة الاساسية، عند زيادة المخاطر تجدين الناس يلجأون للحماية والسيولة التي تتمتع بها الأصول الأميركية وهذا ما يجب علينا الاعتماد عليه.


ميزان المخاطر

العربية: لننتقل إلى موضوع آخر، وهو اجتماعاتك مع السلطات بداية في أبوظبي، علمنا بأن لديك اجتماعات مع صندوقين تابعين للحكومة، ما هو هدف هذه الاجتماعات؟

جايتنر: نقوم بهذه الاجتماعات في كل زيارتنا للحكومات حول العالم. إنه جزء طبيعي من المحادثات. كان لنا المحادثات ذاتها في أبوظبي التي نقوم بها مع الحكومات والتي نقوم بها في بلادنا، والتي نقوم بها مع القطاع الخاص من كافة أنحاء العالم.

ما نحاول القيام به هو الحصول على صورة أوضح للتحديات التي نراها في المنطقة وفي المقابل نستوضح عن كيف يرى الآخرون العالم وميزان المخاطر والاقتصاد العالمي وأسواق المال الدولية، لذلك فإن محادثتنا هي ما يمكن توقعه، تحدثنا عن التقدم والعودة بالاقتصاد العالمي للنمو، والحديث عن أسباب الأزمة والمخاطر والتحديات التي نواجهها، هذه هي المباحثات التي أجريناها.

العربية: هل استمعت إلى أي مخاوف لديهم، أم أنها كانت محادثات عامة عن الاقتصاد؟ هل يودون معرفة المزيد عن الاقتصاد الأميركي وماذا عن استثماراتهم في الولايات المتحدة؟

جايتنر: مرة أخرى، أعتقد أنه بالنسبة للأميركيين، لدينا اهتمام قوي مشترك لتأسيس قاعدة لنمو مستدام على النطاق الدولي. وبذلك نحن نمضي الوقت مركزين على كيفية مواجهة هذه التحديات. وأعتقد أنه للقيام بذلك بشكل فعال نحتاج للعمل عن قرب مع دول مختلفة حول العالم من ضمنها هذه المنطقة.


مناخ استثماري منفتح

العربية: هل حاولت استقطاب المزيد من الاستثمارات إلى الولايات المتحدة؟

جايتنر: لا، ولكن أود التأكيد على الأهمية الكبرى التي نوليها في الولايات المتحدة للمحافظة على مناخ استثماري وتجاري منفتح. اعتقد أن إحدى أهم نقاط القوة وإحدى مصادر التجديد وقوة الاقتصاد الاميركي هي انفتاحنا على الاستثمارات من كافة أنحاء العالم. بالطبع، سنكون حذرين لحماية مصالحنا الأمنية ولكن لدينا أنظمة مصممة للحفاظ على انفتاحنا بينما نوازن بين هذه الأهداف.

العربية: ذكرت في الايام القليلة الماضية أنكم وضعتم أنظمة لتجنب ما حدث مع شركة مواني دبي مع شركة "بي آند أو"، ما هي هذه الأنظمة؟

جايتنر: وضعنا وبالتنسيق مع الكونغرس مجموعة من الإصلاحات الهامة للتأكيد على وجود التوازن بين الحفاظ على سياسة استثمارية منفتحة ووضوح الانظمة التي نستخدمها لادارة هذه المخاطر، ولكن مع الحفاظ على أمننا القومي.

هذه هي الإصلاحات التي أشرت إليها وأعتقد أنها كانت فعالة للغاية. وأفضل مقياس لذلك هو ما حصل، فقد رأيت زيادة قوية في الاستثمارات الاجنبية منذ تبني هذه الاصلاحات.

العربية: هذا صحيح، وقد ذكرت أن هناك 25 مليار دولار من الاستثمارات الاجنبية دخلت الولايات المتحدة، ولكن هناك وجهة نظر أخرى، أنكم بحاجة للأموال الآن أو أنه من مصحلة الولايات المتحدة حاليا تشجيع الاستثمارات، لذلك فأنتم مستعدون لإبداء مرونة أكثر في بعض المواقف.

