استعرضوا التجربة الميدانية وأثر العولمة المالية في الصناعة المصرفية
خبراء: 6 عوامل وراء تعثر البحث العلمي في الاقتصاد الإسلامي
- وجدي القرشي من جدة - 27/03/1429هـ
حصر المتحدثون في مؤتمر الاقتصاد الإسلامي في يومه الثاني أمس أسباب تعثر البحث في الاقتصاد الإسلامي في ستة عوائق، جاء في أولها غياب الدراسات التاريخية الملائمة، الدراسات التجريبية، وغياب الدعم المؤسّسيّ الكافي، وعدم الالتزام بالقواعد الأخلاقيّة المتعلقة بالبحث والنشر، وضعف نظرة المجتمع والاقتصاد بين الإسلاميين الذين أخفقوا في التمييز بين ما هو أساسيّ وهامشيّ، وأخيراً، الإخفاق في التمييز بين ما هو من عند الله، وما هو متصّل بالإنسان في التراث الإسلامي.
وذلك وفقا لما تطرق إليه الدكتور محمد نجاة الله صديقي في ورقته التي قدمها عن أسباب إعاقة البحث في الاقتصاد الإسلامي وتابع أمس المؤتمر العالمي السابع للاقتصاد الإسلامي وسط حضور من المهتمين بالاقتصاد الإسلامي من العلماء والباحثين.
من جهته أضاف الدكتور شوقي دنيا خلال مداخلته في الجلسة معوقات أخرى للبحث في الاقتصاد الإسلامي وهي غياب التنسيق بين الجهات المعنية حيث توجد على الساحة ثلاث جهات معنية بالاقتصاد الإسلامي بشكل مباشر هي المصارف الإسلامية ومراكز أبحاث الاقتصاد الإسلامي والأقسام العلمية للاقتصاد الإسلامي. ولا يخفى أن وجود تنسيق قوي بين تلك الجهات هو مطلب ضروري لتقدم البحث في الاقتصاد الإسلامي. وافتقاد هذا التنسيق يعوق هذا التقدم. وللأسف هذا هو الواقع وبكل مرارة، حيث لا يوجد حتى الحد الأدنى من التنسيق الفاعل الحقيقي. فكل يغني في سربه بعيدا عن الآخرين. بل لقد وصل الحال سوءا لدرجة فقدان تنسيق حقيقي بين مفردات كل جهة من الجهات المذكورة: وقد انعكس ذلك سلبا على جودة الدراسات ونموها.
وتابع الدكتور شوقي دنيا تعديد الأسباب إلى غياب الحضانات الفاعلة بقدر ما كان الوضع في البدايات واعدا بقدر ما هو الآن بائسا ففي البداية كان الإقبال متزايدا من الطلبة النابهين على الالتحاق بأقسام الاقتصاد الإسلامي، لديهم طموح كبير. واليوم قل تماما الإقبال، ومن يقبل لا يقبل لطموح، وإنما هو مضطر لذلك، كما أن من يقبل حاليا ليس متميزا.وكل هدفه الحصول على شهادة جامعية تتيح الالتحاق بأي عمل مهما كان.
وأضاف أن غياب التعريف الجيد بالاقتصاد الإسلامي يعد أحد الأسباب حيث إنه حتى الآن لم يتحقق الحد المطلوب للتعريف بالاقتصاد الإسلامي وبخاصة على المستوى الفكري النظري. وهناك الكثير والكثير من نقص المعلومات لدى العديد من الجهات، وبلا شك فنحن مسؤولون ولوجزئيا عن ذلك، وعلينا بذل كل جهد ممكن لتعريف مختلف الجهات بالاقتصاد الإسلامي تعريفا واضحا بينا.
وبين الدكتور شوقي دنيا أن عدم التوظيف الجيد الصحيح للعلوم الشرعية وليس فقط علم الفقه في خدمة البحث العلمي في الاقتصاد.وهناك قدر كبير من الاختلاط بين منهجية البحث في العلوم الشرعية ومنهجية البحث في علم الاقتصاد الإسلامي وقد كنا في الماضي نفتقد من يجمع بين العلم الشرعي والعلم الاقتصادي.وأصبحنا اليوم نفتقد الشرعي الكفء وكذلك الاقتصادي الكفء.
بعد ذلك عقدت جلسة التطبيقات الثانية بعنوان "التمويل والاستثمار" وناقشت موضوعات عن "تحديات التحول إلى المصرفية الإسلامية" و"إدارة الأصول الإسلامية" و"إدارة الاستثمار المؤسسي وفقا للشريعة الإسلامية" و"عودة رأس المال المتوافق مع الشريعة" و"آليات تطور قطاع الصناعة المصرفية الإسلامية في إندونيسيا".
فيما تناولت الجلسة الثانية " ثنائية مصادر المعرفة في علم الاقتصاد الإسلامي ونتائجها المنهجية " وتطرقت لعلم الاقتصاد الإسلامي الذي يقوم على ركيزتين هما الاقتصاد التقليدي والشريعة الإسلامية وفقهها، ولهذه الثنائية نتائج منها أن نقص المعرفة بالشريعة أو بالاقتصاد يؤدي إلى لخطاء، وأن ذلك النقص هو أهم عقبة أمام تقدم هذا العلم.
فيما عقدت الجلسة التطبيقات الثالثة بعنوان "التأمين التعاوني" وناقشت موضوعات عن "التأمين التعاوني والتأمين التجاري" و"التجربة الماليزية في صناعة التأمين التعاوني" و"التكافل التعاوني حل إسلامي لوسائل تأمين حياة تقليدية" و"آفاق ومستقبل صناعة التكافل الإسلامي في العالم" و"التأمين وإعادة التأمين في السوق الحالية الفرص والتحديات".
إضافة إلى أوراق علمية تناولت: " دور تكنولوجيا المعلومات في البحث العلمي في الاقتصاد الإسلامي" و"دور الترجمة في تطوير البحث العلمي" و"حماية الحقوق الفكرية للباحثين في الاقتصاد الإسلامي" و"دور الإعلام في تطوير البحث في الاقتصاد الإسلامي" و"خصائص البحث في الاقتصاد الإسلامي".
ويناقش المؤتمر في ختام فعالياته اليوم "الاقتصاد الإسلامي الوضع المعرفي وتطوره" إضافة إلى ورشة عمل بعنوان" الجودة البحثية في مجال الاقتصاد الإسلامي"، وكذلك أوراق علمية تتناول: "تقييم المجهود التنظيري للبنوك الإسلامية والحاجة إلى مقاربة جديدة على ضوء ثلاثة عقود من التجربة الميدانية وأثر العولمة المالية في الصناعة المصرفية" و"القيم الأخلاقية للباحثين في الاقتصاد الإسلامي، والتطور المصطلحي في الاقتصاد الإسلامي" و"كتابات غير المسلمين عن الاقتصاد الإسلامي" نماذج من بريطانيا وفرنسا. وعقب ذلك تعقد الجلسة الخامسة في المؤتمر بعنوان "رؤية استراتيجية لمستقبل البحث العلمي في الاقتصاد الإسلامي.
|