[د. علي دقاق]

الأخ فيصل الحارثي

تحية طيبة مع الشكر على طرح هذا الموضوع المهم وأود أن أضيف هنا أن أول كتاب للاقتصادي الأنجليزي " جون مينارد كينز " كان قد استبعد دور سعر الفائدة كآلية أو محرك للنشاط الاقتصادي وشدد بداية على أهمية أن تسـاوي الصفر ولكن خطة اقحام الحكومة في النشـاط الاقتصادي والتي خطط لها بعد الانهيار الكبير عام 1929م والذي انتهت معه سيطرة اصحاب النظرية التقليدية فقد تم تكليفه بصياغة نظرية جديدة تؤكد على آلية الفائدة من جهة وعلى التمهيد لدور أكبر لتدخل الحكومات التي كانت مستبعدة عند التقليديين فكان كتابه الجديد " الدخل والفائدة والممالة الكاملة " عام 1936م والذي قامت عليه النظرية الكينزية وهذا له قصة امتدت إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية واثناءها حيث شهد توقيع اتفاقية برتن وودز عام 1944م ممثلا لبريطانيا كما يشهد بلير هذه الأيام على أسلحة الدمار الشامل ومع امريكا . والآن بدأت تنكشف للمتخصصين عدم فعالية آلية سعر الفائدة بالرغم من وصوله إلى أدنى مستوياته منذ ما يزيد على 60 عام وليس 40عام كما يذاع .
هناك عودة للمعقول اسـتدعتها الفطرة والمنطقية حتى من غير المسلمين نحو المصرفية الاسلامية نشاهدها الآن وقد لمستها شخصيا اثناء احد محاضراتي في جامعة واشنطن الحكومية بولاية واشنطن وجامعة الجنوب المنهجية بدالاس ـ تكساس حيث تلقيت عرض لتدريس الاقتصاد الاسلامي في الأخيرة . واضيف أن الدكتور محمد القري قد حاضر وبطلب من جامعة هارفرد في هذا الموضوع مرارا وإلى صيف عام 2001م وقبل احداث سبتمبر 2001 م وهو معروف كأستاذ للاقتصاد الاسلامي في المملكة وضمن لجنة الفتوى الشرعية و في البنك الأهلي خصوصا .
يبقى أن أضم صوتي لصوتك في شكر دولة الكويت لجديتها في دعم هذا التوجه فقد قمت مؤخرا بتقييم مشروع بحث عن فعالية المصرفية الاسلامية للانفتاح الرأسمالي العالمي . وللملاحظة المهمة أن البحث كان مدعوما من مؤسسة الكويت للبحث والتقدم العلمي وهي تشـبه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا في المملكة .

أعتذر على الاطالة لكن الموضوع يشعرك بواجب لا يتم الواجب إلا به .

مع تحياتي