عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2008, 07:36 AM   #17
bhkhalaf
الفريق الصحفي لتداول - عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 34,586

 
افتراضي

ساركوزي يخذل ناخبيه اقتصادياً بعد عام من وصوله إلى سدة الحكم

- سيجفريد مورتكوفيتز من باريس – د. ب. أ - 26/04/1429هـ

سادت توقعات واسعة عند انتخاب نيكولا ساركوزى رئيسا لفرنسا في 6 أيار (مايو) عام 2007 بأنه سينقل اقتصاد بلاده الذي يفتقر للكفاءة ويعول بشدة على الدولة نقلة نوعية مع بث القوة في المجتمع بما يدفع فرنسا إلى صدارة الدول الحديثة.

وبعد مرور عام ها هو ساركوزي يصارع من أجل الحفاظ على مصداقيته السياسية بعد أن سقط في مستنقع خزي لم تعرف له فرنسا مثيلاً في تاريخها الحديث.

ولم يجاف بيير موسكوفيسي عضو البرلمان عن الحزب الاشتراكي المعارض الحقيقة عندما قال إنه عندما تولى ساركوزي الحكم "كان الذهب في يده ولكنه بعد عام واحد حول هذا الذهب إلى رصاص".

وحتى حلفاء ساركوزي يقرون بأنه بدد العام الأول من حكمه فيما لا طائل من ورائه، وعلى سبيل المثال ظهرت صحيفة "لو فيجارو" المحافظة بعنوان " من النصر إلى الرفض" في تعليق على مرور عام على وصول ساركوزي إلى سدة الحكم.

وبحسب استطلاع رأى أجراه معهد فيافويس نشرته صحيفة "ليبراسيون" اليساري، فإن نحو 6 من بين كل 10 شباب فرنسيين أعربوا عن اعتقادهم بأن الفشل كان من نصيب العام الأول لحكم ساركوزي، وفي المقابل قال واحد من كل خمسة من المشاركين في الاستطلاع فقط إنه كان عاماً ناجحاً.

وجاءت نتائج استطلاع رأى آخر أجراه معهد ايفوب - فيديوكال ونشرت نتائجه مجلة "باري ماتش" الأسبوعية الموالية لساركوزي اشد قتامة فقد أعرب 72 في المائة من المشاركين فيه عن عدم رضائهم عن أداء ساركوزي في الحكم.

وتضع هذه النتائج ساركوزى في مصاف أقل الرؤساء الفرنسيين شعبية على الإطلاق في مثل هذه المرحلة من حكمه في فترة ما بعد الحرب، وفي الاستطلاع نفسه وصف 17 في المائة فقط ساركوزي بأنه أفضل من الرؤساء السابقين ومنهم جاك شيراك الذي طالما استخدم ساركوزي فترة حكمه الباهتة للتدليل على أخطاء فرنسا وطبقتها الحاكمة.

وبحسب فرانسوا ميكيه - مارتي مدير معهد فيافويس فإن أهم أسباب تدني شعبية ساركوزي يتمثل في " الفجوة بين إفراطه في الثقة وما حقق من نتائج على الأرض، بين الآمال التي أثارها خلال الحملة الانتخابية وما حققه بالفعل".

ويقول ميكيه - مارتي إن الفرنسيين فقدوا الإيمان بمؤسساتهم السياسية، وأضاف " لكن ساركوزي جعل الفرنسيين يعتقدون بفعالية السياسة في تغيير حياتهم، ولكننا عندما نسأل الناس عنه الآن فإنهم سيقولون إنه خدعنا أوكذب علينا أو جعلنا نحلم لكنه لم يحقق الحلم".

وأضاف " لقد أسرف ساركوزي في الوعود فيما أسرف الفرنسيون في التصديق وكانت النتيجة خذلانا جماعيا"، وأكثر ما يؤلم الفرنسيين هو ذلك التراجع المتواصل في قدرتهم على شراء مستلزماتهم حيث تواصل أسعار السلع ارتفاعها فيما تظل الأجور جامدة بشكل أو بآخر.

وفي مقابلة بثت على شاشات التليفزيون في مختلف أنحاء فرنسا في 24 أبريل (نيسان) الماضي اعترف ساركوزي بارتكابه أخطاء لكنه قال أيضا انه كان ضحية أحداث خارجة عن إرادته مثل أزمة القروض عالية المخاطر في الولايات المتحدة الأمريكية فضلاً عن الارتفاع الصاروخي في أسعار البترول.

ومن غير المرجح أن يختفي هذان العاملان قريبا الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى تعقيد جهود ساركوزي الرامية لاستعادة ثقة ناخبيه، ووصل الحد بالفرنسيين إلى كراهية ساركوزى على المستوى الشخصي.

ومن بين أسباب هذه الكراهية السلوك الذي أظهره في وسائل الإعلام حيال حياته الشخصية المضطربة التي شهدت طلاقه ثم زواجه من سيدة أخرى في غضون أربعة أشهر فقط هذا فضلا عن شخصيته المتغطرسة التي جعلته مكروها في الداخل كما أدت إلى نفور الكثير من حلفائه في الخارج منه.

ففي غضون عام واحد أضعف ساركوزي العلاقات الفرنسية ـ الألمانية المحورية كما فقد المصداقية في الاتحاد الأوروبي حيث ينظر إليه بصورة متزايدة على أنه ضعيف الشكيمة.
bhkhalaf غير متواجد حالياً