جامعة القصيم والفرصة السانحة للتميز الوطني والإقليمي والعالمي وتصدير المعرفة
د. فهد بن سليمان الدهيش
ميزانية الخير في هذه السنة تحمل المبشرات الكثيرة والخيرة للوطن والمواطن وبوجه الخصوص فإن الميزانية الخاصة للتعليم ما هي إلا دليل على الوعي الثقافي للمجتمع في هذا التوجه الذي هو القاعدة الاساسية للتقدم والتطور وكذلك نشر العديد من الجامعات في أنحاء المملكة ما هو إلا لبنة اساسية في البنية التحتية للمجتمع السعودي الذي يتطلع الى العمل والتفاعل مع سبل النهضة والرقي الحضاري.
واريد ان اضيف حلقة من حلقات البناء (من وجهة نظري) لهذه الجامعة الفتية التي تخدم منطقة عظيمة في رحابها وكذلك موقعها ومصادرها، الا وهي جامعة القصيم.
إن بناء الجامعات وتخريجها للكوادر العاملة في التخصصات المعروفة التي هي مسألة عامة من وجهة الطلب عليها لكافة شرائح المجتمع مثل الإدارة الهندسية والطب والزراعة والتقنية ما هي إلا ظاهرة صحية ومطلوبة لاستيعاب الكوادر الشابة التي ترغب في هذه التخصصات المتفق عليها محليا وعالميا بحيث يجب ان يكون هناك معايير ومقاييس لتطوير وتحديث هذه التخصصات لتكون مخرجاتها ذات جودة عالية لتكون مقبولة محليا بل وعالميا ايضا.
إن التميز كما يُعرِفه كثير من العلماء والباحثين هو الاتفاق في عمل فريد يميزك عن الآخرين بحسن وإتقان وجودة الأداء وينقلك الى مرحلة القيادة وهي كثرة التابعين سواء المستفيدين او المؤيدين لهذا العمل المتقن والنافع ومن هذا المنطلق فإننا نريد عملا متميزاً بمعنى ان يكون فريدا وينتفع به كثيرون . لذلك فلو رجعنا الى موقع جامعة القصيم فانها تتمتع بموقع فريد ومميز من حيث بعض التخصصات والاشغال حيث انها تتربع في وسط نجد وفي وسط الصحراء لذا اعتقد ان الجامعة مهيئة للتميز الوطني والاقليمي والعالمي في عدة مجالات ومنها :-
1مركز بحوث النخلة وصناعة التمور
التميز في صناعة وزراعة التمور بحيث يكون لديها مزرعة متخصصة لزراعة النخيل حيث انه يجب ان تكون هذه المزرعة تحتوي على مليون نخلة وبزيادة سنوية لا تقل عن - 10 5% وان هذا المركز العملاق لمزرعة النخيل سوف يساعد الباحثين في جميع التخصصات ومنها
* الهندسة في جميع تخصصاتها (هناك قسم كبير في الهندسة الزراعية).
* التقنية في طرق ونظم وتنظيم وجني وقص النخيل.
* العلوم في تحليل وتصنيع التمور وطرق الحفظ .
* الإدارة والتسويق لمنتج التمر للخارج وكيفية عمل هذا المنتج مقبول اقليمياً ودولياً.
2مركز البيئة والدراسات الصحراوية:
إن الموقع المتميز للجامعة بحكم أنها في قلب الصحراء يساعدها على عمل افضل الدراسات الواقعية عن مشكلات التصحر حيث منطقة القصيم خصوصا ومنطقة نجد عموما تعاني من العواصف الرملية التي ما هي إلا نتيجة للتصحر الكبير المحيط بالمنطقة حيث إن العواصف والرياح في المواسم المتداخلة تحمل معها كثيراً من الرمال وتفرغها على المناطق البعيدة من المصدر لذلك من مهمات هذه المراكز ان يكون هناك مواقع في قلب الصحراء لدراسة هذه الظواهر والخروج بنتائج مفيدة تمنع او تحد من العواصف الرملية الزاحفة لمنطقة القصيم وكذلك منطقة نجد.
وأيضاً من المهام الرئيسية لهذا المركز ابتكار وتصنيع وتفعيل وسائل النقل في الصحراء بواسطة الطاقة الشمسية وكذلك استخراج الطاقة الكهربائية من قوة تيار الرياح الحارة حيث ان هذا الاكتشاف يعتبر جديداً والفرصة مهيئة لأن نقدم للعالم نجاحنا في التعامل مع بيئتنا الصحراوية.
كذلك من الفرص الذي يمكن ان يقدمها المركز هي اكتشاف وتطوير الرياضة الصحراوية والذي تعتمد كثيراً على معرفة النظام البيئي الصحراوي جيداً.
وبهذا المركز سوف يتبعه منظومة متكاملة من العمل سواء المباشر او غير المباشر وكذلك اشراك القطاع العام بهذه المهن او القطاع الخاص الذي سوف يكون له المساهمة الفاعلة في هذه الجامعة.
إن الوصول لهذا النوع من التميز ليس بالأمر المستحيل بحيث ان عيون كثير ممن حولنا يتوقع هذه المساهمة الفاعلة من هذه الجامعة الفتية. التي هي مهيئة لقرع الجرس وعمل إضافة ذات قيمة عالية لهذا الجيل وللأجيال القادمة مع ماتقدمة الأن من مساهمة رائعة تشكر عليها.
وفي النهاية احب ان اختم بحقيقة نشاهدها ونعيشها كل يوم ألا وهي المعرفة (Know How). إن المعرفة لها ثمن، بحيث أننا الآن في الدول النامية نصرف الشئ الكثير في مقابل الحصول على المعرفة والتقنية وبهذا التميز يمكن ان نصبح في يوم من الايام مصدرين للمعرفة من واقع الخبرات والتجارب في هذين المركزين الرائدين المتميزين
|