عرض مشاركة واحدة
قديم 15-01-2008, 08:51 AM   #12
ألباحث
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 1,542

 
افتراضي

دعا إلى الاستثمار في ما ينفع السعوديين بعد النفط...وثمّن المكانة الإقتصادية للمملكة... ساركوزي: «عقود ضخمة» لشركات فرنسية مع السعودية بـ 40 بليون يورو
الرياض - وليد الأحمد و زياد الزيادي الحياة - 15/01/08//

أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الرياض أمس، أن «عقوداً ضخمة ستوقعها شركات فرنسية مع السعودية في الأسابيع والأشهر المقبلة»، مشيراً إلى عقود محتملة بـ 40 بليون يورو مع المملكة. وقال ساركوزي للصحافيين: «إن الأمور تسير بشكل جيد جداً» مع السعودية التي يزورها الرئيس الفرنسي ضمن جولة خليجية ستشمل قطر والإمارات.
وأضاف أن «الأمر يتعلق بعقود ضخمة في المجالين المدني والعسكري، وهذا أمر جديد».
وتابع: «وفي رحلتي ككل، هنالك 40 بليون يورو من العقود المحتملة. يجب وضع الأسس لهذه العقود».
وحرص الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على توجيه رسالة إلى رجال الأعمال السعوديين، تؤكد ترحيب بلاده بقدومهم إليها والاستثمار فيها، مثمناً دور المملكة الاقتصادي. «أرحب بكم في فرنسا وأدعوكم للاستثمار فيها»، هذا ما أكده ساركوزي أكثر من 4 مرات، في لقائه مع رجال الأعمال السعوديين في الرياض. وشدد ساركوزي في كلمته خلال لقائه بحشد من رجال الأعمال السعوديين على هامش زيارته للسعودية، على أن الإصلاحات التي بدأها في بلاده كفيلة بزيادة الاستثمارات الأجنبية في فرنسا.
وبحسب مصادر تجارية مسؤولة، فإن هنالك توقعات إيجابية من كلمة الرئيس الفرنسي، وقال الأمين العام لمجلس الغرف السعودية عبدالرحمن الراشد لـ «الحياة»: «كنا نتوقع منه خطاباً إيجابياً وهو ما وجدناه فعلاً، لكن أفضل ما كان في اللقاء هو وعده بتسهيل انسياب البضائع السعودية إلى فرنسا، وهذا أمر مفيد جداً، فبعض رجال الأعمال السعوديين متذمرون من الرسوم الجمركية المرتفعة على الصادرات السعودية».
وأكد الرئيس الفرنسي في كلمته «أنه قلق إزاء الارتفاع «الحاد» في أسعار النفط، الذي يؤثر في النمو وفي القدرة الشرائية.
وأضاف: «مع تضاعف سعر النفط 3 مرات في 4 سنوات وبلوغه 100 دولار للبرميل، أشعر بالقلق ازاء حدة هذا الارتفاع الذي يؤثر بشكل مباشر في النمو وفي القدرة الشرائية، ليس فقط في فرنسا وأوروبا، بل خصوصاً في البلدان الفقيرة، التي لا تملك نفطاً».
واعتبر أن سعر النفط ينبغي أن يكون نحو 70 دولاراً للبرميل، وقال: «نحن نعتقد أن السعر الواقعي للنفط ينبغي أن يكون نحو 70 دولاراً للبرميل، والسعودية تلعب دوراً مخففاً بين الدول المنتجة للنفط».
وأضاف: «مع وصول النفط إلى 100 دولار، نكون وصلنا اليوم إلى مستوى يعتبر مضاربة».
وتهّرب ساركوزي من الإجابة عن تساؤل حول تأخر اتفاق التجارة الحرة المشتركة بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي، وأكد «أن التعامل يجب أن يكون بالمثل في هذه الأمور»، وبعدها انصرف إلى الحديث عن القضيتين اللبنانية والفلسطينية، ما اعتبر عدم رغبة من الرئيس الفرنسي في الحديث نيابة عن الاتحاد الأوروبي.
وشدد ساركوزي على ضرورة الاستثمار في ما ينفع السعوديين بعد النفط، «نظراً إلى أن النفط آخذ في النضوب، وبالتالي على الجميع الاستفادة من العوائد المجزية للنفط في إنشاء الصناديق السيادية، والاستثمار فيها»، واصفاً إياها بالثروة المتبقية بعد النفط، وحث السعوديين على الاستثمار فيها، في بلاده.
من جهته، قال رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودي عبدالرحمن الراشد: «إن رجال الاعمال في المملكة يعولون كثيراً على نتائج هذا اللقاء لتحقيق انطلاقة كبيرة للعلاقات الاقتصادية بين السعودية وفرنسا، بما ينتج آفاقاً أوسع للعلاقات بين القطاع الخاص في البلدين».
واعتبر الراشد هذا اللقاء حلقة جديدة من سلسلة العمل الاقتصادي المشترك بين السعودية وفرنسا، إذ يشهد بحث عدد من المواضيع الاقتصادية المهمة، مثل تفعيل برنامج التوازن الاقتصادي، والاستفادة من الخبرة الفرنسية في تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وافتتاح مكاتب تمثيل للمصدرين في البلدين.
كما عبّر الراشد عن الثقة بأن هذا العمل المشترك البناء سيدعم هذه العلاقات، لتتجاوز الطابع التقليدي وتتطور الى علاقات تعاون تعمل ضمن منظومة اقتصادية متكاملة، تقوم على أساس تفعيل دور القطاع الخاص في البلدين، وتحرير التجارة بينهما، والاستفادة المثلى من المزايا النسبية والتنافسية المتاحة في البلدين، وبخاصة أن المملكة تستحوذ على 20.6 في المئة من التبادلات التجارية بين فرنسا ومنطقة الشرق الاوسط، وتتبوأ المركز الأول بين الشركاء التجاريين لفرنسا في المنطقة، كما تحتل المملكة المرتبة الثالثة بالنسبة إلى الواردات الفرنسية من النفط بعد النروج وروسيا، إذ تسهم بنسبة 13 في المئة من واردات فرنسا النفطية.
وقال ساركوزي: «ثمة القليل من دول العالم التي نجحت وازدهرت اقتصادياً بسرعة، إذ وصلت في وقت قياسي للارتقاء ببنيتها التحتية وصناعاتها ونسيجها المدني كبلادكم، إلى أن أصبحت لديها خاصية فريدة، وكذلك القليل من دول العالم عرفت كيف تخلق جواً ملائماً للبروز كإحدى المجتمعات المنجزة، والبارزة في قطاع الأعمال، جامعة بذلك جميع المشاريع في وقت قياسي وبزغت».

