عرض مشاركة واحدة
قديم 13-01-2008, 08:47 AM   #18
ألباحث
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 1,542

 
افتراضي

% زيادة في أسعار رؤوس الناقلات الأوروبية بسبب الدولار والنفط
- عبد العزيز الفكي من الدمام - 05/01/1429هـ
كشف مستثمرون سعوديون في مجال استيراد رؤوس الناقلات والشاحنات أن هناك زيادة ملحوظة طرأت على أسعار رؤوس الناقلات والشاحنات التي يتم استيرادها من الدول الأوروبية تصل إلى 40 في المائة.
وأرجع عبد الرحمن العطيشان مستثمر سعودي في مجال النقل أن الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها العملات الأوروبية مقابل الدولار الأمريكي خلال الفترة الماضية شكلت سببا رئيسا في زيادة أسعار شاحنات النقل الأوروبية, خاصة بعد أن خسر الدولار الأمريكي ما يقارب 20 في المائة من قيمته أمام العملات الأوروبية, إضافة إلى ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية الذي جاوز 96 دولارا للبرميل يعد هو الآخر سببا إضافياً لهذه الزيادة. إلى جانب ارتفاع الطلب على رؤوس هذه الشاحنات والناقلات عالميا, ومحليا بعد أن أصبحت تشكل ركيزة أساسية في عملية البناء والتنمية التي تشهدها السعودية في الوقت الراهن, وأشار إلى أن هذه التنمية أسهمت بشكل كبير في زيادة الطلب من قبل شركات النقل في السعودية على رؤوس الناقلات والشاحنات بنسبة 10 في المائة، مما كان له الأثر الكبير في زيادة أسعار هذه الشاحنات، خاصة مع ظهور شركات نقل جديدة تم تأسيسها متزامنة مع إعلان الحكومة السعودية قيام عدد من المشاريع التنموية الكبيرة والمدن الاقتصادية, وما تم رصده من مبالغ مالية تقدر بنحو 16.4 مليار ريال لإقامة مشاريع جديدة وإضافات للمشاريع المعتمدة سابقا للطرق والموانئ والخطوط الحديدية والمطارات. وقال العطيشان إن أغلب رؤوس الناقلات والشاحنات التي يتم استيرادها من الدول الأوروبية قد ارتفعت قيمتها إلى 40 في المائة.
من جهته, أوضح عماد العمير مدير عام شركة العمير للشاحنات أن هناك أسبابا أخرى أسهمت إلى جانب تصاعد أسعار النفط وضعف الدولار أمام العملات الأوروبية لعل من أبرزها تكاليف غير مرئية يتحملها المستثمر في هذا المجال تتمثل في ارتفاع تكاليف أجور الشحن عبر النقل البحري حيث وصل سعر شحن الناقلة إلى أكثر من 2450 دولارا بعد أن كان سعرها إلى وقت قريب نحو 1850 دولارا مرجعا ذلك لارتفاع أسعار النفط التي أثرت بدورها في حركة سفن الشحن البحرية. إضافة إلى أن رسوم الجمارك تتغير بين الحين والآخر وذلك لارتباطها بعملات اليورو اليومية.
وبين العمير أن أغلب الشركات الأوروبية المصنعة لرؤوس الشاحنات والناقلات لم تقدم حتى الآن أي عروض تصفية شاملة على منتجاتها بنهاية هذا العام, كما كان متعارفا عليه في السنوات الماضية, ويرجع ذلك إلى عدم وجود فائض أصلا في منتجات هذه الشركات والمصانع, نتيجة الضغط الكبير الذي تواجهة في توفير احتياجات عملائها هذا العام.
وأرجع ناصر السبيعي مستثمر آخر في المجال ذاته ارتفاع أسعار هذه الرؤوس إلى جانب انخفاض قيمة الدولار أمام العملات وتصاعد أسعار النفط إلى بدء تنفيذ عدد من الأعمال الإنشائية في عدد من المشاريع التنموية التابعة لـ "أرامكو السعودية"، و"سابك"، إضافة إلى مشروع "الجبيل 2" الذي وصلت نسبة الأعمال فيه إلى 40 في المائة ومشروع "الجبيل 3", وبلغت نسبة الأعمال في البنية التحتية والمتمثلة في المجاري, الصرف الصحي، مد خطوط الكهرباء والاتصالات, وتبقت مرحلة الإنشاءات التي تحتاج إلى ناقلات وشاحنات كبيرة تسهم في تنفيذ هذه المرحلة التي تحتاج إلى نقل كميات ضخمة من مواد الإنشاء كالأسمنت, الحديد, والمعدات.
ويشير السبيعي إلى سبب رئيس في ارتفاع أسعار رؤوس الشاحنات والناقلات يتمثل في الضغط الكبير الذي تواجه الشركات الأوروبية المصنعة لهذه الرؤوس, حيث إن أغلب هذه الشركات لديها عقود مع مستثمرين عالميين تمتد لأكثر من عامين, حتى يتمكنوا من تسلم حصتهم من هذه الرؤوس خلال عام 2010.
ويؤكد المستثمرون السعوديون أن قطاع النقل يعاني حالياً عجزاً واضحاً في رؤوس هذه الناقلات الكبيرة ما قد يؤدي إلى بطء تنفيذ المشاريع التنموية التي تم اعتمادها خلال عام 2008 سواء من قبل القطاع العام أو الخاص, مشيرين إلى أهمية الإسراع في سد هذا العجز, خاصة أن هناك نحو 120 ألف شاحنة نقل تعمل الآن في السوق, وأن السعودية بحاجة إلى أكثر من عشرة آلاف رأس شاحنة جديد خلال عام 2008 لتغطية هذه العجز للإسهام في تنفيذ المشاريع التنموية. داعين إلى أهمية الإسراع في مد خطوط السكك الحديدية بين عدد من المدن الرئيسية كمخرج أساسي للتقليل من الاعتماد على شركات النقل الكبيرة بالتالي تقل الحاجة إلى استيراد رؤوس شاحنات جديدة للسوق خلال السنوات المقبلة, ولا سيما أن الاعتماد على النقل عن طريق الشاحنات يحتاج إلى إمكانيات هائلة من الكوادر البشرية (سائقين), إلى الصيانة المستمرة لهذه الشاحنات, وضعف البنية التحتية للطرق المعبدة, ما يقلل من حجم المصروفات التي تنفق على عملية النقل بالشاحنات لأكثر من 60 في المائة في حال تم إنشاء ومد خطوط حديدية مرادفة للخطوط الموجودة حاليا خاصة بين الدمام والرياض, والقصيم, إلى جانب إنشاء خطوط حديدية ما بين المدينة المنورة ومكة المكرمة.
ألباحث غير متواجد حالياً