عرض مشاركة واحدة
قديم 21-05-2008, 11:07 AM   #93
bhkhalaf
الفريق الصحفي لتداول - عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 34,586

 
افتراضي

بموضوعية
دافوس عربي من جديد لا جديد

راشد محمد الفوزان

بدأ الأحد الماضي منتدى شرم الشيخ الاقتصادي أو ما يطلق علية "دافوس العربي" وشتان ما بين الاثنين. من يتابع "دافوس" الأصلي في سويسرا مطلع كل عام ويناير من كل شهر، يجد التباين بين القمتين بفارق شاسع جدا. فالمنتدى العربي الاقتصادي بشرم الشيخ كان سياسيا لا اقتصاديا خالصا، أو بالحد الأدنى أن يتحدث السياسي عن الاقتصادي، رؤساء دول تحدثوا كأنهم أمام الجماهير، لا اقتصاديين وصناع قرار، وطرح المشكلات الاقتصادية الطاغية الآن في العالم والشرق الأوسط خصوصا، فلم تطرح قضايا كثيرة راجعت ما طرح وقرأت فماذا خرجنا من هذا المؤتمر، لا شيء أساسياً حقيقة، الغريب أن المؤتمر انتقد الرأس مالية وما تحمله من تفرقة بين الشعوب من حيث "تأكيد الغنى لفئة وتكريس الفقر للفقراء" وهذه هي مبدأ وأساس الرأس مالية أن تتركز الثروة للقلة على حساب العادلة الاجتماعية، وهذا طرح في "دافوس شرم الشيخ" ولكن هل الحاضرون هم ضد الرأس مالية أو في الأساس ضد مبادئها وأسسها؟ بالطبع لا، والدلاله حضور الرئيس الأمريكي في خطابه الوداعي الرئاسي لمنطقة الشرق الأوسط، فهي موطن وأساس الرأس مالية القائمة، فهل أقامت أي نوع من خلق التوازن الاقتصادي العالمي، الله سبحانه وتعالى خلق التوازن بالطبيعة بحيث نجد توازناً بيئياً في الغابات والصحراء، حيوانات تأكل حيوانات أخرى لتعيش، ولكي لا تضر الإنسان وتعيش عليها كغذاء، والله سبحانه أيضا خلق الإنسان ليسعى فيها، ولكن ماذا عمل هذا الأنسان؟ عمل أسوأ ما يمكن، ونحن نعيشه الآن، فنحن في بداية أزمة ويقول جورج سورس أكبر مستثمر عالمي "لقد ولت فورة الاقتصاد العالمي" ويؤكد "أن الأسوأ لم يأت بعد اقتصاديا" ويقول جون كلود تريشيه وهو رئيس البنك المركزي الأوروبي "إن أزمة الائتمان العالمية مستمرة" ونحن الآن نعيش أزمة غذاء ومياه وتلوث وارتفاع أسعار للطاقة ستأتي بكارثة على العالم لأنها تعني استمرار ارتفاع الأسعار ونمواً سكانياً متسارعاً ونمواً اقتصادياً صينياً وهندياً كبيراً أي مزيداً من الأفواه وكما قالت رئيسة الوزراء الالمانية ميركل في حديث لها إن أزمة الغذاء سببها الرئيس أن الهنود أصبحوا يأكلون وجبتين في اليوم بدلاً من وجبة واحدة!! فهل تريد أن يصوم العالم لتقلل من أزمة الغذاء. الأزمة العالمية لم تبدأ حتى يقال إنها انحسرت، فالأزمة في البنوك العالمية كبيرة ولجأت البنوك لزيادة رؤوس أموالها لتغطية فضائح الخسائر فهل انتهت؟ لم تنته وأعباء مستقبلية كبيرة مع ارتفاع الطاقة وأزمة الغذاء والنمو السكاني، فرص العمل بانحسار مستمر وقلق عالمي لا ينتهي ودولار يحتضر بفعل فاعل أو بقوى السوق ولكن أزمة الدولار ألقت بظلالها على دول النفط الخليجية لدرجة أنها لا تستطيع الخروج أو تعديل سعره لأنها ستخسر مليارات الدولارات.

منطقة الشرق الأوسط والخليج خصوصا كما أكد المنتدى ستكون حاضرة للمستقبل (كما هو عنوان المنتدى) ولكن هل نحن كخليجيين ندرك قوة المال لدينا كيف تستثمر في التنمية الاقتصادية وبناء اقتصاد يرتكز عليه في المستقبل ببناء الفرد وبناء صناعي يعتمد عليه، أم نستمر في الهدر والهدر وحين يأتي وقت انحسار النفط نعود من حيث بدأنا، هذا إن كان لنا خط رجعة.
bhkhalaf غير متواجد حالياً