عرض مشاركة واحدة
قديم 29-01-2008, 03:18 PM   #26
ألباحث
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 1,542

 
افتراضي

"زين السعودية" تحتاج 28 ملياراً للتشغيل وتحقيق عوائد مجدية


مروان الأحمدي
الرياض: عدنان جابر

أوضح الرئيس التنفيذي لشركة زين السعودية الدكتور مروان الأحمدي، أن شبكة الشركة التي يجري إنشاؤها وفق الجدول المعتمد ستغطي 53% من سكان المملكة في اليوم الأول من التشغيل، مشيرا إلى أن خدمات الشركة ستتوفر عبر 25 ألف منفذ بيع عند بدء أعمال الشركة التشغيلية المقرر قبل نهاية النصف الأول من العام الجاري.
وأكد الأحمدي في حوار مع "الوطن" أن الرخصة الثالثة لشبكة المحمول في السعودية تستحق ما دفع فيها، مبينا أن الشركة سددت 80% من قيمة الرخصة البالغة 22.9 مليار ريال، على أن يتم تسديد المتبقي بعد الاكتتاب. وقال إن الشركة تحتاج إلى 28 مليار ريال لتشغيل الشركة، وتحقيق عوائد مجدية، فيما تبلغ ديون الشركة الحالية 9.4 مليارات ريال عبر قرض مرابحة إسلامي تم استخدامه لدفع جزء من القيمة الرخصة، وفيما يلي نص الحوار:
* ما الذي تم إنجازه حتى الآن للبنية التحتية لشركة زين السعودية؟
ـ أكبر عنصر في البنية التحتية هو الشبكة، ومحتويات الشبكة منها ما هو ملموس وغير ملموس، وخطط إنشاء الشبكة تسير وفق الجدول المعتمد لها دون تأخير، ولكن بناء الشبكة شيء، والتأكد من أداء وجودة الشبكة في توفير الخدمة للعملاء شيء آخر، وهذه مهمة أساسية، ولا بد دوما من إجراء مجموعة الاختبارات للتأكد أن الشبكة توفر الخدمة بأعلى مستوى من الجودة.
وإطلاق الخدمة يعتمد اعتمادا كبيرا جدا على إنشاء الشبكة والتأكد من معايير الجودة، سواء المتعلقة بالشبكة، أو تلك المتعلقة بخدمات العملاء، وبيع الخدمات، ونحن قادمون للسوق السعودية بمعايير جودة عالمية لن نتنازل عنها.
نحن أعلنا أننا سنطلق الخدمة في النصف الأول من العام الجاري، وحتى الآن ليس هناك أي مستجدات يمكن أن تغير هذا الموعد، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ذلك سيكون مشروطا، بالتأكد، من معايير الجودة التي نرتضيها لهذه السوق، ولن نكون تحت ضغط الوقت، أو نطلق الخدمة لمجرد أننا نريد إطلاق الخدمة.
* عندما تتحدث عن بناء الشبكة بشقها الملموس، هل تقصدون أبراج الاتصالات؟
ـ نعم، سواء تلك المقامة على الأرض، أو فوق أسطح المباني. سيكون لدينا أبراج في 34 مدينة عند إطلاق الخدمة، وحوالي أربعة آلاف كيلومتر من الطرق السريعة، والباقي سيكون بالاعتماد على التجوال المحلي مع أحد المشغلين.
* ذكرت في وقت سابق أن شبكة زين ستغطي 95% من سكان المملكة مع بدء التشغيل، فهل هذا يعني أن الـ 5% المتبقية سيتم تغطيتها من قبل التجوال المحلي؟
ـ دعني أوضح لك الأمر، فمن هذه النسبة ـ أي من 95% ـ هناك 53% سيتم توفيرها من قبل شبكتنا في اليوم الأول من بدء التشغيل، والباقي سيكون عبر شبكة التجوال المحلي، وهذا الجزء الذي سيتم توفيره عبر شبكة التجوال المحلي لأحد المشغلين سيتضاءل مع مرور الوقت حتى يصبح نطاق التغطية من شبكتنا 95% خلال فترة قصيرة.