جايتنر: لا أوافق هذا الرأي، أعتقد مجددا أن إحدى نقاط القوة للاقتصاد الاميركي خلال العقود العديدة الماضية كانت سياستنا الاستثمارية المنفتحة والشفافة وهي تصب في مصلحة بلادنا وهذه مصلحة دائمة.

العربية: هل سمعت بأي اهتمام من جديد من الصناديق السيادية هنا للاستثمار في الولايات المتحدة؟

جايتنر: لم نناقش أي مسائل محددة عن الاستثمار أو شركات معينة. فأهم وأبرز ما يمكنني القيام به هنا هو مناقشة وضع الاقتصاد العالمي، والقطاع المالي العالمي للحصول على صورة أوضح حول المخاطر والتحديات المقبلة.


مصادر للطاقة

العربية: وماذا عن لقائك رجال الاعمال السعوديين في الأمس؟ هل توصلتم لاي خطط محددة؟

جايتنر: لا، كان مجرد تبادل آراء وأعطاني فرصة للحصول على صورة أوضح لما يحدث في المنطقة، كان لدى مجموعة لقاءات مفيدة هنا في أبوظبي أيضا. قضينا وقتا هذا الصباح في الحديث عن سياسات الحكومة هنا حول إصلاح التعليم وتشجيع التعددية ومصادر النمو المستقبلية إضافة لتشجيع التحول إلى مصادر جديدة للطاقة أو الطاقة المتجددة. هذه هي أبرز النقاط.

العربية: أبوظبي بالذات مهتمة بالطاقة المتجددة، هل صدر أي شيئ ملموس عن هذا الاجتماع؟

جايتنر: سمعت هذا الصباح عن مناطق حيث تخطط المنطقة لإحراز بعض التقدم. واعتقد أن ذلك مفيد لنا رؤيته. واعتقادي العام هو أن أميركا لديها الكثير لتتعلمه من العالم وسنقضي وقتا طويلا بمتابعه ما يقوم به بقية العالم، بينما تواصلون مواجهة تحديات الاصلاح.

العربية: سعادة الوزير، لننتقل للحديث عن الاقتصاد الاميركي، ذكرت أن هناك فرصة قوية لنمو الاقتصاد في الفصلين القادمين، ولكن تبقى هناك مخاطر على النظرة المستقبلية، نريد منك أن تفسر ذلك لنا؟ ماذا يعني ذلك؟ ما الذي يجعلك متفائلا في الفصلين المقبلين ولماذا لا زلت ترى مخاطر وما طبيعتها؟

جايتنر: من المهم أن نبدأ بإدراك أن أسباب هذه الازمة أخذت وقتا طويلا للتبلور، وبذلك ستحتاج الاقتصادات العالمية وقتا للتعاطي مع هذه التحديات الاساسية هذا أمر محتم. من المنطقي توقع ذلك. في الولايات المتحدة على سبيل المثال اقترضنا كثيرا وسمحنا لخلق جيوب كبيرة من وراء أخذ مخاطر مفرطة مبنية على الاقتراض في أجزاء من قطاعنا المالي.

ونحن بحاجة لفترة للتأقلم مع ذلك ونحن نرى حاليا إشارات مشجعة للغاية على حصول ذلك. فقط للإشارة ادخار القطاع الخاص في الولايات المتحدة أصبح الآن إيجابيا للغاية بعد فترة طويلة من بقائه في السالب، العجز الحساب الجاري لدينا تراجع من حوالي 7% من الناتج المحلي الإجمالي إلى أقل من 3% حاليا.

هذه علامات صحية على التحسن. رأينا العديد من إشارات التحسن في القطاع المالي وأعتقد أن أبرز ما حققناه حتى الآن في ظل قوة السياسات التي اتخذت مع دول أخرى حول العالم هي إبطاء حدة التراجع في النشاط الاقتصادي العالمي، والمساعدة في ترميم القطاع المالي المتضرر، وتخفيض كلفة الإئتمان، والتأكد من أن الاسواق قادرة على توفير الائتمان لدعم التعافي. لقد حققنا الكثير من التقدم في هذه الناحية.

ولكن لنكون واقعيين هناك الكثير من التحديات لا تزال أمامنا، ولكن إذا نظرت على إجماع الباحثين في الولايات المتحدة وهو ما ينطبق أيضا على صندوق النقد الدولي، غالبية الناس تعتقد أننا سنشهد بداية تسجيل نمو اقتصادي متواضع، خلال النصف الثاني من هذا العام أو مطلع السنة القادمة. وهو جزئيا لاننا أحرزنا كثيرا من التقدم في السيطرة على وإضعاف حدة الركود وهو جزئيا بسبب خطة التحفيز القوية التي وضعناها والتي صممت بحيث يكون التأثير الاكبر للانفاق الاستثماري والانفاق على البنى التحتية متوفرا خلال النصف الثاني من السنة.


الخروج من الركود

العربية: ذكرت سابقا أنكم لستم جاهزين للقيام بخطة تحفيز إضافية، كونكم لا تعتقدون أن الوقت مناسب؟

جايتنر: لا أعتقد ذلك، لا أعتقد أننا بإمكان التوصل إلى هذا الحكم الان، ولا أعتقد أنه يتوجب علينا ذلك. من الواضح أننا سنتابع التطورات بشكل دقيق، ولكنه ليس الوقت المناسب للتوصل إلى حكم.

العربية: ولكن عند استلامك وزارة الخزانة، ذكرت أنه من المهم جدا لاتخاذ إجراءات قوية كونها الوسيلة الوحيدة للخروج من الركود. والآن نلحظ أن سياستكم باتت تعتمد على أسلوب التريث.

جايتنر: لا أعتقد ذلك، من جديد إذا نظرت لحجم الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة، فقد صممنا أكبر خطة تحفيز في خمسين عاما، وهي خطة قوية للغاية تضم حوافز ضريبية ودعم الاستثمارات طويلة الأمد اللازمة لتحسين القدرة الإنتاجية للاقتصاد الاميركي وقمنا بذلك بسرعة قياسية، ولكنها صممت لفترة زمنية تمتد لعامين.

لذلك كانت خطة قوية جدا وأعتقد أننا كنا حازمين للغاية بالمساعدة على إيجاد الاستقرار للقطاع المالي ومده برؤوس الاموال وأنت ترين أن تحسن هوامش الائتمان يعكس ذلك. أعتقد أن الاستراتيجية الاساسية التي عملنا عليها عن قرب مع الدول حول العالم هي حتما الاستراتيجية الصحيحة، وهي تعكس المبدأ الذي ذكرتيه وهو أنه في أوقات الازمات الاقتصادية يجب أن نكون حازمين.


اصول سامة

العربية: ماذا عن صحة القطاع المصرفي؟ خفضت بشكل ملحوظ برنامج المشاركة بين القطاعين العام والخاص حيث كانت الفكرة هي إزالة الاصول السامة من دفاتر البنوك. وألان لا تزال البنوك لديها هذه الاصول السامة على دفاترها، السؤال هو ماذا لو لم تتحسن الأسواق كما تتوقعون، كيف يمكن لذلك إعادة الثقة للقطاع المصرفي؟

جايتنر: سؤال جيد، ولكن أعتقد أنه يجب النظر إلى ذلك على أنه أمر مطمئن بدلا من اعتباره غير مشجع. لقد كنا فعالين في التأكد من أن هناك رؤوس اموال تتوجه إلى القطاع المصرفي على مستوى واسع مقارنة بالمخاطر المتوقعة.

وضعنا مجموعة من الادوات الجديدة والفعالة للمساعدة في إعادة إحياء سوق التوريق وهذه الادوان كانت فعالة للغاية وافقت ما كنا نعتبره واقعيا نهاية العام الماضي.

هذا البرنامج الذي وضعناه لمجموعة من الصناديق لإيجاد سوق لهذه الاوراق المالية والقروض السامة على دفاتر البنوك نبدأه على نطاق أضيق مما توقعناه بداية، جزئيا لاننا رأينا قدرة أكبر من المتوقع من قبل البنوك للقيام برفع رأسمالها عبر اللجوء للقطاع الخاص، إذا اعتقدنا أن هذه البرامج أثبتت فعاليتها لدينا القدرة لزيادة حجمها، ورغم التحسن الكبير بالاوضاع، نعتقد أن لدينا دورا مهما في المساعدة على زيادة سيولة هذه الاسواق. مجددا إذا اثبتت فعاليتها، واعتقدنا أن الوضع يحتاج لذلك سنقوم بتوسيع نطاق وقوة هذه البرامج، ولكن اعتقد أنك يجب أن تعتبري ذلك مشجعا بمجرد التفكير بأننا نستطيع تفعيل البرنامج على نطاق أضيق.


اختبارات قاسية

العربية: ولكن أليست هذه مسألة ثقة؟ كيف يمكن للثقة أن تعود للقطاع المصرفي إذا لا زالت هذه الاصول السامة على دفاترها؟

جايتنر: أفضل مقياس لذلك هو ما حدث فعليا، جزئيا بسبب ما قمنا به لوضع برنامج تحفيز على جانب الطلب ولكن بشكل أهم هو طلبنا من البنوك الرئيسية أن تخضع لعملية قاسية من الاختبارات لقياس خسائرها المستقبلية المحتملة في حال ركود عميق مما ساهم في تأمين مستوى مرتفع جدا للشفافية لهذه الخسائر.

البنوك التي كانت بحاجة لرفع رؤوس أموالها كتحوط من ركود أعمق استطاعت أن تجمع كميات كبيرة من رؤوس الاموال. هذا كان الاختبار الحاسم، وأعتقد أن ذلك إشارة إيجابية جدا وقد جعلت من الممكن حدوث التحسن الكبير في أسواق الائتمان.

العربية: كيف تصف أسواق الائتمان حاليا؟
جايتنر: أفضل، أفضل بكثير. يفك عنها الجمود تدريجيا. لم تعد لطبيعتها، سيكون من الصعب أن يعرف العالم ما هو الوضع الطبيعي الجديد لانه كان لدينا فترات طويلة من اتساع هوامش علاوات المخاطر. ولكنني أعتقد أن الاسواق تحسن بكثير.

ولكن لنكون واقعيين، العالم لا يزال يواجه فترات طويلة من التحديات والمخاطر المحتملة. ولا بد لنا أن نتأكد أننا قمنا بما يجب للنهوض بالاقتصاد من هذه المخاطر وأن نتأكد من أننا نقوم بإصلاح الاجزاء الاكثر تضررا من نظامنا المالي.

العربية: الأمس أعلن عن نتائج "جولدمان ساكس". والسؤال الأكبر حاليا هو: هل يجب علينا عدم الاعتماد كثيرا على نتائج الربع الثاني من العام. الآن هناك توقعات أن العديد من البنوك ستحظى بنتائج جيدة في الربع الثاني. كيف علينا قراءة هذه النتائج، هل من الممكن المحافظة عليها؟

جايتنر: أعتقد أن عليك الانتظار لتقييم ذلك. كما أننا سمعنا القليل من النتائج حتى الآن. حتى الآن لا تزال مشجعة نسبيا، وبالطبع أي أمر يشير إلى تحسن مستدام بالقدرة على توليد الأرباح في القطاع المصرفي وقطاع الشركات الاوسع، هذا أمر يجب النظر إليه كإشارة مشجعة للغاية. ولكنني أعتقد أن لا يزال من المبكر الحكم على ذلك.


رقابة أقوى

العربية: عرضت أمام الكونغرس الاسبوع الماضي، أجندتك الاصلاحية ولكنها تحتاج لوقت للتطبيق, بالنسبة للبنوك التي أرجعت الاموال الحكومية مبكرا، كيق يمكنكم التأكد من أنها لن تعود لممارساتها السابقة من الان وحتى تطبيق قواعد الرقابة الجديدة.

جايتنر: الأهم في الولايات المتحدة هو أننا، ونحن نعمل مع دول حول العالم، هو التحرك بأسرع وقت ممكن لوضع إطار رقابة أقوى على النظام المالي سمحنا بخلق جيوب من المخاطر خارج النظام الخاضع للرقابة وهو ما تبين أنه مؤذي للغاية ولإصلاح ذلك في الولايات المتحدة نحن بحاجة إلى تغييرات شاملة ونحن نتحرك بسرعة كبيرة، أسرع من أي ردود فعل لمواجهة أزمات سابقة، لوضع إطار للإصلاحات لاننا نريد التحرك بينما ذاكرة الأزمة لا تزال في أوجها والدعم للتغيير سيكون في أوجه وبالتالي نحن حقيقة نتحرك بسرعة قياسية، أعتقد أن العالم يرغب بالتحرك أيضا. أظن أن لدينا هدفا مشتركا للارتقاء بالعالم إلى معايير أفضل وأكثر محافظة.

العربية: هناك سؤال آخر هنا هل يكفي أن تضع الاصلاحات في الولايات المتحدة إاذ لم تلحق بقية الدول بنفس هذه القواعد؟ هل من اتفاق مع نظرائك الاوروبيين حول ذلك؟

جايتنر: أنت محقة تماما، يجب أن نقوم بذلك معا، وقد كان هناك جهودا كبيرة بذلت للتأكد من أن لدينا استراتيجية مشتركة حتى يمكننا العمل على تفاصيل المباحثات على أمور مثل متطلبات رأس المال المستقبلية، وكيف التعامل مع انهيار مؤسسات كبرى مستقبلا، وكيفية إيجاد إطار مراقبة أفضل لاسواق المشتقات.

وتقديري الشخصي، وأنا أقوم بذلك منذ فترة طويلة هو أنه هناك إجماعا قويا عبر المراكز المالية الرئيسية. وتعلمين أن هذا الاجماع سيتعرض لاختبار حقيقي عندما نتطرق للتفاصيل. ولكنني أعتقد أن العالم ككل لديه قواسم مشتركة حيال الوجهة المستقبلية أكثر بكثير مما يفرق بينهم.


تجربة مؤلمة

العربية: ولكن هذا ليس ما نسمعه من الاوروبيين، فقد كانوا يطالبون بمؤسسة رقابية مركزية عالمية هل تحدثتم حول هذا الموضوع، أم أنكم ستناقشون ذلك خلال زيارتك الحالية؟

جايتنر: أعتقد أن الاوروبيين يؤمنون بأن الرقابة تبقى مسؤولية سيادية للدول. ولكن للتأكد من أن إجرائتنا المحلية تعمل لا بد لنا من التأكد من التحرك سويا لتأسيس إجماع أقوى. على الخطوات المتخذة أن تكون موحدة، ومصممة بشكل أفضل، أذكى، أكثر فعالية، ويجب تطبيقها بشكل متساو أكثر، ولكنني أعتقد أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا. كان لدينا تجربة مؤلمة مشتركة واضطررنا لتحمل أعباء الفشل في أنظمة الرقابة وهذا يتطلب تغييرا كبيرا وأتوقع أننا سنتلقى دعما كبيرا للتغييرات التي نقوم بها في الولايات المتحدة.

العربية: على جدول أعمال زيارتك مناقشة خطوات إضافية مع نظرائك الاوروبين لاستعادة نمو الاقتصاد العالمي، هل لديك مطالب محددة في زيارتك إلى باريس لاحقا أو تقدمت خلال رحلتك إلى لندن؟

جايتنر: كما سمعتم الرئيس أوباما يقول نحاول القيام بأمرين مهميين، الأول استعادة النمو بمواجهة الازمة، والثاني إصلاح الاجزاء الاكثر تضررا في النظام. ولكننا نود التأكد بأننا نقوم بذلك بطريقة تخلق أرضية لتعافي عالمي أقوى، أكثر توازنا وأكثر استدامة. وهذا أمر أنتم معتادون عليه هنا، خلال بحثكم عن وسائل لتنويع مصادر النمو المستقبلية. سيكون ذلك مهما للاقتصاد العالمي لان وتيرة الادخار الأميركي سترتفع، وبالتالي فإن العالم لن يعتبر بعد الان المستهلك الاميركي المحرك الرئيسي للنمو المستقبلي، لذلك نعتقد أن هناك ضرورة حول العالم لإيجاد طرق لتنويع مصادر النمو المستقبلية.
يد النجر غير متواجد حالياً