[يد النجر]

موجة من جني الأرباح تثني أسعار النفط عن ملامسة 70 دولاراً
حجم الاستحواذ والاندماج بين الشركات البترولية العالمية يتضاعف إلى 29 مليار دولار خلال العام الحالي


الرياض – عقيل العنزي

سجل الربع الثاني من العام الحالي حزمة من الاندماجات والاستحواذ بين الشركات البترولية العالمية تفاديا لتبعات الأزمة المالية الكونية ولكي تتخطى الصعوبات التي أفرزتها هذه الأزمة وخاصة فيما يتعلق بنقص السيولة وقلة التمويل للمشاريع النفطية العملاقة التي تتطلب رؤوس أموال بمليارات الدولارات لتنفيذ برامج استكشافية في مناطق عادة ما تكون قاسية المناخ والتضاريس.

وكشفت دراسة صدرت الأسبوع الماضي عن "آي اتش أس هيرولد" عن حجم الاستحواذ والاندماجات بين الشركات البترولية العالمية حيث أشارت إلى أنه تضاعف إلى ما يقارب 29 مليار دولار " 109 مليارات ريال" خلال الربع الثاني من العام الحالي مندفعا بالتحسن الذي طرأ مؤخرا على أسعار النفط وسط تفاؤل كبير بالقدرة على تنفيذ مشاريع كبيرة في مناطق نائية في أعالي البحار والمحيطات أو المناطق الصحراوية ذات الاقتصاديات الواعدة لتساهم في دعم الصناعات البترولية ولتعزز من إمدادات الوقود الاحفوري إلى الأسواق العالمية.

وعزت الدراسة هذا الارتفاع في حجم الاستحواذ إلى وجود فرص واعدة في مناطق جديدة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا يتطلب تضافر الجهود والإمكانيات بين الشركات النفطية لاستغلال هذه الفرص، مبينة أن معظم صفقات الاستحواذ والاندماج سجلت ضمن دول أمريكا الشمالية على الرغم من أنها سجلت أدنى معدلات حالات الاستحواذ والاندماج في تاريخها بيد أن صفقة اندماج صنكور- بتروكندا التي بلغت 20 مليار دولار جعلتها أكبر صفقة على مستوى العالم خلال الربع الأول من هذا العام. وشكلت الاستحواذات بين الشركات المحلية نسبة 40% من حجم الاستحواذات العالمية تتصدرها صفقة صينبوك للاستحواذ على أدكس بتروليوم بقيمة حوالي 9 مليارات دولار.

ويعتبر المحللون النفطيون أن ظاهرة الاندماجات والاستحواذ مع أنها تعزز من قدرة الشركات على تنفيذ المشاريع الصناعية وتقوي من ملاءتها المالية وتوحد الجهود أنها تضر بمستوى العمالة وتفاقم من مشكلة البطالة التي تضرب كثير من دول العالم وتسبب مشاكل اجتماعية وأمنية واقتصادية كما أنها تؤثر سلبا على مستوى الدخل والناتج المحلي لا سيما في الدول التي يعتمد دخلها بشكل رئيس على دافعي الضرائب.

من جهة ثانية كبحت موجة من جني الأرباح أسعار النفط عن ملامسة 70 دولاراً للبرميل لخام برنت القياسي ليوم أمس الجمعة بعد أن تأهبت الأسعار للوصل إلى هذا السعر من خلال تحقيق قفزات سعرية دفعتها إلى الوصول إلى 69.24 دولاراً للبرميل متعززة بأنباء تحسن أداء الأسهم العالمية وكذلك النتائج الإيجابية التي أعلنتها شركات أمريكية أمس الأول وبيانات قوية لسوق المساكن في أمريكا ما جعل المضاربين يتجهون بقوة للمتاجرة بالنفط يدفعهم التفاؤل ببوادر انتعاش للاقتصاديات العالمية التي تضررت جراء أزمة المال.

خام ناميكس القياسي حام في بداية التعاملات الأمريكية ليوم أمس الجمعة عند مستوى 67 دولاراً للبرميل متراجعاً حوالى 18 سنتا بينما احتفظ خام برنت بمعدلاته السعرية فوق 69 دولاراً فيما ظل خام وست تكساس يراوح بمستوى 66 دولاراً للبرميل. وتراجعت أسعار الذهب بمقدار 7 دولارات إلى 947 دولاراً للأوقية.