[يد النجر]

دول الخليج تبحث عن حلول مبتكرة لتخفيض فاتورة الغذاء

علي الزكري – دبي


دول الخليج تسعى لحلول مبتكرة في الزراعة.

قدر البيت العالمي «غلوبال هاوس» حجم الفجوة الغذائية التي تعاني منها دول منطقة الخليج بـ 12 مليار دولار خلال العام الماضي 2008، مؤكدا على ان قضية الأمن الغذائي تحتل أولوية قصوى في دول الخليج. وارجع التقرير أسباب هذه الفجوة إلى محدودية التنسيق الخليجي وإقامة مشروعات مشتركة في المجال الزراعي، وغياب استخدام التقنيات والأساليب الحديثة ومحدودية الأراضي المتاحة، وقلة توافر المياه، فضلا عن الظروف المناخية القاسية، بالإضافة إلى قلة التمويل الموجه للنشاط الزراعي، وندرة العمالة الوطنية المدربة في هذا المجال، وانعدام الحوافز المشجعة للعمل، إضافة إلى ضعف الطاقة الإنتاجية للصناعات الغذائية وتراجع قدرتها على تلبية احتياجات السوق كما ونوعا. وأكد التقرير على أن مشكلة تأمين الغذاء تكمن في معنى واحد فقط هو «الزراعة»، مشيرا إلى انها قضية آخذة بالتصاعد لابد أن يتم التصدي لها بالبرامج والاستراتيجيات الحكومية والخاصة، لا سيما إذا ما علمنا أن نسبة النمو السكاني في الخليج تبلغ سنويا حوالي 4.4 بالمائة. وقدر التقرير ان فاتورة غذاء الدول الخليجية نحو 10 مليارات دولار عام 2007، في حين فاقت الـ12 مليارا في 2008، في وقت تبقى فيه السعودية أكبر مستورد للغذاء في المنطقة.
وفي محاولته لاستعراض واقع الزراعة في منطقة الخليج يوضح التقرير أن إجمالي مساحة دول مجلس التعاون الخليجي تبلغ 257.3 مليون هكتار، تصل المساحة المزروعة إلى نحو 4.7 مليون هكتار، والمروية 1.4 مليون.
وتبلغ نسبة المساحة المزروعة من المساحة الكلية حوالي 1.8 بالمائة، والمساحة المروية من المزروعة 30.8 بالمائة. وتراوح الناتج المحلي الزراعي لدول مجلس التعاون الخليجي بين 14 و14.1 مليار دولار حتى نهاية العام 2006 (آخر إحصاءات متوافرة).
وتستحوذ السعودية على نحو 73 بالمائة من هذا الناتج، تليها دولة الإمارات بنسبة تقدر بنحو 21.6 بالمائة، في حين تتقاسم الدول الأخرى الـ6 بالمائة المتبقية.
وزاد إنتاج الحبوب من 2.36 مليون طن كمتوسط للفترة ما بين 1995 و1997، إلى نحو 3.026 مليون طن كمتوسط أيضا بين عام 2005 و2008، بنسبة زيادة 28.2 بالمائة وزاد الإنتاج من الخضار بنفس النسبة تقريباً، أما في الفاكهة فقد ارتفع من 1.9 مليون طن إلى 2.5 مليون طن خلال نفس الفترة أي بنسبة زيادة قدرها 31 بالمائة، وشهد الإنتاج الحيواني والسمكي - طبقاً لبيانات الأمانة العامة للمجلس - زيادة كبيرة أيضا.
كما زاد الإنتاج من لحوم الدجاج (خلال نفس فترة المقارنة) من 478 ألف طن إلى 641 ألف طن بنسبة زيادة قدرها 34 بالمائة وزاد الإنتاج من بيض المائدة من 157 ألف طن إلى 233 ألف طن بنسبة 48.4 بالمائة وزادت كمية الألبان الطازجة من 960 ألف طن إلى نحو 1.53 مليون طن بنسبة زيادة قدرها 59 بالمائة، كما ارتفع الإنتاج السمكي من 306 آلاف طن إلى 326 ألف طن بنسبة قدرها 6.5 بالمائة.
ويعتقد التقرير أن دول الخليج مطالبة باستثمار مواردها المالية الاحتياطية في الإنتاج الزراعي غير أن الظروف المناخية وندرة المياه، تفرض على دول الخليج التوجه نحو الاستثمار الزراعي في أفريقيا وبعض دول آسيا، خصوصا مع ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة وصلت إلى 75 بالمائة عالميا منذ عام 2000، في وقت تتجاوز فاتورة استيراد الغذاء لهذه الدول أكثر من 12 مليار دولار سنويا.