مصادر النفط لن تنضب مع الحنكة

وقال ساركوزي مخاطباً رجال الأعمال السعوديين: «الرسالة التي أريد توجيهها لكم واضحة: اتمنى ان ترتبط المملكة وفرنسا بالشراكة الاقتصادية ارتباطاً قوياً ودائماً».
وبيّن أن فرنسا تعمل على الدفع نحو الاصلاح بقوة، معبراً عن طموحه بأن تكون باريس مركزاً مالياً عالمياً وقال: «إن في باريس مكاناً مالياً قائماً داخل النطاق الأوروبي، وبه أفضل المتخصصين العالميين في مجال المال، كما أن بورصة نيويورك تعاونت أخيراً معنا»، مشيداً في هذا الصدد بتطور المنتجات المالية الإسلامية وأدواتها.
وثمّن الرئيس الفرنسي المكانة الاقتصادية للمملكة وطاقاتها، مشيراًَ إلى أن ارتفاع أسعار النفط يعطي السعودية ودول الخليج الفرصة الكبيرة للسيطرة على تلك المصادر، وقال: «نعلم أن تلك المصادر لن تنضب مع الحنكة، كما أن الكثير من دول المنطقة خزنت جزءاً كبيراً للأجيال المقبلة، وباعتقادي أن السعودية تعمل لذلك».
وأكد حرص فرنسا على استقطاب المستثمرين السعوديين، قائلا: «إن النسيج الاقتصادي والصناعي في فرنسا بحاجة الى مستثمرين ماليين على المدى البعيد، لتكون قادرة على تحقيق نتائج جيدة، لتكون هناك نقلة نوعية بين المستثمرين، الذين يبحثون عن الإيرادات المالية على المدى البعيد، والذين لا يبحثون عن زعزعة المشاريع، ولا يبحثون عن سلب تقنياتهم ولا يبحثون عن السيطرة الاستراتيجية بالنسبة إلى أنشطتهم ورؤوس أموالهم، وكذلك رؤوس الأموال الكبيرة، وستكون فرنسا دائماً منفتحة لها».
ألباحث غير متواجد حالياً