* كم نفذتم من الشبكة المستهدفة في اليوم الأول؟
ـ لا أريد الحديث عن نسب، لأن التنفيذ يعتمد على جوانب عديدة تتعلق مثلا بالحصول على مواقع، أو تركيب الأبراج، أو ربط الأبراج، أو اختبار الأبراج، أو تركيب الشبكة الرئيسية.
وهذه جميعها إنجازات متعددة المراحل من التقدم، ولكن أستطيع أن أطمئنك بأن الجزء الأكبر من الشبكة المستهدفة تم إنشاؤه ولا نرى عائقا في إنجاز المتبقي، وإطلاق الخدمة في موعدها، كما لا نرى أي عائق يحول دون ذلك، مع مراعاة المحافظة على معايير الجودة.
* أمامنا خمسة أشهر حتى نهاية النصف الأول من العام الحالي، وهي فترة طويلة، فقد ذكرت أن إطلاق الخدمة سيكون خلال النصف الأول، ألم تتضح الصورة لديكم متى سيكون الموعد التقريبي لإطلاق الخدمة؟
ـ هي عملية تراكمية، ومرتبطة بالجودة. ونحن وضعنا معايير جودة معينة، وتحقيق معايير الجودة بالنسبة لنا هي إما أن نكون أو لا نكون ولا حل وسط بين ذلك.
* أنت تتحدث عن معايير الجودة كثيرا، فهل هذه الجودة مسألة صعبة جدا في صناعة الاتصالات؟
ـ ليست صعبة، ولكنها لا تأتي جزافا، وهي تعتمد على طبيعة المعايير التي تضعها كل شركة، وترتبط هذه المعايير بمسألة عدد المكالمات التي لا تكتمل مثلا، وعدد المحاولات التي يقوم بها المستخدم لإتمام المكالمة.
كل مشغل يلتزم بحد أدنى من هذه المعايير طبقا للاشتراطات التي تُلزمه بها هيئة الاتصالات، أو الجهات المنظمة لقطاع الاتصالات، ولكن قد يضع المشغل لنفسه حداً أكبر من ذلك، وهذا ما تلزم "زين" نفسها به.
* هل يمكن أن نعرف الحد الأدنى لهذه المعايير، والحد الأقصى الذي وضعتموه لأنفسكم كمشغل؟
ـ نحن لا نتحدث عن أرقام محددة، لأنه ليس الوقت المناسب للإفصاح عن هذه التفاصيل، ولكن ما أستطيع قوله، إن لدينا معايير نعمل فيها على مستوى المجموعة ككل، بحيث إن كل مشغل من المشغلين الذين يتبعون مجموعة "زين" في الدول التي يعملون فيها، يلتزم بهذه المعايير، وهي معايير عالمية في مصاف ما يقدم في أفضل ما هو موجود في العالم. ونحن ملتزمون بهذه المعايير، وليست اختيارية.
* هل لنا أن نعرف ما هذه المعايير، وبماذا تتعلق؟
ـ هناك معايير هندسية تتعلق بإنشاء المكالمة، واستمرارية المكالمة، وجودة الصوت ونقائه، وهناك معايير ترتبط بخدمات العملاء مثل مكان خدمة العميل، والوقت الذي ينفق في خدمة العميل، ومعدل الاستجابة لحل المشاكل التي يواجهها العملاء، وكل هذه معايير مرتبطة بالعميل نفسه.
* أود هنا أن أسألك عن معايير التسويق: الملاحظ أن العديد من شركات الاتصالات تسوق خدماتها عشوائيا، إذ أصبح ممكنا أن تشتري شريحة المحمول من ورشة إصلاح ساعات مثلا، أو منافذ ليست ذات علاقة، ودون تسجيل هوية المستخدم، كيف ستكون الطريقة المتبعة لديكم، هل ستكون هناك معايير واضحة لضبط هوية المستخدمين؟
* ضبط هذه الأمور لا يعتمد فقط على منافذ وقنوات البيع المستخدمة، هذا من جانب، والجانب الآخر يعتمد على نوعية التقنية المستخدمة. إذا وفرت التقنية للمنفذ الذي يبيع خدماتك، بحيث يتمكن خلال وقت قصير من تسجيل بيانات العميل خلال فترة قصيرة، فإن تلك المشكلة يمكن حلها بسهولة. الخطورة هي في عدم ضبط هذه القنوات، بحيث يتم توزيعها بطريقة تفقد معها الشركة التحكم، ودون أن تتوفر تقنية تسجيل الاسم والهوية، وهنا تبرز مشكلة انتشار بيع البطاقات في مواقع مثل ما ذكرت، وربما يتم بيعها عبر عدة أطراف، ولكن المهم هنا تهيئة الموزعين في المنافذ المعتمدة.
