عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-2012, 01:45 PM   #1
خارج التغطية
متداول فعّال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 249

 

افتراضي سوق الأسهم ودقت طبول الحرب . الأستاذ / عبدالحميد العمري

سوق الأسهم ودقت طبول الحرب
الكاتب الاقتصادي / عبدالحميد العمري


عادتْ سوق الأسهم المحلية للحضور ضمن أولويات الشاشات والمجالس بعد غياب أكثر من خمس سنوات! عادتْ وعاد معها جزءٌ كبير من الضلال القديم، وقليلٌ من دروس الماضي القريب. عادتْ أحلام الثروة السريعة في ظاهرها ورود وفي باطنها حفر الموت والإفلاس، ليس هذا حديثاً للتحذير من دخول السوق والاستفادة المشروعة من عوائده، بقدر ما أنه تعليقٌ مبكر لجرس الإنذار قبل أن تفلق الفؤوس رؤوساً لم تندمل جروحها بعد! ادفع بأموالك إلى السوق، ولكن لتكن على بيّنة وهدى، ادفع بها في الأصول الاستثمارية المجدية، ذات الأرباح المتنامية، ذات الأسعار العادلة أو أقل منها، ولا تتهور بدفعها في أسهم شركاتٍ تردّى بها الحال، قد شارفتْ على الإفلاس المبين، شركات بلغت أسعارها السوقية عنان السماء، فيما قيمتها الدفترية أقربُ إلى التراب.

تقول لي دعْ عنك التنظير! ودلّني ماذا أشتري وماذا أبيع! أقولُ لك إن لم تستطع أنت الإجابة على هذا السؤال بنفسك (ماذا تشتري وماذا تبيع؟) فاعلم أنك تقود نفسك ومدخراتك إلى التهلكة! هذه القاعدة الذهبية التي غفلَ الجميع عنها، وكما يبدو حتى الوقت الراهن أن الغافلين عنها هم الأكثرية، فإمّا أن تتقن أساسيات اتخاذ قرار الاستثمار وحتى المضاربة، أو أن أمامك أحد خيارين: الخيار الأول أن تحفظ مدخراتك لديك، وألا تغامر بها في مجالٍ أنت تجهل أصول لعبته، ليأخذها من بين يديك -وعينيك ترى- ذئابٌ لن يمنعهم رادع عن افتراسك وافتراس مدخرات أسرتك، قبل أن تكون مدخراتك! فانجُ رحمك الله بنفسك وبمالك قبل أن تهلك كما هلكت من قبل في فبراير 2006م، وفي يناير 2008م، وفي سبتمبر 2008م.

الخيار الثاني أن تولّي إدارة مدخراتك لمن هو أهلٌ لها من الأشخاص المرخّص لهم، والخاضعين للرقابة الصارمة من قِبل هيئة السوق المالية، وأمامك هنا طريقان؛ إن كانت مدخراتك متوسطة أو صغيرة فأمامك الصناديق الاستثمارية. وإن كانت -بحمد الله- أكبر من ذلك فافتح لها محفظة استثمارية، يتولّى إداراتها من تستطيع محاسبته ومساءلته تحت مظلة النظام إن هو فرّط أو أهمل.
أكملُ حديث أمس حول عودة الروح إلى سوق الأسهم المحلية، وماذا على صغار المتعاملين فعله؟ ناصحاً من مازال مؤمناً بأنه أولى من غيره بإدارة استثماره بنفسه، فأقول له: يجب أن يدرك هذا المرء أهمية معرفته باستراتيجيات الاستثمار الأنسب، وفقاً لأولوياته وأهدافه وحجم ثروته والمدة الزمنية التي يرغب خلالها في الاستثمار والمخاطرة.

بدايةً، ينبغي على المستثمر الرشيد في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها الاقتصادات والأسواق حول العالم، أن ينتهج أساليب استثمارية تميل إلى التحفّظ والحيطة والحذر؛ وذلك قياساً على حدّة التذبذبات التي عادةً ما تشهدها الأسواق المالية تحت تأثير هذه التقلبات اللافتة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، والتي ترتفع حساسية الارتباط فيما بين أسواقها المختلفة عبر ما يُطلق عليه العدوى المالية. وفي سوقنا المالية المتذبذبة بشدة ترتفع أهمية تحديد مثل تلك الاستراتيجيات الاستثمارية المتحفظة! بهدف توخّي الحذر والحرص الشديدين مقابل ما تشهده السوق من تقلباتٍ اتسمتْ كثيراً بخروجها عن سيطرة الاستراتيجيات الاستثمارية التقليدية، التي اعتاد عليها المستثمر في ظل الأوضاع المستقرة للأسواق المالية والاقتصادات.

ثم عليه بتركيز استثماره على الشركات ذات المكررات المنخفضة (كمثال 12 مكرراً فأقل)، والمتنامية الأرباح (كمثال التي لا تقل عن %10 سنوياً)، وذات التوزيعات الأعلى (كمثال %4 أو أكثر من السعر السوقي)، وهي معلومات منشورة يومياً على موقع (تداول) الإلكتروني. وكمثال على هذه السياسة المتحفظة؛ خصص %50 من المحفظة الاستثمارية لذلك النوع من الأصول المشار إليه أعلاه، فيما يمكن تقسيم النسبة المتبقية على النحو الآتي: (1) نحو %30 كسيولة لاستخدامها متى تطلب الأمر في مواجهة أي تقلبات سعرية، أو لاقتناص فرص استثمارية جديدة. (2) نحو %20 لتعاملات المتاجرة اليومية أو الأسبوعية -للمحترفين- حسبما يستهدفه المستثمر من عمليات متاجرة. أخيراً، احذر ثم احذر ثم احذر من الاقتراض لأجل الاستثمار.

http://alphabeta..com/?p=39535
خارج التغطية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس