أسواق المال تتدهور مجدداً ودعوات لعقد قمة لمواجهة الأزمة المالية
طوكيو - أ.ف.ب:
استأنفت اسواق المال في آسيا تراجعها الحاد الخميس وسط موجة من الذعر سببها انهيار بورصة وول ستريت وشبح ركود اقتصادي بينما يصر القادة الأوروبيون على الدعوة الى قمة عالمية لإصلاح النظام المالي.
وشهدت بورصة نيويورك الأربعاء اسوأ جلسة لها منذ عشرين عاما في سوق تسيطر عليه حالة من الذعر في مواجهة تدهور الاقتصاد الأميركي الذي اصبح على وشك الدخول في حالة ركود.
وقد تراجع المؤشر داو جونز 7.87%.
كما شهدت معظم البورصات الأوروبية يوما سيئا الخميس.
وفي طوكيو واصل مؤشر نيكاي تراجعه الخميس لينخفض اكثر 11% قبل تسع دقائق من الاغلاق.
وقال هيرواكي هيواتا المحلل في مجموعة "تويو سيكيوريتيز" انه "لا يمكن تجنب تراجع الأسهم اليابانية بعد ثاني اكبر هبوط في تاريخ وول ستريت".
وشهدت اسواق المال الآسيوية الاخرى التدهور نفسه.
وحوالى الساعة 4.30تغ، خسرت بورصة هونغ كونغ 7.58% وسيول 8.31% وشنغهاي 3.68% وسنغافورة 6.63% وسيدني 6.94% وبومباي 5.57% وبانكوك 4.94% وتايبيه 3.25%.
وقال كبير الاقتصاديين في مجموعة "سونراي كابيتال ماركيتس" في ملبورن "انها حالة ذعر وستستمر. اسواق المال تغيرت اساسا"، داعيا متعامليه الى الامتناع عن التعامل في البورصة.
واضاف "لا حاجة للصعود في قطار يمكن ان يصدم اي شىء بعنف في اي وقت".
كذلك سجلت الأسهم الخليجية تراجعا في بداية التداولات أمس الخميس خصوصا في دبي حيث هبط المؤشر بنسبة 6%.
واتفق القادة الاوروبيون في قمتهم الاربعاء على الدعوة الى عقد قمة عالمية قبل نهاية السنة من اجل اصلاح النظام المالي معززين بذلك الضغط على الولايات المتحدة.
وتحفظت واشنطن اولا على الفكرة لكنها وافقت بعد ذلك على المبدأ.
واكدت مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى (المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان وروسيا) انها تؤيد عقد قمة من هذا النوع على مستوى عال "في مستقبل قريب".
واقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان تعقد هذه القمة "في نيويورك حيث بدأ كل شيء".
وتحمل اوروبا الولايات المتحدة المسؤولية الجزئية عن الازمة المالية بعد رفضها لسنوات تعزيز اجراءات مراقبة اسواق المال باسم العمل الحر. وهي تعتزم الدفع بقوة من اجل تحقيق تقدم في هذا الشأن على المستوى العالمي.
وقال ساركوزي ان "اوروبا ستقدم رؤية مشتركة وطموحة. لا نريد ان يتكرر الامر ونريد ان تستخلص النتائج مما نعرفه".
كما دعا رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون واشنطن الى مشاركة اكبر لتحسين مراقبة النظام المالي.
وسيحاول القادة الاوروبيون في اليوم الثاني من قمتهم الخميس تحديد اولوياتهم لاصلاح النظام المالي الدولي قبل يومين من لقاء مع الرئيس الاميركي جورج بوش في كامب ديفيد.
ويريد الاوروبيون خصوصا معالجة مشكلة وكالات التصنيف الائتماني وصناديق المضاربة بينما ذهبت بريطانيا والمانيا الى حد المطالبة باصلاح صندوق النقد الدولي لاعطائه دور اشراف على المستوى العالمي.
من جهتها، انتقدت الهند والبرازيل وجنوب افريقيا في قمة في نيودلهي الاربعاء الدول الغنية لانها تسببت بالازمة.كما هاجم الزعيم الكوبي فيدل كاسترو "الدول الرأسمالية الاوروبية" خصوصا، معتبرا انها "ليست في موقع يسمح لها بفرض شروطها وحلولها على بقية العالم".
ولم يستمر طويلا الارتياح الذي اثاره تحريك المبالغ الهائلة من قبل الاوروبيين والاميركيين لدعم القطاع المصرفي. وقد حلت محله المخاوف من ركود تغذيها التصريحات المتشائمة لمسؤولي الاحتياطي الفدرالي الاميركي.
وصدرت الكلمة "القاضية" مساء الثلاثاء من مسؤولة في الاحتياطي الفدرالي الاميركي جانيت يلين المعروفة بتصريحاتها الموزونة بدقة.
فقد قالت يلين ان "المعطيات الاقتصادية الاخيرة تشير الى ان الاقتصاد اضعف مما كنا نتوقع في الفصل الثالث من السنة ويكشف انه لم تسجل اي نسبة نمو على الارجح".
واضافت ان "النمو في الفصل الرابع يبدو اضعف ايضا بتراجع مرجح جدا" للنشاط الاقتصادي، موضحة ان "الاقتصاد الاميركي في حالة ركود على ما يبدو".
وفي خطاب في اليوم نفسه قال رئيس الاحتياطي الفدرالي في سانت لويس جيمس بولارد "اذا كانت تقلبات اسواق المال يمكن احتواؤها ربما عبر تدخل للحكومة، يمكن التوصل الى تسوية سليمة يمكن ان يتباطأ معها الاقتصاد لكن بدون ان يتراجع لفترة طويلة".
|