عرض مشاركة واحدة
قديم 23-05-2008, 07:11 AM   #28
bhkhalaf
الفريق الصحفي لتداول - عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 34,586

 
افتراضي

التصنيف العالمي للشركات الأكثر ابتكارا لم يضم أي اسم من المنطقة

- عماد دياب العلي من أبو ظبي - 18/05/1429هـ

على الرغم من أن العديد من الشركات في الشرق الأوسط تدرك أن الابتكار هو سمة أساسية للنجاح، إلا أن الطريق أمام المنطقة لا يزال طويلا للحاق بركب قادة الابتكار في العالم، حيث أصدرت مجلة "بيسنز ويك" أخيرا التصنيف العالمي للشركات الأكثر ابتكارا في العالم لعام 2008، المفاجئ بالأمر أن التصنيف لم يضم أي شركة من الشرق الأوسط مما يعني أنه ما زال أمام المنطقة طريق طويل للحاق بركب قادة الابتكار في العالم. وقد احتلت شركة "أبل" صدارة التصنيف العالمي للابتكار لهذا العام، تليها شركة "جوجل" عملاقة البحث على الإنترنت، وثم شركة تويوتا اليابانية للسيارات وشركة جنرال إلكتريك و"مايكروسوفت".

ويرى مات كينجدون رئيس مجلس إدارة شركة وات أف للابتكار أن المسؤولية تقع على عاتق القادة في الشرق الأوسط للعمل على خلق ثقافة الابتكار والحفاظ عليها في المنطقة. إن الابتكار هو عبارة عن تحدي المخاطر وعدم الخضوع للمألوف، إن أية دولة تستطيع أن تقوم بخلق ثقافة الابتكار من خلال التركيز على قيادتها وتغيير نظم التعليم والتربية لإيجاد ثقافة لا تخشى المخاطرة وخلق روح المبادرة، ودبي ورؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تمثل خير مثال على ذلك.

ويؤكد كينجدون أن هناك عددا من قصص النجاح تأتي من المنطقة اليوم، فأخيرا احتلت الإمارات المرتبة 29 ضمن التصنيف العالمي لمدى الجاهزية لتكنولوجيا المعلومات، حيث شمل التصنيف 127 بلدا، ويقوم التصنيف باختيار الدول على أساس تطورها من حيث القدرة المعرفية والقدرة على الابتكار واستيعاب التكنولوجيا والتكيف معها.

أما أدريان هيز، المغامر والمدرب البريطاني الذي يعيش في دبي والذي يعد أسرع شخص في التاريخ يقوم بالمشي إلى القطبين الشمالي والجنوبي وقمة جبل إيفرست، فلا يتفق مع كينجدون، مشيرا إلى أنه في حال عدم وجود منبر للتعبير عن الأفكار فلا طائل من الحديث عن الابتكار.

ويرى هيز أن السبب في عدم وجود أي دولة من الشرق الأوسط ضمن التصنيف العالمي للابتكار يرجع في معظمه إلى أن معظم هذه البلدان والعديد من الشركات العاملة فيها لا تزال تعمل ضمن إطار قيادي متسلط ومستبد الأمر الذي يخنق ويحد من الابتكار والقدرة على الإبداع.

وبالمقابل يرى روان جيبسون، والذي شارك في تأليف كتاب "الابتكار في الجوهر"، أن هذه التصنيفات سطحية جدا، مشيرا إلى أن الشرق الأوسط لا يفتقر القدرة على الابتكار في الواقع ولكنه يفتقر ثقافة روح المبادرة وانتهاز الفرص على مستوى القاعدة الشعبية.

ويقول جيبسون: إذا تحدثنا مثلا عن الثقافة الأمريكية، فإن بعض الأفكار تتبادر إلى الذهن على الفور هي أرض الفرص أو الحلم الأمريكي، وهذا ما يؤمن به جميع الأمريكيين على اختلاف مستوياتهم. ولكن بالمقارنة، ما هو بالضبط حلم العامة في الشرق الأوسط، هل الناس العاديون يعتقدون أنه من الممكن أو حتى من المرغوب فيه أن يصلوا إلى تحقيق نتائج مذهلة من خلال الابتكار. بالتأكيد أنا لا أنتقد أو أشكك في القيم في الشرق الأوسط كما أنني لا أقول إن نظام القيم الأمريكية هو المثال الأعلى، فمن الواضح، أن هناك أمور أهم بكثير للوجود البشري من الازدهار المادي. ولكن إذا سألتني لماذا هناك نقص في الابتكار في الشرق الأوسط، بالمقارنة، على سبيل المثال بأمريكا، فإن الواقع في المنطقة هو جزء من الإجابة.

من جهته، يرى كلايف جرينير المدير الأوروبي لتجربة العملاء في شركة سيسكو، أن الابتكار يأتي من الاستثمار ضمن سياق الثقافة الإبداعية وإشراك الشعب ضمن الخدمات والتكنولوجيات المتقدمة.

و لا يرى جرينير أي سبب يمنع الشرق الأوسط من أن يكون ضمن التصنيف العالمي للابتكار، ولكنني أعتقد أنها مسألة وقت فقط. عندما تصبح الشركات في منطقة الشرق الأوسط قادرة على إقامة الروابط الصحيحة ما بين الاستثمار والتعليم والعلم والإبداع فإن الابتكار سيزدهر بالتأكيد.
bhkhalaf غير متواجد حالياً