روتين الإجراءات يقفز بأسعار تراخيص البناء من 5 آلاف إلى 60 ألف ريال
الخميس, 8 مايو 2008
محمد المرعشي - جدة ـ تصوير - عبد الله آل محسن
اشتكى عدد من المواطنين من الارتفاع الجنوني الذي أصاب تراخيص البناء بعد أن ارتفعت كلفتها لتصل لسقف الـ 60 ألف ريال .. بعد أن حصرت الأمانة العمل في المكاتب الهندسية على مجموعة من المكاتب المعتمدة لتقديم الخدمات للمواطنين .. وشهدت حالات الارتفاع قفزات مستمرة في فترة قياسية .. حيث كانت تكلفة تلك الإجراءات وإصدار رخصة البناء لا تتعدى 5 آلاف ريال وتصاعدت تدريجيا حتى وصلت الى 60 ألف ريال.
وعزا أصحاب المكاتب ارتفاع أسعار تراخيص البناء إلى طول فترة الإجراءات بعد أن وحّدت الأمانة مكاتب التدقيق وجعلت لها إدارة مستقلة في أمانة جدة حيث تستغرق المعاملة أكثر من شهر .. فيما أشار المواطن نافع الرشيدي الى أن الارتفاع الجنوني في أسعار تراخيص البناء لا يقبله عقل خاصة وأن الأمانة هي المتسببة في هذا الارتفاع بعد أن حصرت المكاتب وجعلتها تتحكم في الأسعار .. وبالتالي تتحكم في مصير المواطن من ناحية بناء منزله .. فالمواطن لا ينال رخصة البناء حتى يراجع المكاتب الهندسية ويكمل كافة الإجراءات اللازمة والتي تستغرق وقتاً طويلاً جداً قياساً بما كانت عليه في السابق.
واضاف: كانت المعاملة لا تتعدى كلفتها الخمسة الآف ريال ولا تستغرق أكثر من أسبوع واحد .. أما الآن وإضافة إلى التعطل في زمن البناء فإن هناك تعاملا غريبا من قبل المسؤولين في الأمانة خاصة مع صالة علاقات الجمهور التي وضعت على ما يبدو لتصريف المراجعين وليس خدمتهم .. حيث حاولتُ كثيراً أن أصل إلى المسؤولين لأشرح لهم ما وصل إليه الحال من قبل المكاتب الهندسية التي تمادت في استغلال المواطنين ولكن لا حياة لمن تنادي.
ويضيف صالح ظافر الشهري بأن ما يحدث في تراخيص البناء يعد استغلالا لقرار الأمانة بحصر المكاتب الهندسية المعتمدة حيث قامت تلك المكاتب برفع أسعارها بشكل كبير ومبالغ فيه ويعتبر نوعاً من الإبتزاز للمواطن المغلوب على أمره الذي يكابد كثيراً ويقترض ليحقق حلم حياته ببناء منزل العمر ولكن تتكسر هذه الأحلام على صخرة إجراءات الأمانة العقيمة والتي تؤخر المعاملة أكثر من شهرين وتكلف مبالغ طائلة وذلك كله من أجل أن تتحقق بعض الاشتراطات والتي كان من الممكن أن توفر والوضع كما كان عليه سابقاً.
أما حمدي المطيري فقال: ما فائدة أن تحصر الأمانة المكاتب الهندسية ليتكسب من ورائها أصحاب المكاتب ونظل نحن المواطنين نعاني حتى نوفر اشتراطات الأمانة وتأخذ المكاتب الهندسية ما جمعنا ونبقى بالترخيص فقط ونحلم بالبناء في السنين القادمة .. حيث ان مسؤولي الأمانة يرفضون استقبال المراجعين .. بل أنهم أوعزوا كل شيء إلى رقم هاتف لا نجد حتى من يجيب عليه رغم أن موظفي الأمانة عددهم كبير جداً وأستغرب المطيري ألا يوكل أمر استخراج تصاريح البناء للبلديات الفرعية كما كان الحال عليه في السابق.
من جهة أخرى أشار المهندس أحمد عز الدين صاحب ومدير أحد المكاتب الهندسية المعتمدة في أمانة جدة أن ارتفاع أسعار تراخيص البناء يعود إلى زيادة الاشتراطات التي تطلبها أمانة جدة على المكاتب الهندسية وكذلك طول مدة مراجعة الكروكيات في الأمانة حيث تستغرق المعاملة في الأمانة أكثر من شهر وثم تعود وعليها ملاحظات .. مما يجعلنا ملزمين بصرف رواتب ومبالغ مالية لمتعاقدين وهذا كله فرض علينا أن نزيد من أسعار الكروكيات .
وأضـاف لم يبلغ الارتفاع حداً كبيراً ولكن نظراً لأن الأمانة أعتمدت مجموعة من المكاتب فقد أختفى تجار الشنطة الذين كانوا يرسمون الكروكيات بمبالغ زهيدة ولذلك تجد أن هنالك شكوى من قبل المواطنين من ارتفاع أسعار تراخيص البناء.
وعندما حاولنا الاتصال بأحد مسؤولي الامانة لاستطلاع رأيه في هذه القضية .. رفض مدير التخطيط المحلي بأمانة جدة المهندس عابد الجدعاني أن يرد على استفسارات (المدينة) إلا بعد أن يتم إرسال فاكس وتتم المخاطبات بأسلوب روتيني.