عرض مشاركة واحدة
قديم 27-06-2013, 11:15 PM   #1113
أليا صهل
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 10,221

 
افتراضي

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
رحمه الله تعالى




السنة أن يُنوِّع في دعاء الاستفتاح


ذكر النووي في كتاب الأذكار أنه يستحب ألا يُجمع بين جميع الأدعية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح أو في الركوع، فما هو رأي سماحتكم؟


السنة أن يُنوِّع في الاستفتاح، ما كان النبي يجمعها عليه الصلاة والسلام، الاستفتاح تارةً يستفتح بما جاء في حديث عمر: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك". وتارةً بما جاء في حديث أبي هريرة: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد". وهو في الصحيحين، وتارة يستفتح بما جاء في حديث عائشة: "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم"، وهكذا في بعض الأحيان يستفتح بما جاء في حديث علي: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين.." الخ، وهو حديث طويل، رواه مسلم في الصحيح، أو بما جاء في حديث ابن عباس في البخاري وروه مسلم أيضاً، وهو حديث طويل: "اللهم لك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن.." الخ الحديث الطويل، فالمؤمن هكذا وهكذا، والمؤمنة كذلك، يعني تارةً يستفتح بهذا، وتارةً يستفتح بهذا، وإن استمر على واحد فلا بأس، وأصحها ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستفتح إذا كبر للصلاة في الفريضة يقول: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد"، أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين. أما الأذكار في الركوع والسجود فإنه يأتي الإنسان بما تيسر، يشرع له أن يأتي بما تيسر، لكن يخص "سبحان ربي العظيم" في الركوع، و"سبحان ربي الأعلى" في السجود، يقول في الركوع: "سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم"، وإذا كررها ثلاثاً فهو أفضل، والواجب مرة، وذهب الجمهور إلى أنها مستحبة فقط، ولكن ذهب جمع من أهل العلم إلى وجوب هذا الذكر، "سبحان ربي العظيم" في الركوع، و"سبحان ربي الأعلى" في السجود، لأن الرسول حافظ عليها عليه الصلاة والسلام وقال: (صلوا كما رأيتموني أصلي)، وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لما نزل قوله تعالى: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74) سورة الواقعة، قال: (اجعلوها في ركوعكم)، ولما نزل قوله تعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) سورة الأعلى، قال: (أجعلوها في سجودكم)، فينبغي للمؤمن والمؤمنة المحافظة على ذلك: "سبحان ربي العظيم" في الركوع، و"سبحان ربي الأعلى" في السجود، والأفضل أن يكرر ذلك ثلاثاً وإن كررها أكثر فهو أفضل، ويستحب مع هذا أن يقول: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي"، في الركوع والسجود، تقول عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي"). ويستحب أن يقول: "سبوح قدوس رب الملائكة والروح"، كان يقوله النبي أيضاً في الركوع والسجود عليه الصلاة والسلام. فإذا أتى بما تيسر من هذا كان هذا أفضل، وإذا اقتصر على البعض فلا بأس، وإن جمع الجميع فلا بأس، لكن لا يدع: "سبحان ربي العظيم" في الركوع ولا يدع "سبحان ربي الأعلى" في السجود ولو مرة، ويستحب له أن يكثر في السجود من الدعاء، يستحب له الإكثار من الدعاء في السجود، لقوله عليه الصلاة والسلام: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِن أن يستجاب لكم)، يعني حري أن يستجاب لكم. رواه مسلم في صحيحه. وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) رواه مسلم وغيره. فالسنة الإكثار من الدعاء في السجود مع قوله: "سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى"، ومع قوله "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي". وهكذا بين السجدتين، يقول: "رب اغفر لي، رب اغفر لي، اللهم اغفر لي وارحمني واهدي وارزقني وعافني، يكرر ذلك، وإن دعا بالزيادة: اللهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين فلا بأس، كله دعاء، والسنة أن يطيل هذا الركن، وهو الجلوس بين السجدتين، كان النبي يطيله حتى يقول القائل: قد نسي!، وهكذا بعد الركوع، السنة أن يطيل الاعتدال بعد الركوع، قال أنس رضي الله عنه: "كان النبي يطيل الاعتدال بع الركوع وبين السجدتين حتى يقول القائل: قد نسي" بعض الناس ينقر هذا الركن ولا يعطيه حقه بل يعجل، وهذا لا يجوز، بل الواجب الطمأنينة في جميع الصلاة، في الركوع والسجود، والاعتدال بعد الركوع، والجلوس بين السجدتين، يجب الاعتدال في هذا والطمأنينة، أما ذكر الاعتدال بعد الركوع فإنه لم يرد ما يدل على التكرار ولكن يأتي به إذا تيسر كله: "ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد"، هذا هو الكمال، وإذا اقتصر على قول: "ربنا ولك الحمد"، أو "اللهم ربنا لك الحمد" أجزأه، الإمام والمأموم والمنفرد، لكن إذا كمَّل كان أفضل، وإن اقتصر على قوله: "ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد" فلا بأس أيضاً، ولكن الواجب: "ربنا ولك الحمد"، أو "اللهم ربنا لك الحمد"، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد)، فدل على ذلك، والباقي مستحب وكمال. وهكذا الواجب بين السجدتين أن يقول: "رب اغفر لي"، لأن النبي كان يحافظ على ذلك: "رب اغفر لي"، والواجب مرة، كالتسبيح في الركوع والسجود، ولكن إذا كرر ذلك ثلاثاً أو أكثر كان أفضل، "رب اغفر لي، رب اغفر لي"، بين السجدتين، وإذا زاد: "اللهم اغفر لي وارحمني واهدي وارزقني وعافني واجبرني" كان أفضل.
http://www.binbaz.org.sa/mat/15181
أليا صهل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس