مساعد وزير التجارة الأمريكي ديفيد بوهيجيان:
السعودية تمتلك فرصاً استثمارية ضخمة تجتذب رؤوس الأموال
تجنيد سياسات تنموية في دول العالم من أجل استيعاب المنتج الأمريكي
الإدارة الأمريكية تطلق حزمة من الإجراءات الحرة للاستثمار فيها
جدة كمال عبدالمنعم
تحدث مساعد وزير التجارة الأمريكي بشؤون التجارة الدولية بوهيجيان خلال ندوة صحفية عقدت في 13 أبريل في جدة عن توفر فرص استثمارية ضخمة للمملكة العربية السعودية وأنها قادرة على جذب المزيد من هذه الاستثمارات من خلال تصعيد سياسة التحرر الاقتصادي.
وأشار في معرض تعليقه على العلاقات التجارية المتميزة بين المملكة العربية السعودية وأمريكا فأكد على أن العلاقات السياسية والاقتصادية مع المملكة في تطور ونمو مستمر وقال ان هذه العلاقات لم تشهد هذه القوة والمتانة من قبل وركز على اهتمام وحرص الإدارة الأمريكية على ازدهار هذه العلاقات المتميزة التي تخدم البلدين.
وفي معرض تعليقه على الأسواق العالمية التي تتعامل مع المنتج الأمريكي أشاد ديفيد بوهيجيان لمجموعة مختاره من الصحفيين خلال الندوة الصحفية إلى أن المملكة العربية السعودية تمثل أحد أهم وأكبر الأسواق التي تصدر إليها الولايات المتحدة الأمريكية وأن تصنيفها في المركز 22 بين مختلف دول العالم التي تستورد من أمريكا دليل على أهمية السوق السعودي وذلك وفقاً لإحصاء وتقديرات وزارة التجارة الأمريكية لعام 2006م.
نمو الاقتصاد السعودي والتجارة العالمية
وأوضح مساعد وزير التجارة الأمريكية في اجابة على سؤال لـ(الندوة) حول أهمية الاستثمار المشترك في كلا البلدين وليس في أمريكا وحدها وقال أن النمو الاقتصادي السعودي ملموس وأصبح واقعاً أمام البنك الدولي ووزارة التجارة الأمريكية بعد انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية مؤخراً كما أثنى على المناخ الاستثماري الضخم في المملكة وتقدم المملكة لعشرة مراكز للأمام في آخر تصنيف للبنك الدولي مما يؤكد ويدلل على النمو الاقتصادي وموائمة البيئة الاستثمارية للمزيد من الفرص، وأضاف أن هناك بعض الخطوات التي اتخذتها المملكة سيجعلها أكثر تنافسية في اجتذاب رأس المال وأشار للصحف بقوله: البنك الدولي يعترف بكم وجيرانكم يعترفون بكم ونحن أيضاً في الولايات المتحدة الأمريكية نعترف بكم ونحن أيضاً نعترف بالخطوات التي تتخذها المملكة لفتح اقتصادها وأن هذا سيدعم رخاء غالبية الشعب السعودي الذين هم أقل من 30 عاماً والذين يتطلعون لفرص أكبر في العقود القادمة وهو نفس الوضع الذي نحاول القيام به في بلادنا في الولايات المتحدة الأمريكية لتوفير فرص مستقبلية أفضل للعمال والمواطنين الأمريكيين خلال العقود القادمة.
برنامج (استثمر في أمريكا)
وأوضح مساعد وزير التجارة الأمريكي أن وزارة التجارة الأمريكية اطلقت برنامجاً اسمته (استثمر في أمريكا) العام لتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر للولايات المتحدة (fdi) و (foreign direct inrestmen) إضافة لإطلاق برامج للشراكة لتشجيع التصدير للخارج بواسطة تنمية سياسات تنموية في العديد من دول العالم تتمكن من استيعاب المنتج الأمريكي وفق ضوابط محددة لاسيما في ظل الدعوة الأمريكية الدائمة للطاقة النظيفة مع كل من الهند والصين.
