على هامش المعرض الدولي في برمنجهام
رجال أعمال يطالبون بتشريعات جديدة لتعزيز الاستثمار في السعودية
- أسامة النصار من برمنجهام - 09/05/1429هـ
أبدى عدد من رجال الأعمال والمهتمين بقطاع الأمن والسلامة في المملكة الحاجة إلى رفع درجة الوعي في قطاعات الأعمال المختلفة الصناعية والتجارية ولدى المواطنين العاديين بأهمية مفهوم الأمن والسلامة، في الوقت الذي أكدوا فيه الحاجة إلى سن قوانين جديدة لتطبيق مفاهيم سلامة شاملة تبدأ من المنزل وتنتهي إلى أكبر منشأه كما هو مستوعب في بلدان العالم المتطورة. جاء ذلك خلال لقاء "الاقتصادية" بهم على هامش فعاليات المعرض الدولي للأمن والسلامة IFSEC 2008 والذي يعد من أهم المعارض و الفعاليات العالمية في هذا المجال في مركز المعارض الوطني في مدينة برمنجهام البريطانية.
وأكد بيري بريستون مستشار المؤسسة الأمنية السعودية للخدمات الأمنية والبنكية في المملكة أن السوق السعودية تتمتع ببيئة استثمارية ممتازة في شتى المجالات ولاسيما في مجال الأمن والسلامة، مضيفا أن التنظيمات التي تقوم بها الحكومة لتنظيم هذا القطاع تخدم المرحلة الحالية وتجذب المستثمر الأجنبي.
وأشار بيري لـ "الاقتصادية" يجب أن يدرك المسؤولون في المملكة أن بيئة الاستثمار الجاذبة يجب أن توفر عوامل رئيسة وهي التأهيل المناسب للعمالة بمميزات وأجور مناسبة وأنظمة أكثر مرونة.
وأضاف أن المعضلة الوحيدة في الشرق الأوسط والمملكة تحديدا تتمثل في الممارسات من قبل العاملين في السوق وليس من الجوانب التنظيمية.
ودعا القائمين على الاستثمار في المملكة إلى النظر في مسألة الأيادي العاملة التي تفتقر إلى التدريب الكافي في المجالات المختلفة ومنها مجال الأمن والسلامة وتسهيل إجراءات جذب العمالة المؤهلة التي من شأنها دفع عجلة التنمية والاقتصاد. وأشار إلى أن الاقتصاد السعودي ينمو بشكل سريع جدا وهو الشيء الذي من شأنه جذب عدد أكبر من المستثمرين الأجانب إلى المملكة داعيا إلى عمل المزيد لجذب رؤوس الأموال الأجنبية من خلال توفير بيئة استثمارية متكاملة تجعل المستثمرين يفضلون الاستقرار في السوق السعودية عن غيرها في حال توافر كافة متطلباتهم.
وأكد محمد فاروق مسؤول الاستثمار والتجارة في الهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار في المملكة، أن بريطانيا بدأت تضع أقدامها في السوق السعودية بشكل جيد مشيرا إلى أن حصة الشركات البريطانية تتعدى نسبة 20 في المائة لتنافس الشركات الأمريكية التي تستحوذ على النسبة الأكبر في السوق وأيضا الشركات الآسيوية المختلفة التي تصل حصتها إلى ما يقارب 20 في المائة. وأضاف فاروق أن رجال الأعمال السعوديين لهم الفرصة في الالتقاء مع رجال الأعمال البريطانيين لبحث فرص الاستثمار المختلفة في قطاع الأمن والسلامة معبرا عن تفاؤله بأن تحظى هذه المشاورات بفتح آفاق جديدة في الاستثمار بين المملكة وبريطانيا.
ومن جانب آخر، أكد سمير محمد عبد الله عضو لجنة الأمن والسلامة في الغرفة التجارية الصناعية في جدة لـ "الاقتصادية" أن سوق الأمن والسلامة سوق كبيرة جدا ولاسيما في ظل ارتفاع الوعي بين القطاعات الصناعية والتجارية والأفراد، مشيرا إلى أن المملكة تطبق معايير سلامة عالية وقريبة جدا من المعايير الأمريكية.
ودعا إلى تطوير مفهوم الأمن والسلامة لدى الأفراد العاديين من خلال تنظيمات تساعد على حماية المقدرات والممتلكات على مستوى الفرد وتحثه على إيجاد وسائل أمن وسلامة متعددة في المنزل والتي تتعامل مع الحوادث المختلفة كالحريق مثلا.
ومن جهة أخرى، دعا محمد الحقباني المدير التنفيذي لشركة إبحار الهندسية الجهات الحكومية المختصة إلى مزيد من المرونة في إنهاء المعاملات المرتبطة بمشاريع الأمن والسلامة في المشاريع التجارية والتنموية الكبيرة والتي تشهد طفرة كبيرة حاليا وذلك من باب تسريع عجلة التنمية التي تعيشها المملكة حاليا، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة إيجاد تشريعات جديدة تتوافق مع المتغيرات ومشاريع البناء الحديثة من أجل توفير بيئة آمنة في البيت والمدرسة والسوق والمصنع تصل في مستواها إلى الأطر العالمية الحديثة.
يشار إلى أن هذه الفعاليات التي تنعقد على مدى أربعة أيام تعد من كبرى التظاهرات العالمية في مجال الأمن والسلامة، ويشارك فيها أكثر من 800 عارض ويتخللها عدد من المحاضرات والندوات التي تناقش الجديد في هذا المجال.
|