عرض مشاركة واحدة
قديم 14-01-2008, 08:17 AM   #5
ألباحث
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 1,542

 
افتراضي

دراسة: خفض نسبة الكبريت يرفع الطلب على النفط السعودي
- أحمد العبكي من الدمام - 06/01/1429هـ
قالت شركة أرامكو السعودية إنها تنتج الزيت الخام من حقول مختلفة، وذلك بحسب احتياجات السوق وبما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.
وبينت الشركة في حديث لـ "الاقتصادية" أنها تنتج الزيت الخام من حقول مختلفة وذلك بحسب احتياجات السوق، وبما يعود على الاقتصاد الوطني بالنفع والفائدة، ولا يمكن تخفيض نسبة الكبريت في الزيت الخام أثناء وجوده في المكامن، أي قبل استخراجه منها، ولكن في الإمكان معالجة نسبة الكبريت في المصافي وبواسطة التكنولوجيا المتوافرة لدى شركات التكرير في هذا المجال منذ عقود.
ويأتي حديث "أرامكو"، بعد أن توقع خبراء طاقة دوليون ومحليون أن يرتفع حجم الطلب على خام النفط السعودي خلال العقد الحالي بفضل إنتاج جديد من حقلي خريص والشيبة يحتويان على نسبة كبريت أقل، مؤكدين أن معظم إنتاج "أوبك" في الخليج من الخامات الثقيلة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الكبريت، لكنه سيصبح أخف وستنخفض نسبة الكبريت فيه بفضل الإنتاج السعودي.
وهنا عادت الشركة لتؤكد أنها تنتج خمسة أنواع من الزيت الخام السعودي وكل نوع يحتوي على نسبة خاصة به من الكبريت قبل عملية استخراجه. فالزيت العربي الخفيف الممتاز يحتوي على نسبة 0.04 في المائة من الكبريت، والزيت العربي الخفيف جدا يحتوي على نسبة 1.16 في المائة من الكبريت، والزيت العربي الخفيف يحتوي على نسبة 1.80 في المائة من الكبريت، والزيت العربي المتوسط يحتوي على نسبة 2.45 في المائة من الكبريت، أما الزيت العربي الثقيل فيحتوي على نسبة 2.92 في المائة من الكبريت.
ويتفق الخبراء مع دراسة حديثة أكدت ارتفاع نسبة الكبريت في النفط الخام المنتج عالميا بحلول نهاية هذا العقد، ما يرفع العلاوة السعرية للخام الذي يحتوي على نسبة منخفضة من الكبريت، ويزيد من الحاجة إلى الاستثمار في صناعة التكرير، وأظهرت الدراسة أن نسبة الكبريت في الخام المنتج عالميا ارتفعت بنحو 0.02 نقطة مئوية لنحو 1.22 في المائة منذ عام 2000، وسترتفع لأكثر من 1.23 في المائة بحلول عام 2010.
ولخصت الدراسة "ربما لا تزداد كثافة برميل النفط عالميا، ولكن من المؤكد أن نسبة الكبريت سترتفع حتى عام 2010"، وتابعت الدراسة "من المؤكد أن يزداد الطلب على الخامات منخفضة الكبريت مع تنامي الطلب على المنتجات الخفيفة التي تحتوي على نسبة منخفضة من الكبريت بصفة خاصة في الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة".
ودعت الدراسة لاستثمار مبالغ أكبر في معدات لاستخلاص الكبريت من الخامات التي تكررها، وذلك لفرض وضع مواصفات أكثر صرامة على وقود المحركات مثل البنزين ووقود الديزل في جميع أنحاء العالم على المصافي. وتواجه المصافي حاليا صعوبة في ملاحقة النمو القوي للطلب، كما سيزيد الطلب على الخامات التي تحتوي على نسبة أقل من الكبريت مثل خامي برنت وغرب تكساس الوسيط، وهما خاما القياس في أكبر بورصتين في العالم للعقود الآجلة للنفط في لندن ونيويورك.
وقالت الدراسة التي أصدرها بنك دويتشه "سيتسع الفارق الكبير في السعر بين الخامين مع ارتفاع نسبة الكبريت في خام النفط"، كما سيرتفع إنتاج الخام الذي يحتوي على نسبة منخفضة من الكبريت في دول كبيرة منتجة في إفريقيا مثل نيجيريا وليبيا وفي بحر قزوين حيث يبدأ الضخ من حقل كاشاجان العملاق العام الجاري.
أما الإنتاج في المناطق الأقرب إلى الولايات المتحدة التي تستهلك نحو ربع الإنتاج العالمي من النفط فسيصبح ـ وفق الدراسة ـ أكثر كثافة وسترتفع فيه نسبة الكبريت وذلك مع بدء الإنتاج من حقول جديدة في خليج المكسيك وزيادة الإنتاج في كندا، وتابعت الدراسة "يعني كل ذلك أنه سيكون هناك طلب أكبر على عمليات التكرير في الدول المتقدمة".
من جانبه، قال عبد الله الغامدي خبير نفطي، إن نسبة الكبريت سترتفع لأن النفط الذي يحتوي على نسبة منخفضة سيقل وسيبدأ الإنتاج من النفط عالي الكبريت في مناطق مثل نيجيريا وفنزويلا.
وأشار إلى أن حقول السعودية: الشيبة، خريص، الخرسانية، أبو حدرية، والفاضلي توجد فيها نسبة كبريت في النفط الخام، لكنها بنسب قليلة، مبينا أن حقل الشيبة أقل حقول النفط السعودية بمادة الكبريت، لكنه أكد أن حقل منيفة، الذي سيبدأ الإنتاج أواخر العقد الحالي توجد به كميات كبيرة من الكبريت، وبين الغامدي أن شركات النفط شرعت في إنتاج النفط الذي يحتوي على نسب قليلة من مادة الكبريت، كون عمليات إنتاجه غير مكلفة، لكن شركات النفط ستلجأ إلى إنتاج النفط الذي يحتوي على كميات أكبر من الكبريت، مضيفا أنه يتطلب من شركات النفط تأهيل معامل التكرير لمعالجة النفط لتخفيض نسبة الكبريت، مبينا أن عملية تأهيل تلك المعامل تتطلب فترة زمنية لا تقل عن ثلاثة أعوام.
وتمشيا مع ذلك، اتجهت شركة مصفاة أرامكو السعودية شل (ساسرف) في السياق ذاته، حيث وافق مجلس إدارة الشركة في اجتماعه الأخير على المضي قدما في تنفيذ مشروع ساسرف الجديد لإنشاء وحدة متقدمة التقنية، لإنتاج الديزل منخفض الكبريت، والذي من المقرر أن يبدأ التشغيل في الربع الثالث من العام المقبل.
وقال محمد بن عبد اللطيف العمير رئيس "ساسرف" إن قرار تنفيذ هذا المشروع يعبر عن توافق رؤية الشركاء في الاستثمار لتحديث وتوسيع القدرات الإنتاجية النوعية للمصفاة.
وأبان العمير أن الطاقة الإنتاجية للمصفاة من الديزل منخفض الكبريت ستبلغ بعد إتمام هذا المشروع نحو مائة ألف برميل يوميا. حيث سيعمل هذا المشروع على خفض نسبة الكبريت في الديزل إلى عشرة أجزاء من المليون مقارنة بالنسبة الحالية والتي تبلغ عشرة آلاف جزء من المليون.
وأضاف العمير أنه بهذا التحول تصبح "ساسرف" من أوائل المنتجين للديزل منخفض الكبريت بالنسبة الجديدة في السعودية والمنطقة، مما يحقق لها سبقا تقنيا ويعزز استراتجيتها لاستشراف المستقبل لمواكبة المتطلبات البيئية والتسويقية لمنتجات التكرير، الأمر الذي سيرسخ الأداء التنافسي للمصفاة في أسواق التكرير العالمية.
ألباحث غير متواجد حالياً