[frame="1 80"]سد السبعين
يقع هذا السد في روضة سدير، وسمي هذا السد بسد السبعين لأنه يتخلله سبعون عبارة ينساب من خلالها ما يرتفع من منسوب السيل إلى الروضة والداخلة ؛ ليأخذ مجراه الطبيعي من حيث الانحدار .
ويذكر ابن خميس في معجم اليمامة : أن روضة سدير هي أول بلده تستقبل وادي الفقي ، وكان قبل منخفضاً مجراه عنها ، ولا تستفيد منه إلا فائدة يسيرة ، ففكر أهلها بزعامة رميزان أن يضعوا حاجزاً يرفع الماء إلى مستوى نخيل البلدة ؛ لكي ترتوي ، وما زاد يأخذ مجراه مع وادي الفقي إلى البلدان الأخرى ،حيث كان رميزان بن غشام التميمي أميرا على روضه سدير .. وقد استمر حكمه لها قرابة 22 سنه .. وكانت هذه المدة الطويلة كفيلة بأن يكون له الفرصة لإصلاح بلدته . فقد رأى أن الوادي تنحدر سيوله إلى القرى الأخرى التي تلي الروضة ولا تأخذ الروضة نصيبها من السيل .. لذلك فكر ببناء السد .. وقد حصل عند بناء السد منازعه شديدة بين أهل الروضة و بين القرى الأخرى التي تلي الروضة .. ووقع بسبب ذلك معركة بينهم . وكانت الغلبة في هذه المعركة لأهل الروضة بزعامة أميرها رميزان .. وقُتل في المعركة خلق كثير من القرى المجاورة يقدرون بسبعين رجلاً .. وبعد بناء رميزان لسد السبعين وما دار من أحداث بسببها قال رميزان وهو شاعر كبير ومخضرم قصيده السبعين يصف فيها ما وقع .. مخاطباً بها خاله جبر بن سيار .. ونذكر بعض من أبياتها التي يقول فيها :
حكرنا لــها وادي سديـــر غصيبــــــة = بسيوفنا اللي مرهـــــفات حدودهـــا
جرى لنـــا في مفـــرق السيـل وقعة = اللي حضـــرها مالك الله يعــودهـــــا
برجال أمضى من ليــــوث الشـــرايع= سعيدية نسبه ضراغــــم أسودها
أنشئ السد مابين عامي 1056 - 1057هـ .. ويعتبر أقدم سد يعترض وادي سدير الكبير . وهو عبارة عن سلسله من الحجارة محكمة الرص يتراوح إرتفاعها مابين المترين إلى الثلاثة أمتار .. يتخللها سبعون عبارة .. وكان الهدف من بنائها لتلقي السيل المنحدر من وادي سدير وتغيير اتجاهه إلى مزارع الروضة تاركاً منسوباً يروي كل ارض زراعية في الروضة .وهو لم يتغير منذ إنشائه إلى وقتنا الحاضر .. وهذا يدل دقة عماره وجودة بنائه وأساسه القوي ،ولقد كان أهل سدير قديماً يقيسون قوه السيل فيُقولون : ( صبت السبعين )[/frame]
المراجع
معجم اليمامة لعبدالله بن خميس