* هل أبرمتم عقودا مع موزعين لخدماتكم في السوق السعودية؟
ـ نعم.
* كم عددهم؟
ـ لا أستطيع ذكر عددهم، فالسوق تنافسي، والمنافسة فيه ليست سهلة، ونحن أبرمنا عقودا مع جهات عديدة، وهم في مرحلة تشييد مواقعهم، وهناك موزعون في طور التفاوض معهم.
* وفقا لاستراتيجيتكم، هل لنا أن نعرف عدد المنافذ التي ستوفر خدمات "زين السعودية" مع بدء إطلاق الخدمة؟
ـ ستكون متوفرة بشكل مباشر وغير مباشر عبر 25 ألف منفذ.
* بعض الشركات العالمية توفر دعما للشباب لافتتاح مراكز تسويق لخدماتها، هل لديكم هذا التوجه؟
ـ نحن أبرمنا اتفاقيات في هذا الاتجاه، ومنها اتفاقية أبرمناها مع برنامج باب رزق جميل التابع لمجموعة عبد اللطيف جميل، لتوفير وظائف، وإطلاق مبادرات توفر مشاريع للشباب والشابات في المملكة بحيث يمكن لهم إنشاء منشآت صغيرة لبيع خدمات الاتصالات.
* هل ستقوم "زين" وفقا لهذه المبادرة بتمويل أعمال هؤلاء الشباب؟
ـ نعمل حاليا على تشكيل هذه المبادرة، ونحن التزمنا بهذه المبادرة قبل الحصول على الرخصة. ولدينا في الشركة شخص مسؤول عن برامج المسؤولية الاجتماعية، وهو مسؤول عن وضع استراتيجية للشركة ليكون لها إسهامات في المشاريع التي تدعم أولويات البلاد، ومنها توفير وظائف للشباب، وهذا لا يعني التوظيف المباشر في الشركة فحسب، بل مساعدتهم على إنشاء مشاريع، وهذه المبادرات نتوقع أن تؤدي لتوفير 2000 وظيفة مباشرة، وغير مباشرة.
* سبق أن ذكرتم بأن الشركة ستوفر أيضا ألف وظيفة داخلية..
ـ نعم عدد الموظفين الذين سيعملون داخل الشركة نفسها سيتجاوز ألف موظف، ولكن هناك وظائف غير مباشرة ستوفرها الشركة بالآلاف. ونحن أجرينا بحثا حول قطاع الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط، أثبت أن كل وظيفة يتم استحداثها في قطاع الاتصالات يقابلها 8 وظائف أخرى غير مباشرة، وبذلك فإن الوظائف المباشرة وغير المباشرة التي يمكن أن تستحدثها "زين السعودية" قد تصل إلى 8 آلاف وظيفة على وجه التقريب.
* أنتم دفعتم أعلى قيمة لرخصة شبكة محمول في المنطقة، وربما في العالم بلغت قيمتها 6.1 مليارات دولار، فهل أنتم مقتنعون أن الرخصة تستحق الرقم الذي تقدمتم به؟
ـ عندما تقدم ثمنا لشراء شيء ما، فأنت تنظر للعائد المتوقع تحقيقه، هذا من جانب. ومن جانب آخر، فإن قيمة الرخصة ترتبط دوما بعدة عناصر مهمة تشمل دخل الفرد، وانتشار الاتصالات، وعدد السكان، وعندما تُجري مقارنة بين ما دفعناه في الرخصة الثالثة للهاتف المتنقل في المملكة، وبين ما دفع في الفترة الأخيرة لشراء رخصة ثالثة للهاتف المتنقل في دول مجاورة، وتمت المقارنة للعناصر المتعلقة بدخل الفرد، ونسبة الاختراق، وعدد السكان، ستكتشف أن الرخصة الثالثة في السعودية تستحق ما دفع فيها.
وهذا تحليل أُجري من قبل بيوت خبرة على دول أخرى، وتم من خلالها إجراء عمليات مقارنة بناء على هذه المعايير، ولذلك نشعر بأننا حصلنا على الرخصة الثالثة بسعر عادل، والقيمة التي سنجنيها من هذه الرخصة ستكون جيدة.
* هل يمكن أن نعرف نسبة العائد المتوقع من الرخصة؟
ـ أنت تعرف أن "زين السعودية" هي شركة مساهمة وجميع أرقامها سيتم الإعلان عنها، وأنا لا أفضل الحديث عن هذه الأرقام إلى حين البدء الفعلي لأعمال الشركة.
* ولكن مثل هذه البيانات يفترض إدراجها ضمن نشرة الاكتتاب التي ستصدرها الشركة، متى ستعلنون عن نشرة الاكتتاب.
ـ في نهاية الشهر.
* هل سددتم قيمة الرخصة للحكومة السعودية؟
ـ تم تسديد 80% من قيمة الرخصة حتى الآن.
* ومتى ستكملون تسديد النسبة المتبقية؟
ـ بعد انتهاء الاكتتاب.
* أنتم أبرمتم عقودا فنية وعقودا للإنشاءات، هل يمكن أن نعرف كم تبلغ أصول الشركة؟
ـ صناعة الاتصالات لا تقاس بالأصول المادية، ولكن دعني أوضح لك شيئا مهما، وهو أن رأس مال الشركة 14 مليار ريال، وسيتم استخدامها مع 14 مليارا أخرى ليصبح الإجمالي 28 مليار ريال، وهذا المبلغ كاف لتشغيل الشركة، ولتحقيق عوائد مجدية للمستثمرين، ولكن أؤكد لك أن أهم الأصول الموجودة لدى الشركة هي في الموارد البشرية، والخبرات الإدارية المتوفرة فيها. كما أن شركات قطاع الاتصالات تتسم بالنمو السريع الذي تظهر نتائجه في وقت قصير بعد بدء التشغيل بعكس القطاعات الأخرى، كالصناعات الثقيلة التي تحتاج إلى وقت طويل حتى يدرك مراقبو السوق قيمتها الفعلية، وبعد أن تكتسب الشركة الخبرة اللازمة داخل السوق الذي تعمل فيه، حينها يمكن أن يكون لها قيمة أكبر بكثير من قيمة الأصول المادية، وأؤكد مرة أخرى أن قيمة الشركة هي في العقول التي تعمل فيها، والإبداعات التي يمكن أن تحققها، والمنتجات التي يمكن أن تستحدثها في القطاع، وليست في الأبراج والمباني.
* أنت تحدثت عن 28 مليار ريال من بينها 14 مليار ريال يشكل رأسمال الشركة، فهل تم إبرام قروض لتوفير المبلغ المتبقي؟
ـ نحن لدينا حتى الآن قرض مرابحة إسلامي قيمته 9.4 مليارات ريال ( 2.5 مليار دولار) لدفع جزء من الرخصة.
* وهل تحتاجون قروضا أخرى؟
ـ احتياجاتنا التمويلية مرتبطة بالاحتياجات التشغيلية، ومتى ما شعرنا بحاجتنا للاقتراض سنقترض.
* سبق أن ذكرتم بأنكم ستستقطبون مليوني مستخدم مع بدء التشغيل، متى تتوقعون تحقيق ذلك؟
ـ نتوقع تحقيق هذا الرقم خلال العام الأول من بدء التشغيل.
* ما الذي يمكن أن يدفع مليوني مستخدم لاستخدام شبكة اتصالات متنقلة جديدة، ما هي الإغراءات التي ستقدمونها لهؤلاء؟
ـ نحن نعيش في سوق تنافسي، ونفس السؤال أطرحه.. ما الذي يجبر عميل على البقاء مع شركة ما، إذا استطاع أن يحصل على خدمة أفضل وذات قيمة أعلى من شركة أخرى. نحن نعيش حاليا في واحة المستهلك، والخيارات مفتوحة.
