مات أولاد ابو ذؤيب الخمسة في يوم واحد والسبب انهم شربوا من لبن وقعت فيه حيه فماتوا جميعا فقال هذه المرثية :
أمن المنون وريبها تتوجع = والدهر ليس بمتعبٍِ من يجزع
قالت أميمة: مال جسمك شاحباً = منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع
أم لجسمك لا يلائم مضجعاً = الا أقض عليك ذاك المضجع
فأجبتها : أما لجسمي انه = أودى بني من البلاد فودعوا
أودى بني فأعقبوني حسرةً = بعد الرقاد وحسرةً ما تقلع
سبقوا هويّ واعنقوا لهواهم = فتخرموا ولكل جنبٍ مصرع
فغبرت بعدهم بعيشٍ ناصبٍ = وإخال اني لاحق مستتبع
ولقد حرصت بأن أدافع عنهم = وإذا المنية اقبلت لا تدفع
وإذا المنية انشبت أظفارها = ألفيت كل تميمةٍ لا تنفع
فالعين بعدهم كأن جفونها = سملت بشوكٍ فهي عور تدمع
وتجلدي للشامتين اريهم = اني لريب الدهر لا اتضعضع
حتى كأني للحوادث مروة = بصفا المشقر كل يومٍ تقرع
ولقد أرى ان البكاء سفاهة = ولسوف يولع بالبكاء من يفجع
والنفس راغبة اذا رغبتها = وإذا ترد الى قليلِ تقنع
كم من جميع الشمل ملتئمي الهوى = كانوا بعيشٍ ناعمٍ فتصدعوا
هذا جزء من القصيدة
اجمل تحية
|