عرض مشاركة واحدة
قديم 19-12-2005, 03:28 PM   #20
aataych
متداول فعّال
 
تاريخ التسجيل: May 2004
المشاركات: 134

 
افتراضي كتاب الامير كتاب العصر

كتاب الامير لمكيافللي
كتاب العصر الذي لازم كل رجال الحكم
عبد الرحمن تيشوري
باحث في موقع الحوار المتمدن
دارس في المعهد الوطني للإدارة العامة
خمسة قرون تمضي وما يزال الامير كتاب العصر انه كتاب السياسة لكل العصور اذ لم يحط كتاب في السياسة بشهرته ولم يذع اسم مؤلف كما ذاع اسم ميكيافللي
· ومن المسلم به آن ما من وسيلة لمعرفة افكار مفكر اجدى من الرجوع آلي نصوص كتاباته ولكن مجرد التعرف على حقيقة افكار ميكيافللي رغم شهرتها في تاريخ علم السياسة ليس كافيا للقارئ العربي في مطلع الالفية الثالثة
· لقد كان هذا الكتاب رفيقا للقادة العظام والبعض كان يحمله في جيبه والبعض كان يضعه تحت وسادة نومه ولعل هناك اسباب مهمة دفعت القادة لفعل ذلك لنرى ونعرف السبب عبر مراجعة لاهم ماورد في هذا الكتابوسابدا بهذه العبارة : ((( هلك الانبياء العزل وانتصر جميع الانبياء غير العزل لان طبيعة البشر متقلبة ومن السهل آن نستميلهم آلي امر من الأمور ولكن من الصعب آن نبقي على ايمانهم هذا ))))
· آن هذا الكتاب هام جدا لاغنى عنه لكل من يدرس السياسة آو يزاولها كمهنة آو يتتبع احداثها كهواية آو يعالجها كموضوع آو يرقبها كاحد النظارة على مسرح العالم السياسي
· فكتاب الامير كان ولا يزال المعلم الاول لرجال السياسة في العالم يستوحون قواعده ويطبقون نصائحه وارشاداته ويعملون بتوجيهاته وتعاليمه ولاتزال قواعد والاعيب ميكيا فللي هي المنارة التي يهتدي بهديها معظم الحكام حتىفي هذا العصر الذي نعيش فيه لا سيما السياسة الامريكية التي يتبعها بوش القائمة على مبدا كل شيء مباح مادامت هناك القوة اللازمة على تحقيقه
· ومن وجهة نظري يجب على كل حاكم دراسة ميكيافللي دراسة عميقة علميةلا لتطبيق قواعده التي تتناقض مع المثاليات التي يؤمن بها الحاكم والتي تحببه آلي شعبه وانما على الاقل ليعرف هذه القواعد ويتجنب اثارها اذا ما اقبل الخصم على تطبيقها والسير على اسسها
· آن ما يجري اليوم في العالم من تحدي للمنظمة الدولية واستخدام القوة من قبل امريكا واسرائيل ومن نهب لثروات العالم النامي والفقير تحت عنوان الغاية تبرر الوسيلة يشير اشارة واضحة آلي آن هذا الكتاب رغم مرور نحو خمسمائة عام على وضعه ما زال الموجه الملهم للكثيرين من رجال السياسة ومنفذيها في مختلف انحاء العالم وقد حاولت آن اقدم فكرة عامة للقراء وابناء بلدي عن هذا الكتاب الهام فعسى آن اكون قد وفقت في اداء هذه المهمة
· لقد درس كتاب ميكيافللي الملوك والوزراء لا سيما فريدريك ملك بروسيا وبسمارك وكليمنصو وقد اتسعت هذه الحلقة في القرن العشرين فقد اختاره موسوليني في ايام تلمذته موضوعا لاطروحته التي قدمها للدكتوراه وكان هتلر يضع هذا الكتاب على مقربة من سريره فيقرأ فيه كل ليلة قبل آن ينام كما درسه لينين وستالين ايضا لذا يعد ميكيافللي مؤسس علم السياسة الحديث
· ولد ميكيافللي في فلورنسة عام 1469 من اسرة توسكانية عريقة وشب في عهد الامير مديشيوتم نفيه من مدينته
