قلق عالمي من ارتفاع أسعار القمح .. مخاوف من حدوث قحط في شمال الصين
- "الاقتصادية" من لندن - 21/02/1429هـ
بلغت أسعار القمح في الأسواق العالمية أسعارا قياسية مع تضاؤل المعروض منه، مما يثير مخاوف من زيادة التضخم في أسعار الغذاء.
وقد ارتفع سعر القمح في غرفة التجارة في شيكاغو في آذار (مارس) بأقصى نسبة مسموح بها (90 في المائة) ليبلغ 11.99 دولار للمكيال، ويبلغ المكيال 32.5 لتر.
كما ارتفع سعر محصول القمح عالي البروتين في بورصة مينابوليس للحبوب الإثنين الماضي بنحو 25 في المائة ليبلغ أرقاما قياسية.
وقد فرضت كازاخستان قيودا على تصدير القمح في محاولة لمكافحة التضخم لتصبح الأخيرة في سلسلة من الدول تقوم بهذه الإجراءات. وكانت روسيا والأرجنتين قد فرضتا من قبل قيودا مماثلة.
قلق بسبب الطقس
وجاء ارتفاع سعر القمح في بورصة مينوليس بنسبة الربع بعد رفع جميع القيود المفروضة على التعاملات.
وأقفلت التعاملات على العقود المستقبلية على ارتفاع بنسبة 4.75 دولار ليبلغ 24 دولارا للمكيال، وهو رقم قياسي بالنسبة لأي محصول أمريكي من القمح.
وارتفع سعر محصول القمح الربيعي بنسبة تفوق الضعف منذ كانون الثاني (يناير) الماضي. ومما فاقم من ارتفاع الأسعار ما يتم تداوله من تقارير عن حدوث قحط في شمال الصين، الذي ينتج معظم محصول البلاد من القمح.
وأدت قسوة الطقس إلى تدمير المحاصيل في مناطق أخرى من العالم، ويتوقع أن ينخفض المخزون الأمريكي من القمح إلى أدنى مستوى له خلال ستين عاما. وإضافة إلى تناقص العرض من محصول القمح فإن الزيادة في الطلب عليه قد أدت إلى ارتفاع أسعاره.
فتضخم الثروة في الصين على سبيل المثال قد أدى إلى زيادة استهلاك اللحوم، مما يعني ازدياد الطلب على الحبوب كأعلاف للمزارع الحيوانية. وقد أصدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة تحذيرا من أنها ستضطر إلى تقليص المعونة التي ستقدمها أو تخفيض عدد الذين يتلقون المعونة منها ما لم تحصل على تمويل إضافي.
وعزت الهيئة الدولية تضاؤل إمكاناتها إلى ارتفاع أسعار الغذاء والنفط في العالم، إضافة إلى ارتفاع عدد الأشخاص الذين هم بحاجة إلى معونتها.
إلى ذلك, قالت مصادر تجارية إن مجلس الحبوب العراقي اشترى ما بين 550 و600 ألف طن من القمح الأمريكي الشتوي الصلب بأسعار بين 510 دولارات للطن للتسليم على ظهر المركب و620 دولارا للطن شاملا الشحن في أول مشتريات رئيسية منذ نحو خمسة أشهر وذلك لتخفيف حدة نقص المعروض. وذكرت المصادر أن المجلس اشترى الكميات خلال اليومين الماضيين من شركات إيه. دي. إم ارتشر دانييلز مدلاند وجلينكور ودريفوس الفرنسية لتجارة السلع الأولية.
وامتنع مسؤول تجاري عن التعليق على الكميات ولكنه أكد أنها للشحن في تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر). وترجع الأهمية العاجلة لشراء كميات كبيرة تغطي احتياجات شهرين إلى تنامي المخاوف من أن يواجه العراق أسوا أزمة في إمدادات القمح منذ سنوات والتي تفاقمت نتيجة التأخير في الاتفاق على مشتريات مما يثير شكوكا بشأن وصول الشحنات خلال باقي العام.
|