قطر مسؤولة عن ثلث إمدادات الغاز العالمية
الشرق القطرية 18/09/2011
قال محللون لشؤون الطاقة إن الشح المتوقع في إمدادات الغاز الطبيعي في الأسواق العالمية قد يؤدي إلى أن تقترب الأسعار الفورية للغاز في أوروبا أو مايعرف بأسعار العقود العاجلة التسليم مع أسعار تلك العقود الآجلة لكل من النفط والغاز.
ويقول المحللون إن الشح الذي ستشهده أسواق الغاز العالمية سيرفع من تكلفة العقود العاجلة للغاز وهو ماسيؤدي بدورة تلقائيا إلى تضييق الفجوة التي اتسعت كثيرا خلال السنوات الأخيرة بين أسعار العقود العاجلة والأخرى الآجلة للغاز الطبيعي.
وأشار محللون من مؤسسة جي بي مورجان كازنوفا إنهم عدلوا من تقديراتهم للأرقام الأخيرة المتعلقة بواردات الغاز في تأكيد لرؤيتهم التي تشير إلى شح محتمل في امدادات الغاز الطبيعي المسال في الاسواق العالمية مع حلول الشتاء وأشار محللو "جي بي مورجان كازنوفا " إلى أن الشهور الأربعة الأخيرة فيما يتعلق بواردات الغاز كانت بمثابة مفاجأة للجميع إذ تشير الأرقام إلى أن إجمالي واردات كل من الهند والصين واليابان وكوريا الجنوبية وإيطاليا والمملكة المتحدة زادت بنسبة 1.8 % عن التوقعات خلال الفترة من إبريل إلى يوليو من العام الحالي ايضا وهو ما أكد تحليلات سابقة بأن الزيادة في انتاج الغاز عالميا خلال الفترة الماضية خاصة من قطر التي تعد مسؤولة عن ثلث إمدادات العالم من الغاز أسهمت في تغطية الطلب المتزايد على الغاز وخاصة في الصين واليابان.
وتمثل الأسواق في هذه الدول مجتمعة ما نسبته 70% من الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال وتعود الزيادة في واردات الغاز الطبيعي عالميا خلال الشهور الماضية من العام الحالي إلى عدة أسباب منها التحول من الاعتماد على الفحم إلى الاعتماد على الغاز الطبيعي في عمليات توليد الطاقة وإغلاق العديد من محطات توليد الكهرباء من الطاقة النووية في اليابان بعد كارثة التسونامي الأخيرة والتي أثارت العديد من علامات الاستفهام حول مدى الأمان فيما يتعلق بالطاقة النووية يضاف إلى ذلك أيضا تراجع إنتاج الهند من الغاز الطبيعي.
ويشير المحللون إلى أن تضييق الفجوة بين أسعار الغاز للعقود عاجلة التسليم وتلك آجلة التسليم سوف يفيد بصورة أساسية شركات أوربية مثل E.ON الألمانية و GDF Suez الفرنسية وهي شركات تقصر تعاملاتها فقط على العقود آجلة التسليم فقط .
ورغم مايقال عن استقرار أسواق الغاز خلال السنوات الماضية رغم الركود الاقتصادي إلا أن تقديرات تشير إلى انخفاض في الطلب خلال الأشهر الماضية فمؤشر Gas Pulse الذي يعد واحدا من أهم مؤشرات الطلب على الغاز في أوروبا يشير إلى انخفاض الطلب على الغاز بنسبة 8.8% في الفترة من يناير وحتى أغسطس 2011 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي ويقول المحللون إن هذه المعلومات إضافة إلى التأكيدات بوجود مستويات تخزين عالية من الغاز تنبئ بأسعار أقل للغاز خلال الفترة القادمة.
غير أن المحللين أيضا لايستبعدون إمكانية أن يقلل منتجو الغاز من إنتاجهم في محاولة لاحتواء خسائر مايعرف بالعقود العاجلة أو الأسعار الفورية للغاز وقد اقدمت النرويج بالفعل على تخفيض في الإنتاج كما تشير التوقعات أيضا إلى انخفاض في إنتاج الغاز القطري المسال بعد إعلان قطر للغاز عن إغلاق بعض من وحداتها التي تعد الكبرى لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في العالم للصيانه اعتبارا من فبراير المقبل.
وتشغل قطر سبعة خطوط إنتاج للغاز الطبيعي المسال بطاقة 42 مليون طن سنويا ووقعت عدة اتفاقات منذ مارس لبيع مزيد من الغاز المسال لأسواق جديدة بينها اليابان.
ويقول محللون إن السوق وفيرة الإمدادات التي كانت موجودة منذ الأزمة المالية في 2009 و2010 لم تعد موجودة الآن