عرض مشاركة واحدة
قديم 19-05-2007, 06:06 PM   #428
جنى الورد
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 1,968

 
افتراضي


قصيدة تبكي العراق .. بل تبكي تاريخاً إسلامياً عريقا ..
قصيدة يملؤها الصدق .. ويأسرها الحزن .. وينطق بها الألم ..
قصيدة ..
هي عبارة عن عشق يسطره هذا الشاعر لحبيبته الجريحة .. بل حبيبتنا جميعاً ( بغداد)

إليكم القصيدة :


سَهِرْتُ و مَالـيَ لا أسهـرُ ؟
ومـنْ مُقلتـيَّ جـرَتْ أنْهُـرُ

وفي ناظريَّ صُـدُودُ الحبيـبِ
وفي مَسْمَعَـيَّ شَجَـىً أكبـرُ

أبغدادُ واصطفّتِ الذّكريـات ُ
وريـحُ العَبيـرِ بـدا يُنشَـرُ

وطَافَتْ تباريحُ عهْـدٍ مضـى
أكلُّ عهُـودِ الهـوَى تقصُـرُ؟

سقى اللهُ عهدَ الهَـوَى كلّمـا
سمـا عـزّةً مجـدُك المبـهـرُ

أبغْدادُ كنتِ مَـزارَ القلُـوبِ
وكنتِ رُبـى الحَـقِّ إذ تُزهِـرُ

وكنـتِ أغـاريْـدَ أيامِـنـا
وكنتِ الهوَى والهـوَى يأسِـرُ

وتَاهَتْ ببَابِكِ حرُفِي الحزيـن
فما تحْتويْـكِ هنـا الأسْطُـرُ

أبغْدادُ ذا شَاطـئُ الذّكريـاتِ
وبحـرٌ بلُؤلُـؤِنـا يـزْخَـرُ

سَلَبْتِ مـن القلـب تيجَانَـهُ
وإنّ الوفَـاءَ لــه قَيـصـرُ

وتاهَتْ مـن الشّعـرِ ألحانُـهُ
وألحَانُ شعْرِكِ كـم تُسْكِـرُ

أبغْدادُ أين جُيُوشُ الرّشيْـدِ ؟
وأيـن الأسُـوُدُ ألا تـزأرُ ؟

وأين ابن حنبلَ يروي الحَديثَ ؟
وأيـن الرَّصَافـةُ لا تُذكَـرُ ؟

وأينَ عُيونُ المهـا ؟ مـا لهـا
ببـؤْسٍ تُجيـبُ ولا تَسْحَـرُ

وأين الرّبابُ على رافِدَيـك ؟
وأينَ رِداءُ النّدَى الأخضـرُ ؟

أبغْدادُ هذي جيُوشُ الصَّلِيـبِ
تُبيـنُ لِحِقْـدٍ ولا تَسْـتُـرُ

وتبْغي بأرضِك في كُلِّ سَـاحٍ
فتَقتُـلُ هَــذَا وذَا تـأْسـرُ

أبغْـدادُ يـا عِـزَّة المؤمنيـنَ
ويا مَوطِنَ الفَخـرِ إذْ يُذكَـرُ

نـراكِ تُذيقيْنَهـم عَلْقَـمـاً
وعِرْقُ الإبَـا نـازِفٌ أحْمـرُ

تزُفِّينَ مـن فَلَـذَاتِ الكُبُـودِ
لِيُمْحَى زمَانُ الـرّدى الأغْبَـرُ

ويُسْرَجُ نحْوَ طَريـقِ الصُّمُـودِ
أصِيْلُ الخُطَى سَابِـحٌ أشْقَـرُ

فنشْهدُ أنـوارَ فجـرٍ قريْـبٍ
يَمـنُّ بـه القَاهـرُ الأَكبَـرُ

الشاعر /

فلاح الغريب


جنى الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس