[يد النجر]

وضوح
ليست مستحيلة
مازن السديري

نسبة البطالة المرتفعة في مملكتنا الحبيبة هي محل تساؤل ومحاولة للتفسير...أقول للتفسير وليس للتبرير..فعبارات ان الشباب غير مبالٍ أو أن مستواهم التعليمي غير مناسب فهذا الحديث غير مناسب وليس مضيفاً لحل المشكلة...وهناك من يقول إن مشكلة البطالة في أي بلد معقدة ويستحيل حلها وتعجز عنها أغلب الاقتصاديات المتقدمة أو النامية مثل الهند.

من ناحية معقدة هي نعم معقدة لكن ليست مستحيلة أما الهند...يوجد في الهند أكثر من ترليون ومائتي مليون نسمة بينهم أربع مائة مليون ممن يجيدون اللغة الإنجليزية و التي تعد لغة العلم والتعليم والوظائف المكتبية ، وكذلك يوجد أكثر من قرابة سبع مائة مليون يعملون في الريف المتخلف والمتباعد حيث لا يشكلون أكثر من ثلاثين بالمائة من الناتج المحلي.

وبرغم أن الهند المحرك (كدولة) الثاني للنمو في الدول النامية لكن هذا لا يفسر الحرمان والفقر الذي يسود أكثر من نصف الشعب ....قد يتساءل البعض بأن عدد السكان هو السبب...جوابي أن الصين لا تواجه نفس الحالة وبدون أن تفرض قوانين اشتراكية.

في فرنسا تدخل (ديجول) وأمر اقتصادييه بإدارة أكبر الشركات الخاصة لرفع مستواها الربحي وقدرتها على خلق فرص للعمل دون تكلف أو مبالغة قد تنتج عنها بطالة مقنعة...الاقتصاد علم منطقي مبني على التوازن ...توازن العرض والطلب أو الكمية والسعر أو البطالة والنمو....ومشكلة البطالة اقتصادية لا تحل باختصارها بمجرد افتتاح المعاهد أو طرح القوانين الصارمة لفرض السعودة على القطاع الخاص...أولا يجب النظر إلى الاقتصاد المحلي ونسبة خلقه للفرص الوظيفية هل هي متناسبة مع النمو الاقتصادي...في اقتصاديات معينة (خلال فترة النمو) تكون نسبة خلق الفرص أعلى من نسبة النمو الاقتصادي خصوصا للدول السياحية ، وفي الدول الصناعية تكونان متعادلتين، أما الدول التي يكون نموها الاقتصادي أعلى من الوظيفي فهي الدول المصدرة للمواد الخام مثل الكثير من دول أوبك.

لا شك أن الاقتصاد السعودي تغير كثيرا خلال العقد الأخير وبعون الله سوف يقدر على امتصاص البطالة.

وإلى الأسبوع القادم للحديث أكثر عن المشكلة مصحوباً بالتحليل والحلول بعد هذه المقدمة.