مع حلحلة الأزمة اللبنانية وارتفاع أسعار البترول والحديد
السوق يتحرك بين نقاط الدعم والمقاومة وارتفاع متوقع بعد تداول أسهم «الإنماء»
تحليل: عبدالله كاتب
اختتم سوق الاسهم السعودي تعاملاته الاسبوعية بإقفال جيد من الناحية الفنية فأقفل للمرة الثانية خلال الاسبوعين الماضيين عند حدود النطاق الايجابي فوق مستويات 9700 نقطة وهو ما يعبر عن استنفاد السوق لتفاعله السابق مع الاوضاع السلبية التي واجهته منذ اكثر من شهرين تقريبا وتزامن ظهورها في اوقات متقاربة بشكل احدث ضغوطا نفسية على المتداولين انعكست آثارها بحدة على مسار المؤشر وهبطت به من مستويات العشرة آلاف نقطة لاعادة اختبار نقاط الدعم الرئيسية الواقعة عند نطاق حاجز التسعة الاف نقطة والتي ثبت خلالها انها تمثل قاعا حقيقيا للسوق . وقد تراوحت تلك الاوضاع السلبية ما بين اخبار سياسية متمثلة في تدويل ازمة الوضع اللبناني والتي انتهت الاربعاء في قطر على اتفاق الفرقاء اللبنانيين بانتخاب رئيس جديد للجمهورية واعادة ترتيب الاوضاع بما يكفل استقرار الاوضاع الامنية والاجتماعية والاقتصادية نتيجة لترتيب الاوضاع السياسية حيث انعكس هذا الاتفاق ايجابيا على بورصة بيروت التي اقفلت امس الاول على ارتفاع حاد ابتهاجا بما انتهت اليه الاوضاع إيجابا.
وكذلك كان لظهور بعض الاخبار السلبية عن سابك خلال الفترة الماضية آثار سيئة على اداء سهمها في السوق فانخفض بشكل حاد ليعكس حالة عدم رضا ومخاوف من استمرار الاستثمار بسهم الشركة، وعلى ما يبدو انتهت الآثار السلبية على السهم نتيجة لنشوء تطورات ايجابية توحي بشكل او بآخر باحتمال نمو قوي في ايرادات الشركة استمرارًا للنمو المحقق خلال الربع الاول وعودة الى المستويات القياسية التي حققتها خلال الربعين الثاني والثالث من العام الماضي حينما تجاوزت ارباحها حاجز التسعة مليارات ريال. وهناك توقعات تراهن على قدرة الشركة بتجاوز هذا الرقم وكسر حاجز العشرة مليارات لاعتبارات عدة اهمها تجاوز اسعار البترول حاجز 134 دولارا نتيجة لتزايد الطلب وبالتالي استمرارا لنمو الطلب على منتجات الشركة بالشكل الذي يوحي انحسار المخاوف المتشائمة من حالة الركود الاقتصادي العالمي التي تصدرت اخبار العالم خلال الفترة الماضية هذا الى جانب استمرار الطلب على الحديد وزيادة اسعاره بصورة حادة وقياسية وصلت الى 5500 ريال للطن الواحد. ومن الاخبار الايجابية المتواترة عن الشركة قيام مجلس ادارة الشركة بتعيين رئيس تنفيذي جديد بسابك للبلاستيك في امريكا ما ينبئ بتحرك استراتيجي نحو تحويل هذا القطاع الى قطاع رابح وايجاد اسواق متعددة لمنتجات الشركة وبالتالي تحوله الى قطاع رابح يقفز بأرباح الشركة الى مستويات قياسية خلال السنوات المقبلة. ومن المهم ايضا ان نعرج على بعض الاخبار الايجابية التي ستساهم بقوة في رفع اداء المؤشر لسوق الاسهم هو اعلان وزارة المالية عن انشاء صندوق استثماري بديل عن فكرة الصندوق السيادي لاستثمار الفوائض المالية بعدد من القنوات الاستثمارية وعلى رأسها سوق الاسهم السعودي وهو ما يمكن ان يحقق تنبؤات المؤشرات الفنية والنماذج الايجابية القوية خلال الفترة المقبلة للوصول لمستويات مرتفعة حتى نهاية هذا العام.
مما سبق استعراضه يتبين ان حالة السوق خلال الفترة الماضية كانت تمر بوضع طبيعي وهو وضع تحولي ما بين اتجاهين متعاكسين ونتوقع ان يعقب ذلك موجة ارتفاع قوية خصوصا بعد انتهاء طرح اسهم بنك الانماء في التداول والتي يتوقع ان تكون خلال الاسبوعين المقبلين.
لذلك واستمرارا لما توقعناه الاسبوع الماضي لمسار المؤشر والذي اشرنا فيه الى انه سيتحرك لاختبار مقاومات تبدأ من 9850 تقريبا الى 10120 ونقاط دعم تبدأ من مستوى 9604 مرورا بنقطة 9550 وحتى ادنى نقطة يمكن اختبارها آنذاك وهي نقطة 9444 نقطة تقريبا وقد اخفق المؤشر في اجتياز نقطة المقاومة الاولى الواقعة عند نطاق 9850 وارتد من مستوى 9813 تقريبا نتيجة لشح السيولة التي تعطيه قوة دافعة لاختبار نقطة المقاومة التالية وهو توقع طبيعي لا علاقة له بحالات التفاؤل او التشاؤم وينبغي قراءته بعناية تراعي الاوضاع الشرطية كذلك لم يقم المؤشر بكسر نقطة الدعم الثانية والواقعة عند 9550 وارتد من مستوى 9547 التي كانت أدنى نقطة يختبرها المؤشر وهو وضع يوحي بوجود استقرار نسبي مصحوب بشراء قوي ومنظم تستغل فيه حالات التشاؤم لصغار المتداولين وانتقال اسهمهم للمحافظ الكبيرة باسعار مغرية. لذلك نرى والله اعلم أن هذا الاسبوع سيكون بداية الارتفاع التدريجي لمستويات العشرة آلاف نقطة فيما ستكون هناك نقاط دعم قوية واعلى من مستويات الاسبوع الماضي حيث ستكون أولاها عند مستويات 9715 ثم 6923 نقطة ومنها اذا ما هبط اليها ستكون نقاط انطلاق لاختراق مقاومة افتراضية عند 9813 ثم 9885 و9954 ثم 10124 نقطة.