تأشيرات الزيارة
وعندما سألت (الندوة) عن رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في الاستثمار الأجنبي وتدفق رؤوس الأموال من الخارج في ظل وجود نظام صارم لمنح التأشيرات مما يؤثر على تدفق رؤوس الأموال ورجال الأعمال حتى أصبح عقبة كأداء أمام سفر الراغبين في الاستثمار أو حتى هؤلاء الذين ينشدون السياحة وهو أيضاً جزء مهم من التجارة بما تمثله السياحة من تنشيط كبير للسلع والبيع وتدفق العملات وغيرها أكد مساعد وزير التجارة الأمريكي أن بلاده ترحب بالزائرين الأجانب وأن هناك التزاماً قوياً لتسهيل اجراءات الحصول على التأشيرة حتى لاتصبح عائقاً أمام تدفق الاستثمار القانوني داخل أمريكا وكذلك التدفق السياحي كليهما يخدمان الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير.وفي هذا الصدد أكد من جديد على أن بناء قنصلية عامة جديدة في جدة خلال عامين سيسهم في حل هذه المشكلة لأن طالب التأشيرة لن يكون في حاجة للسفر للرياض للحصول عليها، وأضاف أن اجراءات منح التأشيرات تخضع لاجراءات أمنية وليس المقصود بها المملكة العربية السعودية بل هي اجراءات مطبقة في كافة أنحاء العالم وجميع دول الشرق الأوسط وأن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت خلال عام 2006 فقط 3.4مليون تأشيرة سياحة وعمل وأن الاحصاءات التي صدرت خلال النصف الأول لعام 2007 تؤكد زيادة هذه الأعداد وتناميها.
الاستثمار الأجنبي في أمريكا
وأوضح السيد ديفيد أن الاستثمار الأجنبي المباشر يلعب دوراً كبيراً في الاقتصاد الأمريكي وهو المحرك الرئيس للاقتصاد ومصدر مهم للابتكار والصادرات وفرص العمل كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تحرص على توفير سوق مستقر من خلال ما تقدمه من نظام واضح للتجارة والضرائب المخفضة والبنية التحتية المتميزة والمواصلات السريعة المتقدمة التي تصل للأسواق في أوقات قياسية تخدم كل أطراف الاستثمار.وتحاول أمريكا دعم وتشجيع كافة أنواع الاستثمار الأجنبي المباشر لخلق فرص عمل والتواصل مع الحكومات الأجنبية والمستثمرين وعلى دعم جهود هذه الحكومات لترويج الاستثمار ومعالجة مناخ أعمال المستثمرين الدوليين.
تجدر الإشارة إلى أن ديفيد بوهيجيان يقوم حالياً بزيارة وهي الأولى لجدة من أجل دعوة الدول الصديقة للاستثمار مؤكداً على دعم الإدارة الأمريكية لكل مستثمر في ظل حزمة من الاجراءات التي تؤكد التعامل الحر والعادل والمنصف والذي لايستند على أية تشريعات عنصرية لجميع المستثمرين من كافة أنحاء العالم على قدم المساواة.
وكان مساعد وزير التجارة الأمريكي قد قام في وقت سابق بزيارة للغرفة التجارية بجدة والتقى مجموعة من رجال الأعمال السعوديين لدراسة السبل الكفيلة بتذليل المعوقات لتطوير التبادل التجاري بين البلدين لاسيما في ظل ارتفاع حجم التبادل التجاري إلى 33.8 مليار دولار خلال عام 2007 كما تبلغ الصادرات السعودية لأمريكا 37مليار دولار في حين تبلغ الواردات 6.8 مليار دولار (من أمريكا للمملكة) ولاشك أن وجود مجلس الأعمال السعودي الأمريكي وزيادة أعداد الموظفين في الأقسام التجارية في القنصليات الأمريكية في كل من جدة والرياض والظهران سيكون له أثر كبير في تطور وازدهار التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين.
ديفيد بوهيجيان في سطور
حصل بوهيجان على دكتوراه في المحاماة من جامعة واشنطن في سانت لويس وبكالوريوس في الآداب من جامعة واشنطن وهو عضو في نقابة المحامين في ميسوري وعضو في رابطة النسر للكشافة وهو أيضاً عضو في مجلس العلاقات الخارجية ويعمل في مجلس الزوار في معهد ماري ومدرسة (كانتري داي) ويركز ديفيد بوهيجيان david bohgian باعتباره مساعداً لوزير التجارة الأمريكي على ايجاد بيئة تجارية عالمية ايجابية لشركات وعمال أمريكيين من خلال إزالة الحواجز التي تعترض التجارة والاستثمار وكذلك حل النزاعات التجارية مع الحكومات الأجنبية، وخلال فترة عمله أطلق برنامج الاستثمار في أمريكا لجذب الاستثمار الأجنبي من خلال تطوير السياسات الداعمة للنمو في الخارج وقيادته لبعثة الولايات المتحدة الأمريكية للطاقة النفطية إضافة إلى أنه ممثل لوزارة التجارة لدى لجنة الاستثمار الأجنبي والمخولة لبناء الاستقرار التجاري على الصعيد العالمي وقد عمل بوهيجيان كمدير إداري في شركات متعددة واصبح متمرساً وخبيراً في الحقل التجاري.