عرض مشاركة واحدة
قديم 20-05-2008, 03:37 AM   #19
bhkhalaf
الفريق الصحفي لتداول - عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 34,586

 
افتراضي

الغذاء أولاً، وأخرى مهمة جداً

الثلاثاء, 20 مايو 2008

أ. د. سالم بن أحمد سحاب

تناول أستاذنا محمد صلاح الدين عبر أكثر من مقال موضوع توفير الأمن الغذائي للمملكة (كان آخرها يوم 10 مايو) مشيداً بقرار مجلس الوزراء الذي يقضي بإنشاء شركة سعودية قابضة يشارك فيها القطاعان العام والخاص. وطالب أبو عمرو بضرورة إتاحة الفرصة لذوي الدخل المحدود للمساهمة بأكبر قدر ممكن في هذه الشركة في ظل التوقعات العالمية باستمرار ارتفاع أسعار الغذاء لعشر سنوات قادمة على الأقل، مما يعني جني مليارات الريالات إذا تمت إدارتها بطرق احترافية سليمة، وليس كما فعلت بعض شركاتنا الزراعية الوطنية المساهمة التي نامت (في العسل) وخاطرت بأموال المساهمين في استثمارات جانبية خاسرة.

وأعود إلى التضامن مع دول عربية شقيقة لتأمين الغذاء لبلادنا المترامية الأطراف الشحيحة الأمطار المتصحرة بدرجة عالية غير مطمئنة. قصة التضامن العربي بدأت منذ قرابة 40 عاماً، لكنها كانت أحلاماً تتبخر في دهاليز السياسة وتتلاشى في ردهات البيروقراطية حتى جاء اليوم الذي بدأ العالم العربي كله يدرك فيه أي خطر يتهدده، وأي عدو يتربص به، وهو الذي أفلت الزمام من يده وتركه في يد غيره.

اليوم هو بداية إدراك فعلي لأهمية تفعيل حقيقة التضامن العربي عبر آليات عمل واضحة وقرارات عليا صادقة لا عبر توصيات تطويها الملفات وتخفيها الرفوف والأدراج. نحن اليوم في حاجة للتكامل في كل ميدان، فقضية المصير المشترك لم تعد نكتة نتداولها أو حدوتة نتندر بها.

صحيح أن مقتضيات الواقع تفرض شعار «الغذاء أولاً»، لكن هناك أولويات أخرى كثيرة خاصة في ميادين الصناعة والتقنية والصحة والتعليم. نحن في أمس الحاجة مثلا إلى صناعة سلاح متطورة متضامنة تغنينا عما سوانا. أيعقل أن يظل العرب مجتمعين متخلفين عن إيران التي أوشكت على تصنيع سلاحها النووي أو باكستان التي دخلت النادي النووي منذ سنوات طوال!

العرب والمسلمون في حاجة إلى أبواب أمن متعددة: أمن الطاقة وأمن الغذاء، وأمن الدواء، وأمن التقنيات المتطورة، وأمن الأرض التي لا يوفرها إلا صناعة السلاح بأيدينا وفي مصانعنا وبعقول علمائنا وعبر مراكز أبحاثنا.

وداعاً لزمن الشعارات... وأهلا بزمن الممارسات عبر شركات ومؤسسات.
bhkhalaf غير متواجد حالياً