* أنت ذكرت في مؤتمر صحفي سابق، أن الطاقة الاستيعابية لشبكة "زين السعودية" تصل إلى ثمانية ملايين مستخدم، هل تقصد أن الشركة لن تستطيع استقطاب أكثر من 8 ملايين مستخدم فاعل، أم ماذا؟
ـ لا ليس هذا ما أقصده.. الشبكة عبارة عن كيان تقني قابل للتوسعة، وعندما نقول إننا نبني شبكة تتسع لـثمانية ملايين مستخدم، فهذا لا يعني أننا لا نستطيع زيادتها إلى 10 ملايين أو 12 مليونا أو 14 مليون مستخدم، ولكن دراستنا للسوق واقعية في الوقت الحاضر.
وتصميم الشبكة لثمانية ملايين مستخدم لا يعني أن هذا العدد سيستخدم الشبكة في نفس الوقت، ولكن الشبكات تصمم لتحافظ حتى في ذروة الاستخدام على معايير الجودة المرتفعة.
* دعني أستوضح منك أمرا مهما.. بعض مستخدمي الهاتف المتنقل في المملكة يعانون من اختناقات في الشبكة عند إرسال الرسائل القصيرة في مناسبات الأعياد، وغيرها، فهل نستطيع أن نقول بأن معايير شبكة "زين" التي تتحدث عنها ستتلافى تعرض مستخدميها لمثل هذه المشاكل؟
ـ بمجرد دخول "زين السعودية" للسوق، فإن الشبكة الإجمالية الموجودة في البلاد سترتفع سعتها الإجمالية بواقع ثمانية ملايين مستخدم إضافي، وهذا يعني أن الطاقة الإجمالية لشبكات الهاتف المتنقل في البلاد زادت.
* دعني أنتقل للحديث عن جانب آخر.. أنتم تدخلون السوق، وعليكم أعباء كبيرة كمشغل جديد، وسط منافسين أقوياء، ومن الطبيعي أن يتخذ هؤلاء المنافسون ردود فعل تنافسية قد تؤدي إلى طرح أسعار تنافسية لن تكون مجدية لكم، فهل حصلتم على أية ضمانات من هيئة الاتصالات بخصوص هذا الأمر؟
ـ لم نتحدث عن هذا الموضوع، ولكن أستطيع القول إن هيئة الاتصالات في السعودية، من الهيئات التنظيمية التي تتمتع باحترافية عالية، وسبق أن تعاملنا مع هيئات تنظيمية في العديد من الدول، ولكن الحرفية التي لمسناها من هيئة الاتصالات السعودية، ومقدرتها على تنظيم المنافسة لتكون عادلة تبعث في نفوسنا الاطمئنان على أن أي محاولة غير صحية تجاريا لتغيير الأسعار لن يكون تمريرها سهلا.
* ولكن لا بد أن يكون هناك قاع سعري يمكن أن يكون ملائما لشركة اتصالات جديدة في بلد ما، فهل هناك قاع سعري سيكون من غير المجدي بيع الخدمات تحت هذا القاع السعري؟
ـ هناك أشياء منظمة في الأساس، مثل أسعار الربط البيني بين شركات الاتصالات التي تعتبر منظمة من قبل هيئة الاتصالات، وهذا متعارف عليه بين دول العالم، ولكن لو كنت تعمل في دولة تفتقر إلى هيئة اتصالات، فإن الوضع خطير، ويصبح الأمر متروكا لقوى السوق، وقد يؤدي للإضرار بالصناعة، ولذا لن تزدهر الصناعة. ولكن مع وجود هيئة الاتصالات، وأجهزة تنظيمية، فأنا أعتقد أن حصول أمر من هذا القبيل مستبعد.
