عرض مشاركة واحدة
قديم 15-05-2008, 07:04 AM   #42
bhkhalaf
الفريق الصحفي لتداول - عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 34,586

 
افتراضي

مرحلة جديدة من مراقبة جودة البيئة في العاصمة حتى عام 1435هـ
46 برنامجا تغطي 5 محاور ضمن خطة حماية .. و21 جهة حكومية تشارك في التنفيذ

- رصد: عبد الله العميرة .. الحلقة 32 - 10/05/1429هـ

تشهد المدن الكبرى في العالم، بفعل النمو المتسارع في السكان والمساحة والأنشطة المصاحبة لهذا النمو في المجالات العمرانية وحركة النقل والأنشطة الاقتصادية المختلفة، تأثيرات في الموارد البيئية المتاحة للمدن في جوانب المياه وجودة الهواء والنفايات بأنواعها والبيئة الطبيعية.

وأقرت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في اجتماعها الذي عقد في 9 جمادى الأولى 1427هـ، تشكيل لجنة عليا لحماية البيئة في مدينة الرياض في إطار الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، برئاسة الأمير سطام بن عبد العزيز نائب رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وعضوية الجهات ذات العلاقة، تتولى متابعة الوضع البيئي في مدينة الرياض، ووضع برنامج تنفيذي لحماية البيئة، ومتابعة تنفيذه مع الجهات ذات العلاقة.

21 جهة تشارك في الخطة التنفيذية

وفي الاجتماع الثاني المنعقد في 2 المحرم 1428هـ أقرت اللجنة العليا لحماية البيئة في مدينة الرياض الخطة التنفيذية للفترة من 1428 إلى 1435هـ، على أن تكون هذه الخطة خاضعة للمراجعة وللتحديث بشكل دوري وفق المستجدات التي قد تطرأ خلال الفترة المحددة، كما وجه الاجتماع بإعداد دراسة لكل برنامج من قبل الجهة الرئيسة وبالتنسيق مع بقية الجهات المشاركة في تنفيذها، ويبلغ عددها 21 جهة حكومية إضافة إلى القطاع الخاص، وتتمثل في كل من: الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وأمانة منطقة الرياض، والهيئة العليا للسياحة، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ووزارة البترول، الثروة المعدنية، وزارة الصحة، وزارة النقل، وزارة التجارة، الصناعة، وزارة الزراعة، وزارة المياه والكهرباء، وزارة الثقافة والإعلام، وزارة التربية والتعليم، الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس، إدارة مرور منطقة الرياض، المديرية العامة للمياه في منطقة الرياض، شرطة منطقة الرياض، جامعة الملك سعود، ، الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية، والشركة السعودية للكهرباء.

46 برنامجاً وإجراء لحماية البيئة

الخطة التنفيذية لحماية البيئة في مدينة الرياض، اشتملت على أكثر من 46 برنامجا تغطي خمسة محاور هي: (التلوث، النفايات، موارد المياه، الموارد الطبيعية والمناطق المفتوحة والحياة الفطرية، والإدارة البيئية).

أولاً: محور التلوث: يشتمل على سبعة برامج هي: برنامج مراقبة جودة الهواء، برنامج دراسة الآثار الناجمة عن تلوث الهواء، برنامج إدارة جودة الهواء، برنامج التقييم البيئي لمحطات توليد الطاقة الكهربائية في مدينة الرياض، برنامج تطبيق إجراءات الحد من التأثيرات السلبية للموجات الكهرومغناطيسية، برنامج الحد من آثار الضوضاء والتحكم في مصادرها، وأخيراً برنامج معالجة التلوث البصري وتحسين الطابع البصري للمدينة.

ثانيا: محور النفايات، ويتضمن هذا المحور عشرة برامج من أهمها: برنامج الإدارة المتكاملة للنفايات، المشروع التجريبي لإعادة فرز وجمع النفايات عند المصدر، إيجاد مرافق للتخلص من الزيوت والمشتقات البترولية العادمة وغيرها من النفايات الخطرة، برنامج معالجة النفايات الطبية، برنامج عين النظافة، برنامج إنشاء مدافن حديثة للنفايات بما يتفق مع المعايير الهندسية والبيئية واستخدامات الأراضي، برنامج نظافة البيئة البرية ويهدف إلى الحفاظ على البيئة الطبيعية.

ثالثا: محور موارد المياه: ويشتمل على تسعة برامج هي: برنامج ترشيد المياه، برنامج حماية مصادر المياه من التلوث، برنامج إعادة استعمال مياه الصرف الصحي المعالجة والمياه الأرضية، برنامج مشروع إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالج للأغراض الزراعية، برنامج الحد من ارتفاع منسوب المياه الأرضية، البرنامج الوطني للمسوحات الصحية للمياه، برنامج تجميع ونقل ومعالجة مياه الصرف الصحي في مدينة الرياض، تفعيل الأنظمة المتعلقة بإعادة استعمال المياه داخل المجمعات، معالجة مرمى الصرف الصحي شرق الرياض وإعادة تأهيله.

رابعا: محور الموارد الطبيعية والمناطق المفتوحة والحياة الفطرية: ويشمل هذا المحور تسعة برامج من أهمها: برنامج حماية وتنظيف واستغلال الأودية والشعاب، برنامج حماية وتطوير مناطق الحياة الفطرية، برنامج مراقبة وتطوير أسواق الاتجار للأحياء الفطرية، برنامج حماية وتنظيم استغلال المناطق والأراضي الزراعية والأراضي ذات التربة الجيدة، برنامج التحكم في الأنشطة التعدينية وتنسيقها خاصة في المناطق البيئية الحساسة، برنامج مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة، خطة تشجير مدينة الرياض، برنامج إنشاء 100 ساحة بلدية في مدينة الرياض، ومشروع إنشاء حديقة نباتية في مدينة الرياض.

خامسا: محور الإدارة البيئية، ويتضمن عشرة برامج هي: برنامج دعم أعمال اللجنة العليا لحماية البيئة في مدينة الرياض، برنامج تطوير وتحسين آلية إدارة وحماية البيئة في مدينة الرياض، وضع برامج تدريبية للعاملين في مجال البيئة والاطلاع على التجارب العالمية في مجال البيئة، وضع برامج إعلامية توعوية موجهة لجميع فئات المجتمع، برنامج تحديث قواعد المعلومات البيئية في المدينة، برنامج تطوير مؤشرات جودة البيئة في مدينة الرياض، تفعيل برامج البيئة ضمن برامج التعليم، برنامج إنشاء جمعية لأصدقاء البيئة في مدينة الرياض، برنامج مراقبة استعمال المبيدات والتحكم في أثارها، خطة تحسين البيئة لمنطقة جنوب المدينة، وبرنامج المتحف الطبيعي للسعودية.

استراتيجية بيئية للرياض

على المستوى الاستراتيجي، أعدت الهيئة ضمن المخطط الشامل لمدينة الرياض، استراتيجية بيئية عنيت بمعالجة الأوضاع الحالية ومواجهة التحديات المستقبلية التي تواجهه البيئة ومواردها في ظل النمو السكاني والحضري المتوقع، حيث تم صياغة استراتيجية للتعامل مع الموارد البيئية وحمايتها.

وتعتمد هذه الإستراتيجية على تحسين الموارد الطبيعية وجودة البيئة في المدينة واستغلالها بطريقة مستدامة تلبي احتياجات الجيل الحالي والأجيال المقبلة ـ بإذن الله.

وترتكز الاستراتيجية البيئية على عدد من السياسات والإجراءات من أهمها:

- وضوح وتحديد مسؤوليات الإدارة البيئية في المدينة.

- المحافظة على الموارد البيئية واستغلالها.

- تفعيل مبدأ الاستدامة في التطوير والتنمية العمرانية.

- تطوير الأنظمة والتشريعات الكفيلة بالتحكم في التلوث.

- إجراء التقويم البيئي لمشاريع التنمية ونشر التوعية والتعليم البيئي على جميع المستويات.

- مراعاة الجوانب البيئية في مراحل التنمية والتطوير المختلفة.

وتضمنت الاستراتيجية البيئية برنامجاً تنفيذيا شاملا يضم العديد من المشاريع والإجراءات التي تتطلب التنفيذ العاجل، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية البيئة وتنمية مواردها، من خلال تفعيل الخطط والبرامج البيئية التنفيذية الواردة في المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض والدراسات الأخرى ذات العلاقة.

