[شرواك]

لا نريد عصيرا

خالد السهيل

بدا الدكتور عبد الرحمن البراك وزير الخدمة المدنية حفيا وكريما بخريجات قسم التاريخ من كلية التربية في أبها، إذ طالب المسؤولين في فرع الوزارة هناك بتقديم الماء والعصير لهن ريثما يفرغ من اجتماعه بأمير المنطقة، ثم يستمع إليهن. لكن الفتيات وفقا لما نشرته صحيفة "الوطن" الخميس الماضي بادرنه بالقول إنهن لم يأتين لتناول العصير. الفتيات ما زلن ينتظرن وظيفة منذ 13 عاما.

إشكالية الخريجات والخريجين، جاءت حزمة من القرارات الحكومية التي حاولت ولا تزال تحاول إنهاءها. وقد جاء "حافز" ليكشف بالأرقام أن المشكلة ليست بالبساطة التي يحلو للبعض أن يصورها.

لقد تبارى كثيرون في الماضي، من أجل التأكيد أن البطالة أقل مما تردده بعض المؤشرات الصادرة من هنا أو هناك. لكن "حافز" أعاد التأكيد أن مشكلة البطالة هي فعل ضاغط يحتاج إلى معالجة دقيقة.

لقد أصدر الملك ـــ يحفظه الله ـــ ضمن الأوامر الملكية حزمة قرارات أفضت إلى تثبيت الذين يعملون على بنود، وكذلك فتح المجال لوظائف مدنية وعسكرية، إضافة إلى التزام الحكومة بدفع إعانة للعاطلين عن العمل. خطوات مضيئة جدا، لا يمكن تجاهلها. بقي أن يتم تكثيف الجهد من المسؤولين التنفيذيين لتكريس توظيف العاطلين والعاطلات عن العمل في قطاعاتنا الحكومية والخاصة. كثيرون يقولون إن بالإمكان استيعاب كل من يرغب في العمل. هذا الكلام نظريا صحيح. لكنه واقعيا يبدو غير مستطاع. تصوروا: خريجة تنتظر وظيفة منذ 13 عاما. معهن حق: كوب العصير ليس حلا.