* أنتم أكبر مشغل في المنطقة ولديكم تواجد في أفريقيا، فكيف يمكن أن تستفيدوا من هذا الانتشار عند الدخول للسوق السعودية؟ وهل يمكن تطبيق التجربة التي قمتم بها في 12 دولة أفريقية فيما يتعلق بالتجوال بين مجموعة من الدول الأفريقية دون تعرفة تجوال دولي؟
ـ الذي تم في أفريقيا هو تمكين المستخدم عند الانتقال من دولة أفريقية إلى أخرى ضمن مجموعة الدول الأفريقية، استخدام الهاتف المتنقل وكأنه ضمن الشبكة، وقد يكون هنالك تعرفة إضافية ولكنها منخفضة بالمقارنة مع تعرفات التجوال الدولي التي يعاني منها كثير من المستخدمين.
* وهل تدرسون تطبيق التجربة في الدول العربية التي تعملون فيها؟
ـ نعم، ولكن إتمام مثل هذا المشروع كان يتطلب وجود الشركة داخل المملكة، وكان لا بد أن يبدأ في مكان ما، ونحن بدأناه من أفريقيا بسبب تواجدنا فيها، وكثافة حركة التنقل بين الحدود في الدول الأفريقية.
* ما القيمة التي يمكن أن يجنيها مستخدم شبكة زين في السعودية عند الاتصال بمستخدم شبكتكم في الدول الأخرى التي تتواجدون فيها، فهل يمكن إجراء مثل هذه الاتصالات بأسعار تفضيلية؟
ـ إذ تم الربط الذي يسمح بإنشاء شبكة الربط الواحدة بين تلك الدول، سيكون هنالك ميزة تفضيلية لعملاء هذه الدول الذين يستخدمون شبكة "زين".
* دعنا نتحدث عن قطاع الاتصالات بشكل عام، فهذا القطاع يُنظر إليه باعتباره وقود الاقتصاد الحديث، فهل تعتقدون أنه سيحافظ على نفس مستوى ازدهاره وقوته في المستقبل، خاصة وأن مراكز الثراء في العالم بدأت تتبدل لصالح شركات الاتصالات ومالكيها؟
ـ بشكل عام هنالك منحنى يرتفع إلى الأعلى ولا ينخفض أبدا، والعكس صحيح، فهنالك منحنى ينخفض ولا يرتفع، والذي يرتفع إلى الأعلى هو تزايد التنافسية في العالم مع إزالة الحدود، والتواصل بين الشعوب. ومع فتح الحدود عند الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، ستُفتح أسواقك وتُغزى من الخارج، وستتاح الفرصة لغزو الأسواق الأخرى، وبالتالي لن تكون المنشآت الصناعية والتجارية في مأمن من المنافسة الشرسة التي ستجبرها إما للتحول إلى قطاعات ذات كفاءة عالية أو الاندثار، وهذه التنافسية تعتمد على الإنتاجية، وهذه الإنتاجية في جميع أنحاء العالم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بقطاع الاتصالات، وكلما زاد اختراق الاتصالات زاد استخدامها وهذا يؤدي إلى زيادة الإنتاجية. أما المنحنى الذي ينخفض بشكل مستمر فهو تكلفة الاتصالات الصوتية ومع جمع هذين المنحنيين سترى أن القطاعات التجارية والصناعية التي تستفيد من هذا التوجه سترفع من كفاءتها الاقتصادية.
* هل هناك معادلة واضحة لذلك؟
ـ هناك دراسة أجريت في أوروبا على 21 دولة راقبوا خلالها الاستثمار في الاتصالات بتلك الدول على مدى 20 عاما، وجدوا أن ثلث النمو الاقتصادي خلال الـ 20 سنة يُعزى إلى الاستثمار في الاتصالات.
* وهل هذا يعني في المقابل أن دخول "زين" للسعودية سيعزز من النمو الاقتصادي في المملكة؟
ـ نعم، سيعزز من نواح عديدة منها المساهمة بخطوة إضافية في تحرير السوق، ورفع الجودة والقيمة المضافة، وجلب خبرة عالمية تتمثل في دخول رابع أكبر مشغل في العالم من حيث الانتشار الجغرافي، وهي بذلك ستكون خطوة إيجابية في مردودها على الاقتصاد ككل.
ألباحث غير متواجد حالياً