عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2010, 09:50 AM   #49
القلب الكبير
فريق المتابعة اليومية - محلل فني
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 60,692

 
افتراضي

أمين عام أوبك لـ«الشرق الأوسط»: انخفاض أسعار النفط إلى 33 دولارا ليس انهيارا
الشرق الأوسط 05/10/2010
في قلب العاصمة النمساوية يقف بناء ضخم أبيض اللون، يحمل شعارا شهد الكثير من الأنباء والأحداث العالمية الضخمة على مر 50 عاما، لمنظمة عملت على دعم الأمن والاستقرار في قطاع الطاقة العالمي، مستخدمة خبرة سنوات طويلة لدعم هذا الاستقرار.

هذا شعار منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) في وسط فيينا على مبنى المنظمة الجديد الذي وصلت «الشرق الأوسط» إليه للقاء أمين عام المنظمة، عبد الله سالم البدري، لتحاوره بعد إتمام 50 عاما على وجودها في القطاع النفطي.

وظهر الأمين العام هادئا تجاه مستقبل السلعة في السوق، متحدثا عن التحديات التي تواجه المنظمة والقطاع، ومؤكدا تحسن إنتاج العراق خلال السنوات المقبلة. واستعاد البدري ذكريات الأزمة المالية، وأحداث ارتفاع وانخفاض النفط إلى مستويات تاريخية، والأساليب التي استخدمتها المنظمة في التعامل مع الأزمة وتجاوزها. وفيما يلي نص الحوار


* نرجع بالوقت إلى عام 2008، وبالتحديد إلى خضم الأزمة، لنتحدث عن الحالة التي كان يعيشها مكتب الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول عندما ارتفعت الأسعار إلى معدلات تاريخية عند 147 دولارا للبرميل الواحد؟
- ارتفاع الأسعار في تلك الفترة لم يكن راجعا إلى أساسيات السوق، أو نقص في المعروض في السوق، وإنما لنشاطات المضاربين في الأسواق التي وصلت إلى قمتها، واستطاعوا الوصول بالسعر إلى تلك المعدلات. فعقد اجتماع جدة للطاقة حينذاك، واجتمعت كل دول العالم لحل هذه الأزمة. وبعد ذلك تحول الأمر إلى انخفاض الأسعار، ولن أعتبر انخفاض الأسعار إلى 33 دولارا انهيارا في الأسعار، وليس الانخفاض سببه سعر النفط في تلك المرحلة، وإنما أزمة المساكن الأميركية أيضا كانت لها آثار جسيمة على الأسعار.

والإجراءات التي اتخذناها بمناقشة هذه الأمور في المنظمة، ونظرنا إلى العرض والطلب. واجتمعنا بعد ذلك اجتماعا طارئا في وهران، متفقين على خفض الإنتاج بـ4.2 مليون برميل في اليوم، وكنا قادرين على تحقيق ذلك في ديسمبر (كانون الأول) 2008. وبدأت الأسعار في الاستجابة إلى قرارات الخفض على مدار الأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي لتصل تدريجيا إلى 50 دولارا ثم 60، ثم المعدلات الحالية ما بين 75 و85 دولارا. أود أن أقول إن الأسعار ثبتت عند المعدلات التي نراها اليوم، نظرا إلى القرارات التي اتخذتها المنظمة في اجتماع الجزائر.

* هل تسعى المنظمة لضم أعضاء جدد؟
- لا نسعى إلى ضم أعضاء جدد، ولكن في حال رغب أعضاء جدد في الانضمام إلى المنظمة، فيجب أن يكونوا مصدرين للسلعة، وأن تتماشى أهدافهم مع أهداف المنظمة، ولكن ليس هناك الكثير من الدول التي تستوفي معطياتها الانضمام إلى «أوبك» في الوقت الحالي. فالأعضاء الحاليون يتمتعون بنسب هائلة من المخزون المؤكد، ومحافظون على حصص الإنتاج المخصصة لهم بنسب متفاوتة، وتشهد المنظمة الآن تماسكا جيدا أكثر من أي وقت مضى، وللدول الأعضاء مصلحة أكثر منها للمنظمة في البقاء في المنظمة والحفاظ على الوجود بين جدرانها، والعراق مثال على ذلك.

* ذكرت أنه ليس هناك الكثير من الدول التي يمكن أن تشارك في «أوبك»، ما هذه الدول القليلة؟
- الدول خارج المنظمة التي يسمح لها إنتاجها بالانضمام إلى المنظمة، ولكل دولة من هذه الدول أسبابها التي تمنعها من الانضمام إلى المنظمة.

* ما تأثير الدول المنتجة غير المشاركة في منظمة «أوبك»، ولا تحكمها معدلات التأثير على الأسعار؟
- الدول المنتجة من خارج المنظمة لديها إمكانيات إنتاجية مثل روسيا والنرويج والمكسيك، وأرى أن هذه الدول تشارك في المحافظة على السوق النفطية.

* ما المجالات التي من الممكن أن تتنوع تلك الدول من خلالها؟
- تختلف المصادر من عضو عن الآخر، ومن دولة لأخرى، على حسب ما لديها من مصادر. فهناك من لديه استقطابات سياحية، بينما هناك دول لديها بحار وأخرى تتمتع برياح، وهناك دول بإمكانيات صناعية أو زراعية لا يمكنني جزم من يستثمر في ماذا؟

* هل من الممكن أن تتحول أي من الدول الأعضاء إلى مستورد للنفط؟
- الدول الأعضاء الـ12 لديها احتياطيات هائلة، وستظل مصدرة للسلعة لفترات طويلة مقبلة دون تغيير تلك النسب. وبالنسبة للسعودية وبقية الدول التي تمتلك مخزونات كبيرة من النفط، فأرى أن هناك مخاطر على تلك الصناعة، ومن أهم المخاطر التي أرى أنها موجودة، التلوث البيئي، والانبعاثات الكربونية.

* ما رأيك في أداء الأعضاء الحاليين في المنظمة، وهل من الممكن أن يتكرر سيناريو الغابون أو إندونيسيا؟
- الغابون انسحبت من عضوية المنظمة عام 1995 لعدم نيتها دفع تكاليف العضوية، التي بلغت مليوني دولار، وإندونيسيا تحولت إلى دولة مستوردة للنفط، ولم تطور حقولها لتلتزم بحصص الإنتاج المخصصة لها، وعلقت عضويتها عام 2008. المنظمة متماسكة، وهناك مثال واضح على تماسك الأعضاء في الوقت الحالي، نراه في العراق، فمعدلات الإنتاج منخفضة في الوقت الحالي وبدأ تطوير الحقول والعمل على زيادة الإنتاج، ولكن استدركنا حال الدولة، نظرا لظروفها الصعبة بخوضها للحرب، ثم التحول إلى إعادة الإعمار، ولكن لديها مخزونات هائلة.

* أشارت تقارير إلى أن إنتاج النفط العراقي سيصل إلى مستويات غير مسبوقة، ليكون من قائمة المنتجين للنفط في خلال سنوات قليلة، ما تعليقك؟
- العراق لديه مخزونات هائلة، وقلة الإنتاج ناتجة عن الحرب والمشكلات مع إيران. وأرى أنه خلال من 4 إلى 5 سنوات سيرى الإنتاج في العراق الكثير من التطور والتحول. فالدولة لديها احتياطات هائلة من النفط وبدأت تطور في حقولها. أما بالنسبة للكميات التي ستنتجها في المستقبل، فأتوقع أن يصل إلى ما بين 4 و5 ملايين برميل.

فأنا متأكدا من أنه سيكون هناك إنتاج معقول، ولكنه ليس كما يحدث الآن عند 11 أو 12 مليونا، أو حتى 9 ملايين برميل يوميا بأي حال. ولتكون عضوا في المنظمة يجب أن تطلب طلبا معقولا، في الوقت الذي يساند فيه الأعضاء الآخرون العراق لتتطور وتنتج كميات معقولة مرة أخرى.

* ماذا عن التحديات التي تواجه المنظمة في الوقت الحالي؟
- أرى أن التحدي الوحيد الذي يواجه المنظمة هو الانبعاثات الكربونية، والتلوث البيئي الذي ينتج عن استخدام النفط. فالنمو في العالم يزداد وبالتبعية الطلب يزداد، ولا أرى أي وسيلة للحد من الانبعاثات والتلوث إلا بزيادة البحوث وبروز دور التقنية التي ستكون الحل الوحيد للحد من هذا التحدي.

* ماذا عن الطاقة النووية السلمية؟
- يتسع الطلب العالمي للمزيد من الطاقات أن تدخل على خط الاستهلاك اليومي، ويجب النظر أيضا على أحد أهم الجوانب في استخدام هذه الطاقات بشكل يومي وهي التكلفة. فالطاقة النووية تحتاج لميزانيات ضخمة، لأن يتم العمل بها، وفي المقابل ليست طاقة نظيفة وتحتاج إلى مساحات واسعة.

* بقيت أيام قليلة على اجتماع أعضاء «أوبك» المقبل، ما أهم المواضيع على الأجندة؟
- الاجتماع المقبل سيعقد في الأمانة العامة للمنظمة، وستكون أسعار النفط والعرض والطلب والتحركات في السوق من أهم المواضيع على الأجندة.

* هل ترى أنه من الممكن أن تظهر أي تكتلات تشكل منظمة مماثلة لـ«أوبك» في المستقبل؟
- أستبعد أي تكتلات من الممكن أن تشكل تحديا لـ«أوبك». فأعضاء أوبك يتحكمون الآن فيما يقرب من 80 في المائة من المخزون العالمي من النفط في العالم، ولا أتخيل أن تظهر مجموعة من الدول بمثل ما نملكه من المخزونات ويمثلون تحديا لنا بأي شكل. وإذا اجتمع مصدرون الآن لتكوين تحالف، أؤكد أنه ليس هناك ما يكفي، أما بالنسبة لاكتشافات مستقبلية، فهذا أمر غير معروف، لكن يجب أن تكون اكتشافات ضخمة جدا ليحدث هذا.

* تضاربت الأقوال حول أن أصداء قرارات المنظمة لا تؤثر تأثيرها القوي على الأسواق، فما تعليقك؟
- عاشت المنظمة واستمرت لخمسين عاما في المنطقة، وتجتمع على طاولتها دول خاضت حروبا مع بعضها البعض، ولكن هدفها النبيل جعلها تستطيع العيش في بيئة غير صديقة، واستمرت وعاشت. وهي منظمة العالم الثالث الوحيدة التي أثبتت نجاحا عالميا بهذه الضخامة. والمنظمة لديها صوت قوي، وآراؤنا مسموعة وتقاريرنا مقروءة، وأهدافها النبيلة ما زالت تدعم نجاح هذه المنظمة.


الطلب على النفط ومستقبل الطاقة النفطية

أفاد البدري أن الطلب الحالي عند 86 مليون برميل يوميا، وتشير الإحصاءات إلى زيادة الطلب إلى 106 ملايين برميل يوميا ببلوغ عام 2030. فالطلب يتسع على الطاقة بجميع أشكالها، سواء كانت طاقة الرياح أو المياه أو طاقة شمسية أو نووية.. ونحن لا نمانع في أي توسع على أي من الطاقات المتعددة، ولكن «في جميع الأحوال سيظل النفط هو المسيطر على الطاقة في العالم حتى عام 2050».

وأشار إلى أن المشكلات الكبيرة التي تواجه الطاقات البديلة، التي بدأت في الظهور من حيث حجمها أو نسبتها الضئيلة حتى الآن، بالإضافة إلى مشكلات جوهرية أخرى تأتي من إنتاج الوقود الحيوي، التي أثارت جدلا كبيرا في اجتماعات «الفاو» العام قبل الماضي، بعدما لامست أسعار الحبوب مستويات تاريخية بمجرد انتشار بيانات عن زيادة إنتاج الوقود الحيوي من الذرة والحبوب، بينما هناك مجاعات في بقاع كثيرة على الأرض.

قائلا: «مشاريع تتكلف الكثير وبها مشكلات ضخمة، لا أعتقد أنها تؤثر في قطاع النفط، وأخشى أن الاستثمارات في الأراضي الزراعية سوف تمتد إلى أفريقيا، وهي القارة التي تعاني من المجاعات أكثر من غيرها». وأضاف أن المنظمة توجه نصيحة صريحة لجميع الأعضاء، لتفكر الدول الأعضاء في بدائل لتنويع الدخل، تختلف من دولة لأخرى، قائلا: «دول لديها مخزونات كبيرة، ولكنها اعتمدت على النفط في مداخيلها لخمسين عاما، حان الوقت لتنويع مصادر الدخل».
القلب الكبير غير متواجد حالياً