سهم “الكابلات” يعتبر مقبولا عند سعر ( 12 ) ريالا للمستثمرين
تحليل – عبد العزيز الصعيدي
طرأ تحسن ملموس على أداء شركة الكابلات السعودية خلال 12 شهرا انتهت بتاريخ 30 يونيو 2011، وذلك بعد انكماش خسائر سهمها إلى 0.24 ريال من 1.13 ريال عام 2010، قفزة نوعية وممتازة تحسب للشركة، ولكن لا تزال الشركة تعاني من خسائر شركاتها الشقيقة منذ عام 2006، يضاف إلى ذلك حجم الذمم المدينة، فخسائر الشركات الشقيقة إضافة إلى مبلغ الذمم المدينة، تقلص أرباح “الكابلات” الجيدة خلال الأشهر التسعة الماضية، ولكن “الكابلات” قادرة على استعادة بريقها لتتوج هذا الأداء النوعي والمتميز على مستوى الربحية، إذا ابتكرت إدارتها حلولا جذرية لخسائر شركاتها الشقيقة، وتم تحصيل المبالغ تحت الطلب، لأن الشركة عندئذ ستعكس علامة التدفقات النقدية السالبة إلى موجبه، فقد خفضت إدارتها مكافأة أعضاء مجلس الإدارة من 23.52 مليون للعام 2008 إلى نحو 10.62 مليون عام 2010، وهذا عمل نبيل يسجل لإدارة الشركة.
وتأتي خسائر “الكابلات” وشقيقاتها رغم الطلبات المتزايد على منتجاتها، خاصة من النحاس والألمنيوم، ولكن إدارتها جادة في تحسين الأوضاع خلال النصف الثاني من العام الجاري.
تفاءلت “الرياض” في تحليل سابق، تحديدا في 12 فبراير 2011، بأن تتجاوز “الكابلات” خسائرها وقد تحقق ذلك بعد انخفاض تلك الخسائر بشكل كبير، من 1.13 ريال إلى 0.24، والأمل أن تواصل الشركة هذا الأداء المتميز خاصة وأن قيمة السهم الدفترية الحالية، والبالغة 14.82 ريال، أكبر من سعر السهم السوقي، وهذا أمر إيجابي، بل يعني أنه في حال استطاعت الشركة تسجيل ربحية موجبه عن الربع الثالث والعام الجاري بأكمله، فمن المؤكد أن تسترد الشركة أمجادها السابقة.
تأسست شركة الكابلات السعودية بتاريخ 03/09/1975، أي منذ نحو 35 سنة، وبرأسمال قدره 3.5 ملايين ريال سعودي، ومع تزايد الطلب على منتجاتها وخدماتها، استمرت الزيادات في رأسمالها ليصل حاليا إلى 760 مليون ريال، موزعة على 7.6 مليون سهم، منها نحو 61.75 مليون سهم حرة.
تركز الشركة ضمن نشاطاتها الرئيسة على تصنيع وتسويق: كابلات الطاقة الكهربائية، كابلات الاتصالات الهاتفية المعدنية، كابلات الألياف البصرية، قضبان النحاس والألمونيوم، الأسلاك الكهربائية من النحاس والألمنيوم، مركبات العزل، البكرات، الطبالي، وكذلك تصنيع وتسويق كابلات وأسلاك الاتصالات الهاتفية، سواء كانت النحاسية أو الألياف البصرية.
أيضا تقدم الشركة الخدمات التالية: حلول شاملة لكافة مشاريع الطاقة، الاتصالات تسليم مفتاح، أي المشاريع التي تشمل التصاميم والتركيب والتمويل، كذلك مقاولات الأعمال الهاتفية والكهربائية والميكانيكية والالكترونية، الخدمات الصناعية، الصناعات والوكالات التجارية، وتجارة التجزئة والجملة والاستثمار فيما يتعلق بأنشطة الشركة.
وحسب إقفال سهم “الكابلات” الأسبوع المنتهي بجلسة الأربعاء 24 رمضان 1432، الموافق 24 أغسطس 2011، على 11.95 ريالاً، بلغت قيمة الشركة السوقية 908.20 مليار ريال، موزعة على 76 مليون سهم، منها 61.75 مليون حرة.
ظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 11.70 ريالاً و 12.30، وتراوح خلال عام بين 9.65 ريالاً و 16.25 ريالاً، أي أن السهم تذبذب خلال 12 شهرا بنسبة 50.97 في المائة، ما يشير إلى أن مخاطر السهم متوسطة إلى منخفضة.
من النواحي المالية، أوضاع الشركة النقدية مقبولة، فقد بلغت نسبة الخصوم إلى حقوق المساهمين 248 في المائة، والمطلوبات إلى الأصول 71.27 في المائة ورغم أنهما مرتعان نسبيا، إلا أن معدلات السيولة الجيدة لدى الشركة وهي كالتالي: معدل التداول 1.12، السيولة السريعة 0.68، والسيولة النقدية 0.28، تقلص تأثير ارتفاع هذين المعدلين.
وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، أوضاع الشركة جيدة، فقد جاء معدل النمو في إيرادات النشاط عن السنوات الخمس الماضية عند 9.66 في المئة وهذا جيد جدا، كما نمت الأصول بنسبة 23.88 في المئة، وحقوق المساهمين بنسبة 15.54 وهما ممتازتان.
وعند مقارنة جميع مؤشرات أداء السهم، والمعطيات المتوافرة عن أهداف الشركة المستقبلية، والتي ربما تعيد الشركة إلى الربحية الموجبة خلال بقية العام الجاري 2011، يظل سعر السهم مقبول عند 12 ريال.
هذا التحليل لا يعني توصية من أي نوع، ويقتصر الهدف الرئيسي منه على نشر الحقائق والأرقام أمام القارئ، ليتخذ ما يراه مناسبا من القرارات.
|