جرس إنذار
عبدالوهاب المسفر
رسالتي ليست لشخص أو شخصين وانما لكل عقاري يعمل في هذا القطاع على مختلف مناطق المملكة عالما أو متعلما أو أميا بأن يجعل في قلبه مخافة من الله رسالتي هذه ليس بها مصلحة من أحد وانما هي جرس إنذار وتصحيح أوضاع واستفادة من الدروس التي شاهدناها مؤخرا في ازمة اقتصادية عصفت بالاخضر واليابس.
رسالتي هي تطلب (الوسطية) ونحن امة وسط فلماذا لا نبقى على هذه الحال .
من المتعظ ومن المتهور ومن هو الجاهل فنقول للمتعظ لا تحتاج الى توعية والمتهور نذكره بما حدث مؤخرا والجاهل نعلمه ما حصل وما قد يحصل اذا استمر على هذه الحال في الفترة الاخيرة اصبح العقار والعقاريون انفسهم فيروسا قاتلا لا يرحم ولا يعرف الرحمة (نحن نطوي صفحة الماضي بخيرها وشرها).
وها نحن في انتظار عودة انطلاقة العقار من جديد بعد تخوف دام اكثر من عامين خلال الازمة الاقتصادية العالمية.
والكل يعلم ان الوسطية هي مطلبنا جميعا في هذه الحياة وغيرها ستكون نهاية المطاف. ما اقصده ان الحياة العقارية ستبدأ حياتها في التصاعد من جديد ولكن بالمعقول فمثلا الطلب على شراء الاراضي او الفلل او غيرها يجب ان يكون مقبولا لكي نضمن بعد الله الاستمرارية في عملية التداول عقاريا واذا وجد شخص متهور فلابد من التدخل من قبل الآخرين فاللجان العقارية يجب عليها مناقشة المعوقات كل نهاية شهر لتلافي أي اخطاء قد تحدث وتعمل على تصحيحها.
واذا أردنا نجاح العقار فلابد من عقد اجتماع نصف سنوي لجميع العقاريين كل حسب منطقته لطرح بعض القضايا التي تهم المجتمع والخروج من ذلك الاجتماع بنتائج ايجابية ولو عمل بمثل ذلك على مختلف مناطق المملكة لوجدنا نجاحا مبهرا ومصداقية واقعية فيما يتم تداوله عقاريا من حيث الاسعار وخلافه. اما عملية ان العرض والطلب هو الفيصل فهذا امر مردود على الكل ولا يقبله عقل ولا منطق.. قبل 18 شهرا من الآن ارتفعت اسعار الاراضي الواقعة جنوب الخبر (العزيزية) والتي لم يكن بها شيء من التطوير حتى وصلت الاسعار بما يفوق 100 بالمائة والكل يعلم بذلك حيث كانت النتائج وخيمة على من اشترى في ذلك الوقت وايجابية على من باع فالأسعار الحالية لها تعود الى ما نسبته 50 بالمائة خسارة من يعوض هؤلاء المساكين الذين يسعون وراء الشائعات المغرضة.
يا امة (محمد) نحن نعلم ان حياتنا مؤقتة ورغم هذا فهناك حساب وعقاب فكيف يمكن لنا ان نرضى بان يكون الاستغلال هدفا رئيسيا في سوق العقار.. نحن نعلم ان الوسطية مطلوبة والبعيد عن ذلك ستكون نهايته مخزية فالله سبحانه لا يغيب عن الجميع نحن نتفاءل ونستبشر كل خير من رجال الاعمال العقاريين ان السوق مطمئن وان المغالاة مرفوضة وان الوسطية شعارهم والتنظيم والتكاتف مطلوب بين المشتري وبين المشترى منه فعجبا لمن يرغبون في الظلم وقد يقول هذا ليس بظلم بل هو عين الظلم فالاسعار خيالية والمبالغة قائمة والاستغلالية شعار البعض لماذا تقبل بهذا الضرر على المستهلك النهائي الذي قد يخسر مشواره الحياتي نتيجة تهوره في شراء عقار اكل الاخضر واليابس او انا اجزم ان ما زاد عن حده ينقلب (ضده) وانتم شاهدتم باعينكم ما حصل في الازمة الاخيرة الذي لحقت بالعالم ولم يكن ذلك الا نتيجة الاخطاء الفادحة التي نقول عنها انها وسيلة العرض والطلب في عرض الاسعار ورفعها. يا اخي ولاة الامر يحفظهم الله كثيرا ما يؤكدون في جميع مناسباتهم بعدم المبالغة والاستغلال والدليل على ذلك دعم الملك يحفظه الله للقطاع العقاري لكي يحقق لكل مواطن مبتغاه ومن هنا فإنني اناشد الجميع بالشفافية والوضوح والمصداقية والبعد عن الاستغلالية والمبالغة لان النهاية اذا استمرت بهذه الحال ستكون سيئة والامل في الله ثم في من هم يريدون الحفاظ على سمعة هذا القطاع الذي يمثل مكانة اقتصادية عالية على مختلف الاقتصادات العالمية. والعاقبة للمتقين.
|