الصراحة موضوع شيق ولا غبار عليه و طبعا تاريخيا صحيح وواقعيا ايضا صحيح الى حد " ما "
أخي الكريم:
انت تكلمت كلام حقيقي و واقعي ولكن تطرقت الى الموضوع من جانب واحد فقط ولم تنظر الى الموضوع من زوايا أخرى !
فالتكنولوجيا و العلم هو رأس مال الشعوب و ليس الذهب ولا الفضة ولا حتى النفط !
أقرب دليل اليابان ... لا نفط و لا فضه ولا هم يحزنون
وبالصراحة ، لو ما وصلت الشركات الأمريكية وغيرها عندنا لما استطعنا أن نستخرج نقطة واحدة من النفط ولا ندري أصلا أننا نملكها!
وكل اللي كنا راح نسويةهو اننا نعيش بخيامنا و جمالنا و نلقي القصائد تلوالقصائد و نحتسي القهوة كل يوم (طبعا اذا توفر) !
أخي الحبيب...
لا اعتقد بأن الموضوع برمته يمكن اختزالة بالبساطة هذه ، فأنت و كأنك تختصر الموضوع في جملة واحدة وهي أن " الأمريكان خدعونا ... اخذوا نفطنا و أعطونا ورقات لا قيمة لها" !
وطبعا أنا اعترض تماما على هذه النظرة التشاؤمية احادية الجانب،
لأن هذه هي سنة الحياة فالدنيا كما خلقها ربنا "أخذ وعطاء" " خذ وهات" فالأمريكان عندما اخذوا نفطنا لم يعطونا دولارات فحسب ....
بل اعطونا العلم والخبرة والتكنولوجيا ... ( بأمر الله طبعا)
اعطونا المال اللازم لكي نطور انفسنا وبلادنا و نبني بنية تحتية واعطونا القدرة على شراء العلاج والدواء وانشاء دولة حديثة وها انت اليوم تكتب على الإنترنت و تستخدم اجهزة وتكنولوجيا امريكية ونظام تشغيل امريكي و متصفح امريكي !
(و اتمنى أن تكون قد دفعت ثمن حقوقها -نسخة أصلية) .
فهل الأدوية والعلاجات والعلم و التكنولوجيا التي نستخدمها لا تستاهل أطنان الذهب التي نبكي عليها؟
أخي الحبيب،
ماهو الذهب؟ ولماذا نصر عليه؟ هل لأن الناس كانوا قبل 1000 عام كانوا يستخدموه كعملة و اداة تعامل تجاري معناه انه هو الشئ الصحيح؟
فإذا كان الذهب يسوى الكثير في وجهة نظرك، فالان توجد مواد أكثر غلاءً و اكبر قيمة من الذهب مثل اليورانيوم والبلوتونيوم وهناك بعض من البلورات النقية و المعادن و مواد اخرى يساوي فيها الجرام الواحد ثمن عشرات الكيلوجرامات من الذهب !
فلماذا لا تكون بدلا من الذهب؟
ولنفرض مثلا بأننا طبقنا وجهة نظرك هذه وأخذنا بدلا من الدولارات ذهب وفضة وبس...
فهل تعتقد بأن حالنا سيكون أفضل؟ وما الذي سوف نجنيه؟
طبعا لأ ، لأن هذا الذهب والفضة سيعود للأمريكان والغرب مرة أخرى مقابل الأدوية والطائرات والسيارات وقطع الغيار والدخان والتدريب والتعليم ..... الخ.
فبإختصار ..... كأنك يا ابو زيد ما غزيت !
ولك خالص الشكر والإحترام