الإسكان والغذاء يقودان مسيرة التضخم .. والسياسات النقدية ستنجح في إحتوائه
الأربعاء, 7 مايو 2008
سالم الشريف - الرياض تصوير - حسن ابراهيم
أكد حمد السياري محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي ان الاقتصاد العالمي شهد فترة ذهبية من النمو القوي المستمر المصحوب بمستوى منخفض من التضخم لفترة طويلة نسبياً، تولدت خلالها قناعات بفعالية السياسات النقدية في احتواء التضخم حتى في ظل الزخم الاقتصادي القوي نسبياً. وأشار السياري الى ان متوسط التضخم انخفض في الدول النامية من 51 في المائة للفترة 1990-1999م إلى 6 في المائة للفترة 2002-2006م، بينما تراجع في الدول الصناعية من 3 إلى 2 في المائة خلال الفترتين نفسها.
واضاف: بالرغم من نجاح السياسات النقدية في كبح جماح التضخم ، إلا أن هناك عوامل أخرى مارست دوراً مهماً في قدرة تلك السياسات للسيطرة على التضخم من بينها :تزايد الإنتاجية نتيجة تطورات التقنية وتطبيقاتها في الدول النامية ، إضافة للإصلاحات الهيكلية التي تم تبنيها في معظم الدول ، بالاضافة الى دخول المزيد من عناصر الإنتاج البشري من أكبر تكتلين بشريين في العالم، الصين والهند.
وأوضح السياري ان إحصاءات بنك التسويات الدولية للربع الأول 2008م تشير إلى أن نمو عرض النقود في ثلثي الدول الأعضاء في البنك يزيد عن 15 في المائة، بينما يزيد في معظم بقية الأعضاء عن 10 في المائة بما فيها الدول الصناعية الرئيسية عدا اليابان ، وذلك قبل إجراءات ضخ السيولة الاستثنائية الأخيرة. وأفاد أن الطلب القوي يمثل العامل الأكبر في زيادة الضغوط التضخمية إلا أن هناك عوامل أخرى أدت إلى المزيد من الضغوط منها وصول الطاقة الإنتاجية لحدودها القصوى، وتراجع التحسن في مستوى الإنتاجية، وعدم إحراز تقدم في تحرير التجارة بالإضافة إلى تزايد الإجراءات الحمائية.
وقال السياري: زاد الأمر تعقيداً سياسات إنتاج الوقود من السلع الغذائية التي تبنتها بعض الدول الصناعية ، بينما يقدر الارتفاع السنوي في أسعار المواد الغذائية في أحد المصادر المتخصصة بـ 60 في المائة فإن الزيادة في أسعار بعض أنواع الحبوب تجاوزت 100 في المائة .. كما زادت أسعار السلع الأخرى بشكل ملحوظ وخاصة المعدات الصناعية ومواد البناء. و أدى ارتفاع أسعار الطاقة إلى زيادة تكاليف الشحن والإنتاج للعديد من البضائع.
وأشار محافظ مؤسسة النقد ان المملكة تواجه السياسات الاقتصادية وضعاً صعباً حيث تحتم الطموحات التنموية تعزيز مقومات الاقتصاد من خلال تبني سياسات مالية توسعية حتى وان كانت الظروف المحيطة قد تفرض وضعا مغايرا. وأوضح ان وجود عوامل قوية ومتضادة تضع صانعي السياسات الاقتصادية أمام خيارات صعبة، مشيرا الى ان التحديات والأهداف المتعارضة التي تواجه السياسات الاقتصادية، ومحدودية الإمكانات المتوفرة لصانعي السياسة على المستوى الدولي أصبحت واضحة لكل متابع، مبينا ان ما يثير القلق هو ان المصدرين اللذين يغذيان التضخم في المملكة (الاسكان والغذاء) لا يزالان نشطين.
|