مراعاة الاعتبارات البيئية في المشاريع

تعد الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، الجهة المبادرة والسباقة إلى مراعاة الاعتبارات البيئية في مشاريعها التطويرية وبالتالي في رفع مستوى الدراسات التخطيطية والمشاريع الإنشائية على مستوى المدينة التي يقوم عليها القطاع العام والخاص.

وتعنى الهيئة ضمن مشاريع التطوير المختلفة التي تقوم عليها داخل مدينة الرياض وخارجها، بمراعاة الجوانب البيئية خلال مراحل التخطيط المبكرة والتصميم والتشغيل بإجراء عمليات التقييم للمشاريع المختلفة حسب طبيعة كل مشروع، ومن ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز الجوانب الإيجابية والحد من الآثار السلبية لكل مشروع.

وتتعدد المشاريع التي تولتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، والتي حققت خلالها أدوارا فعالة في التعاون بين المخططين البيئيين والحضريين ومهندسي الإنشاء في تحقيق التنمية المستدامة، ومن بين هذه المشاريع مشروعا حي السفارات، والجزء الأوسط من طريق الملك فهد.

حي السفارات يشكل امتداداً طبيعياً مع محيطه

يتمتع حي السفارات بموقع متميز على وادي حنيفة الواقع غرب الرياض وهو أكبر أودية المنطقة وأطولها متجها من الشمال إلى الجنوب، حيث يحظى الحي بإطلالة جميلة على مزارع نخيل و صخور جبلية تنحدر إلى عمق وادي حنيفة الذي يحد الحي من الجهة الشمالية، وقد صممت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مخطط الحي ليشكل امتداداً طبيعياً مع التضاريس والبيئة المحيطة به، وأخذ في الاعتبار النواحي البيئية للحي حيث تزيد المساحة التي خصصت للمناطق المنسقة عن 30 في المائة من مساحة الحي موزعة على أطراف ووسط الحي للمساهمة في تحسين المناخ المحلي للحي.

طريق الملك فهد يمزج التوازن البيئي بالأداء المروري

يعد طريق الملك فهد أحد المحاور الرئيسية لشبكة الطرق في مدينة الرياض، ويشكل الطريق نقلة نوعية في مفهوم الطرق داخل المدينة، حيث يمثل بعناصره المختلفة نظاما حضريا متكاملا يسعى نحو تحقيق توازن بيئي إلى جانب أدائه المروري، للمناطق المحاذية من التلوث والضوضاء الناجمة عن الحركة السريعة فيه.

مبدأ المحافظة على المعالم الطبيعية

تطبق مبدأ الحماية بالمشاركة، وذلك بتحويل هذه المناطق إلى مرافق ترويحية وتثقيفية لزيادة إدراك المواطنين بأهمية الحماية، وبالتالي مشاركتهم المباشرة في جهود الحماية، ومن الأمثلة على جهود الهيئة للمحافظة على المعالم الطبيعية البارزة: وادي حنيفة ومتنزه الثمامة.

مشاريع بيئية كبرى في الرياض

في ضوء الاستراتيجية البيئية الواردة في المخطط الشامل لمدينة الرياض والدراسات البيئية الأخرى، يتم تنفيذ وتطوير عدد من المشاريع البيئية المهمة على مستوى الموارد والحد من المشاكل البيئية ومنها: برنامج علاجي شامل لمشكلة ارتفاع منسوب المياه الأرضية، ومعالجة القضايا البيئية الطارئة من بينها: دراسة الأنشطة الصناعية جنوب مدينة الرياض وأثرها في المناطق السكنية، وتحديد مواقع محطات شبكة تلوث الهواء في مدينة الرياض، وبحث إيجاد محارق لجميع أنواع النفايات في المدينة، ودراسة الوضع البيئي الراهن للمنشآت الصناعية في المدينة الصناعية الثانية ومدى التزامها بالتحكم في الانبعاثات الصادرة منها وبحث السبل اللازمة لتطوير أدائها بما يتفق مع الاعتبارات البيئية اللازمة، ودراسة مشكلة التلوث في مرمى النفايات السائلة في جنوب السلي.