· لا يضم كتاب الامير جميع اراء ميكافللي السياسية اذ اقتصر على بحث اكثر مشاكل ايطاليا حدة كما بحث مشاكل اسبانيا وفرنسا ثم قدم نظريته وافكاره في السياسة حتى غدا كتابه هذا مرجعا لكل طامحا في السياسة كما غدا كتابا مقروءا يدرسه المثاليون والمغامرون السياسيون على حد سواء ولعل من سوء حظ سمعة ميكافللي ان هذا الكتاب بالذات قد طغى على جميع مؤلفاته واضحى المؤلف الوحيد الذي تستند أليه سمعته ولقد ظهرت الميكيافللية كمذهب في السياسة ولا تزال قائمة حتى اليوم
· آن اكتشاف ميكافللي في السياسة كان مغايرا لنظام النظريات السياسية المالوف في عصره كما كان اكتشاف كولمبس لامريكا مخالفا لنظام الجغرافية المقبولة في ذلك العصر وقد سيطر فكر ميكافللي على التيارات السياسية في القرنين التاسع عشر والقرن العشرين
· لقد قال بعض كتاب السياسة آن هناك شروط يجب آن تتوفر في من يملكون السلطة المطلقةفي الدولة وهي :
- الاخلاص لنظام الدولة
- الكفاءة لاداء مهام وظائفهم
- الفضيلة والعدالة في المعنى الذي يتفق مع نظام الدولة
- آن خير السبل للمحافظة على الدولة هو تعليم المواطنين على روحية الدولة اذ بدون التعليم تغدو احسن القوانين واكثرها حكمة غير مجدية

· من حسن الطالع آن دراسة السياسة تسمى عامة بعلم السياسة اذ آن السياسة لايمكن آن تكون علما بنفس المحتوى الذي ينطوي عليه علم الفيزياء لما يقوم عليه من قياسات وتجارب وارقام ولانه في كل قرار سياسي يوجد دائما عنصر معين من المغامرة آو المجازفة
· آن الفوضى الراهنة اليوم التي تفتعلها امريكا في تحطيم المنظمة الدولية وفي قيادة العالم نحو الفوضى والدمار تجدد الاهتمام بافكار ميكافللي وتذكر بكل ما كتبه علما آن ميكافللي لم يؤمن بالتقدم وكان علميا وقوميا وما يهدف أليه رجل القرن الحادي والعشرين هو الوصول آلي السلام والسلامة لدولته ولنفسه ولشعبه ولكن ميكافللي لم يهتم بالسلام ولم يؤمن بضرورته لكنه كان يرى الايطاليين متفوقين على غيرهم من الشعوب والاجناس البشرية وانظروا آلي هذا القول ((( عندما تفتقر الدولة آلي السلاح الكافي تنعدم القوانين الجيدة وعندما تكون جميع الدول مسلحة تمام التسلح تكون جميع قوانينها جيدة وساتخلى في حديثي عن القوانين واقتصر فيه على الاسلحة )))
· لقد قضى ميكافللي ثلاثة عشر عاما يجاهد لتحسين الأحوال في بلاده وقد تعلم في هذه المدة الكثير من الحقائق وكان الجزاء الذي لقيه هو النفي ولكن الكتاب الذي وضعه هو مؤلف فيه الكثير من المرارة التي نجمت عن فشله في حياته ولا تزال كثير من الحقائق التي اوردها في كتابه تنطبق على واقعنا في هذه الايام
· لقد تحدث ميكافللي عن انواع الحكومات والطريقة التي انشات بها كما تحدث عن الملكيات الوراثية والملكيات المختلطة وتحدث عن القوة وقال انها تاتي بطريقين الحيلة آو القوة العسكرية آو كلتاهما كما تحدث عن حكم المدن وتحدث عن القدرة والكفاءة لادارة الدول كما تحدث عن الرجال الذين يصلون آلي الامارة عن طريق النذالة والقبح كما تحدث عن الامارات المدنية واجاب عن سؤال كيف تقاس قوة جميع الدول كما تحدث عن واجبات الامير تجاه شعبه وتحدث عن الأمور التي يستحق عليها الرجال والامراء المديح آو اللوم كما تحدث عن السخاء والبخل واجاب عن السؤال هل من الخير آن تكون محبوبا آو مهابا ولقد اجاب بان على الحاكم آن يكون مرغوبا محبوبا و مرهوبا مهابا واذا كان من العسير الجمع بين الامرين فمن الافضل آن يخافوك الناس على آن يحبوك كما تحدث عن بناء مؤسسات الدولة وكيف يعمل الامير لاكتساب الشهرة
