الأمين المساعد للشؤون الاقتصادية بالجامعة العربية يحذر من ارتفاع أسعار النفط
التويجري: التخلي عن الارتباط بالدولار يحمل في طياته خسائر اقتصادية
شرم الشيخ: قصي البدران، أشرف الفقي
أكد الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في الجامعة العربية الدكتور محمد التويجري أن ارتفاع أسعار النفط عالميا والذي تجاوز حاجز 100 دولار للبرميل أول من أمس يحمل أثاراً سلبية كبيرة على دول مجلس التعاون الخليجي ويعمل على زيادة معدل التضخم وارتفاع الأسعار.
وثمن التويجري قرار السعودية إبقاء ارتباط الريال بالدولار الأمريكي في الفترة الراهنة رغم انخفاض سعر صرف، وقال "إن أي قرار خلاف ذلك يحمل في طياته خسائر اقتصادية كبيرة نحن في غنى عنها".
وتوقع أن تعود العملة الأمريكية إلى وضعها السليم في شهر نوفمبر المقبل- مع الانتخابات الأمريكية- مؤكدا أن ارتفاع الدولار وانخفاضه أمر مرتبط بالاقتصاد الأمريكي الذي مثل غيره من الاقتصاديات له فترات صعود وهبوط.
وعن تجربة الكويت الخاصة بربط عملتها " الدينار" بسلة من العملات قال إن الدولار يمثل نسبة 66 % في سلة العملات الكويتية، وإنه لا يمكن تطبيق ما يحدث في دولة ما على دولة أخرى بشكل كامل فهناك العديد من العوامل الاقتصادية الواجب أخذها في الحسبان، قائلا " المسألة ليست موديلاً أو نموذجاً قابلاً للتطبيق في كل مكان".
وتطرق التويجري في تصريح لـ"الوطن "إلى الاتحاد الجمركي العربي الذي تعتزم الدول العربية إعلانه في القمة العربية المقبلة المنتظر عقدها في سوريا الشهر المقبل، وقال إن غالبية الدول العربية متفقة من حيث المبدأ على إقامة الاتحاد، وكشف عن وجود تباين في وجهات النظر بالنسبة للتطبيق خصوصا المفاضلة بين القيمة النسبية والمضافة، لافتا إلى أن وجود فترة كبيرة تنتهي في 2015 تمكن كل دولة من اتخاذ لإجراءات اللازمة للاتحاد وإصدار التشريعات المنظمة لعمله.
وانتقل إلى العملة الموحدة وقال إن إصدار تلك العملة يأتي في نهاية طريق التعاون وليس بدايته، مشيرا في هذا الشأن إلى التجربة الأوروبية التي كلفت مؤسسة نقدية هي معهد النقد الأوروبي بإعداد دراسة توحيد العملة بعد كافة الخطوات الأخرى التي اتخذتها على صعيد السوق الأوروبية المشتركة وحرية تنقل الأفراد ورؤوس الأموال بين الدول.
وقال التويجري إن الطريق العربي ما يزال طويلا لكننا بدأناه بالسوق المشتركة التي أوشكت على الاكتمال وإقرار الاتحاد الجمركي العربي الذي يعد إحدى الآليات المهمة الدامعة للتعاون الاقتصادي العربي - العربي، وأرجع تأخر تنفيذ اتفاقية السوق العربية المشتركة التي تم إقرارها في عام 1996 إلى خلافات على قواعد المنشأ، لافتا إلى أن تلك الخلافات تم حلها وخطوات إقرار السوق بشكل كامل في طريقها للتنفيذ.
وتحدث الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في الجامعة العربية عن أهمية التنمية البشرية في العصر الحديث رافضاً توصيف العملة بالمورد البشري وقال" المورد ينضب لكن العقول البشرية لا تنضب "، وفضل تسميتها برأس المال البشري، وقال إن التنمية البشرية لا تقل أهمية عن عناصر الإنتاج الأخرى ومنها رأس المال والتكنولوجيا الحديثة، وإن تطوير العقول باتت مسألة ملحة أمام كل العرب.
وأشار إلى تقارير التنمية البشرية التي صدرت عن المنطقة العربية وقال إن دول الجامعة تقوم بتوفير كل تلك التقارير للدول العربية التي تزودها أيضاً بكل التقارير الاقتصادية الأخرى التي ترد لها من كل دول العالم، وتضع خيراتها تحت تصرف أية دولة عربية تطلب المساعدة سواء في مجال التنمية البشرية أو غيرها.