كما تقوم إدارة البيئة وحمايتها في الهيئة على عدة برامج بيئية من أبرزها:

التحكم في التلوث: يهدف البرنامج إلى مراقبة الوضع البيئي للمدينة، وحصر مصادر التلوث ووضع الاقتراحات والضوابط والإجراءات للحد من آثارها ودرء مخاطرها. ويشمل العمل الجاري في هذا البرنامج على ما يلي:

أ- دراسة جودة الهواء: تُولي الهيئة هذا الموضوع اهتماماً بالغاً، حيث يظهر ذلك من خلال مراعاتها للاعتبارات البيئية عند إعداد الخطط وتصميم وتنفيذ المشاريع والبرامج التنموية التي تقوم عليها. وقامت الهيئة وبالتعاون مع جهات أخرى، بإجراء العديد من الدراسات حول تلوُّث الهواء في المدينة خلال السنوات الماضية.

ب- دراسة التلوث في المياه: تم في هذا المجال القيام بإجراء دراسات لمناطق مختلفة من المدينة للكشف عن نوعيات المياه الجوفية والتعرف على المصادر المختلفة المسببة لتلوث هذه المياه.

التوعية والإرشاد البيئي

في مجال التوعية والإرشاد ، تم إصدار العديد من الكتب الإرشادية والتوعوية الهادفة إلى رفع مستوى الوعي البيئي في المجتمع، والتعريف بالأسس العلمية والقواعد الأساسية لمعالجة عدد من المشكلات البيئية في المدينة، ومن بين إصدارات الهيئة في هذا المجال:

1- كتاب "قواعد تصميم وتشغيل أنظمة ضخ وصرف المياه الأرضية وتصميم وتنفيذ أساسات المباني والخزانات الأرضية للمياه وبرك السباحة"، ويحتوي على العديد من الرسومات التوضيحية والشروح التفصيلية إضافة إلى شروح عن طرق ترميم وعلاج المباني المتأثرة بارتفاع المياه الأرضية .

2- كتاب "نحو مسكن أفضل"، ويهدف إلى توعية المواطنين بالطرق الصحيحة لتنفيذ المباني وحماية المساكن من آثار ارتفاع منسوب المياه الأرضية، ويشتمل هذا الكتيب على سبع نشرات تتناول الجوانب التالية:

- طرق تنفيذ الأساسات تحت منسوب المياه الأرضية.

- طرق عزل الأقبية والأساسات والعناصر الإنشائية من المياه الأرضية .

- النظم الحديثة الواجب استخدامها لري الحدائق المنزلية .

- الاعتبارات التي تجب مراعاتها في تحديد مواقع ومساحات الحدائق، إضافة إلى وصف مكونات خلطة التربة المناسبة.

- طرق تنفيذ خزانات الصرف الصحي.

ويتم توزيع هذا الكتيب على نطاق واسع، حيث زودت أمانة منطقة الرياض بنسخ منه وذلك لتوزيعها على المواطنين عند مراجعة الأمانة لاستخراج فسوحات البناء، وتم كذلك تزويد صندوق التنمية العقارية بنسخ منه لتوفيرها للمواطنين .

3- تمت دراسة تفصيلية لمناطق شرق الرياض . لكون طبيعة التربة في هذه المناطق حساسة للمياه والرطوبة، حيث يتغير حجمها بالانتفاخ أو الانهيار عند تشبعها بالمياه، وبناء على هذه الدراسة تم تحديد المناطق المشتملة على هذا النوع من التربة، وتم إعداد قواعد ونظم لتنفيذ الأساسات لجميع أنواع المباني في هذه المناطق تمهيدا لتطبيقها من قبل الأمانة والجهات المختصة الأخرى.

ولمواجهة المخاطر التي تواجه المباني والمنشآت التي تقع في محيط هذه الأحياء، أصدرت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، كتابا عن قواعد تأسيس المباني على التربة الحساسة شرقي مدينة الرياض، يحتوي على الحد الأدنى من الإجراءات اللازم اتخاذها عند التأسيس على التربة الحساسة في المنطقة، يهدف إلى التقليل من مخاطر الانهيار المحتمل الكلي أو الجزئي للتربة، كما يطرح البدائل العلمية للتعامل مع مشكلة التربة الرسوبية النهرية القابلة للانهيار أو الانتفاش في المناطق الشرقية لمدينة الرياض.

4- تقوم الهيئة العليا بتوفير جميع المعلومات والخرائط والدراسات المتعلقة بكافة القضايا البيئية في المدينة للراغبين فيها من الجهات العامة والخاصة.

(الحلقة المقبلة : استراتيجية بيئية تتناغم مع التنمية المستدامة)
bhkhalaf غير متواجد حالياً