· تحدث عن كيفية اختيار الوزراء وقال انه يجب آن يكونوا لائقين اكفاء مخلصين ويجب آن يفكروا بالامير والناس اكثر من اعمالهم الخاصة لان الرجل الذي يفكر بمنافعه لا يصلح لان يكون وزيرا نافعا كما تحدث عن اسباب فقدان امراء ايطاليا لدولهم كما تحدث عن اثر القدر في الشؤون الانسانية وقال بان الحظ يتبدل واعتبر الحظ كالمراة فان اردت السيطرة عليها فعليك آن تفعل ذلك بالقوة
· وبشكل عام يعتبر ميكا فللي من اشهر وافضل كتاب السياسة لانه درس الفكر السياسي للشعوب القديمة ثم صاغ نظريته وافكاره التي أصبحت فيما بعد دستور لاغلب سياسيي وحكام وملوك القرن الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين لذا يعتبر ميكافللي صاحب فصل السياسة عن الاخلاق انفصال واضح ولا بد لكل سياسي من فهم وقراءة ميكافللي لانه كان واقعيا واعتبر ان غاية السياسة هي الحفاظ على قوة الدولة والعمل على ازديادها وتوسيع سلطانها في الخارج واعتبر البشر انانانيين يحبون ذاتهم لذا على الحاكم آن يكون قويا وان يسن القوانين القوية المحترمة ولا مانع من الاستبداد لقسر الشعب على الاستقرار
· والطريف اليوم آن عبارة الميكافللية أصبحت تعتمد كصفة في كل استشهاد آو وصف للخبث والغدر والفساد في السلوك والاخلاق ورغم ذلك تمت ترجمة ميكافللي آلي العديد من لغات العالم ولا يزال اسمه لامعا حتى اليوم
· آن كل الفكر السياسي والمفكرين السياسين الذين جاؤوا بعد ميكافللي وبعد كتابه الامير خرجوا جميعا من معطف ميكافللي وكان اولهم المحامي جان بودان الذي كتب عن فكرة السلطة المطلقة وايدها ثم جاء بعده توماس هوبس الذي ايد ايضا السلطة المطلقة ثم جاء الدكتور جون لوك الذي دافع عن نظرية الايجاب والعقد الذي يؤدي آلي قيام السلطة وان السلطة التشريعية هي اعلى سلطة في الحكومة ثم جاء الفرنسي مونت سيكيو الذي وضع كتاب روح الشرائع ودرس كل قوانين العالم ثم ابدع نظرية فصل السلطات وهكذا يعتبر كل الفكر السياسي بعد ميكافللي اضافات على كتابه الذي يعتبر بحق كتاب العصر آلي آن نشبت الحرب العالمية الثانية وظهرت المنظمة الدولية عبر طرح فكرة التنظيم الدولي التي تعمل امريكا اليوم على تقويضها وتهديمها وتشييعها لكن من الافضل لامريكا وللبشرية العودة آلي النظام الدولي والى التعاون الدولي لان ما تفعله امريكا اليوم هو افعال السوبر مان آو الرجل المتفوق الذي ظهر عبر نظرية هتلر التي قادت آلي اشعال الحرب في العالم فلا بد اذا من الاقرار بحق جميع الشعوب والامم بالعيش المشترك في هذا العالم مع استبعاد العنف لان العنف لا يولد الا العنف ومن هنا يجب العمل من اجل برلمان عالمي ومن اجل حكومة عالمية تعمل من اجل خير العالم وليس من اجل امريكا وحدها
· ولقد سعى الانسان منذ الأزل في كل مكان وزمان آلي العيش مع الجماعة والتعايش معها لذا كل ما كتبه الامير صالح لبناء دولة في الداخل وفرض احترام القوانين على المواطنين اما انه على صعيد السياسة الدولية والتنظيم الدولي لا تفيد الميكافللية بشيء
· ويبقى رغم كل ذلك كتاب الامير كتاب العصر وكتاب السياسة لكل العصور ويبقى اسم ميكافللي اسم زائع ومشهور ومعروف في عالم السياسة
· هامش :
كتاب الامير تاليف نيقولو ميكافللي – تعليق بنيتو موسو ليني
تعريب خيري حماد
تعقيب فاروق سعد
منشورات دار الآفاق الجديدة بيروت
عرض عبد الرحمن تيشوري
aataych غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس