عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2011, 04:29 PM   #14
inizi
مشرف المتابعة اليومية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 14,427

 
افتراضي

الأزمة السياسية في اليونان تلقي بظلالها على اجتماع مجموعة العشرين وسط ترقب المستثمرين تقرير الوظائف الأمريكي04-11-2011 12:11


وصلنا إلى اليوم الأخير في الأسبوع الذي سبقه يوماً حافلاً شهدت فيه الأسواق بيانات مفاجئة سيطرت على اتجاه الأسواق، فقرار البنك المركزي الأوروبي قد كان مفاجئاً للأسواق بخفضه لسعر الفائدة، و عليه ستبقى الأسواق متفائلة نوعاً ما نظراً لاهتمام المركزي الأوروبي بوتيرة النمو بشكل كبير وسط المثبطات المحيطة بالاقتصاد الأوروبي، و اليوم يبقى تركيز المستثمرين على قمة قادة دول مجموعة العشرين و قراراتها، إلى جانب البيانات المدونة على الأجندة الأوروبية.

قرر البنك المركزي الأوروبي أمس بشكل مفاجئ تخفيض سعر الفائدة إلى 1.25 وسط تباطؤ مستويات النمو و تفاقم أزمة الديون السيادية في المنطقة بشكل كبير الذي أدى إلى إحباط مسيرة النمو، و يأتي قرار البنك ضمن المساعي لدعم مسيرة النمو المتهالكة و التي لا تلبث إلا بالتباطؤ وسط تفاقم أزمة الديون السيادية، و إقرار الحكومات تخفيضات كبيرة في مصروفاتها و نفقاتها لضمان خفض عجز ميزانياتها.

جاء قرار المركزي الأوروبي مفاجئاً للأسواق، حيث أدى إلى انخفاض سعر صرف اليورو بشكل كبير مزيلاً معظم الأرباح التي حققها أمس، إلا أنه عاد ليرتفع عُقب المؤتمر الصحفي لدراغي الذي أشار إلى أن القرار كان بالإجماع، مما يُشير إلى احتمالية قيام البنك بحركة مماثلة خلال الاجتماعات المُقبلة، و قد اتخذت الأسواق حركة البنك هذه بشكل متفائل لتُبدي نوع من التحرك للأعلى، كما أن هذه الموجة قد استمرت اليوم لُتبقي الأسواق متفائلة حالياً بشكل عام.

يستمر اليوم قمة قادة دول مجموعة العشرين الذي قد بدأ يوم أمس في فرنسا، و الذي سيناقش بشكل أساسي أزمة الديون الأوروبي السيادية التي أمست المعضلة التي يصعب حلها، خاصة بعد أن شكك الرئيس اليوناني بكل الجهود التي بذلها القادة الأوروبيين باحتمالية عقده استفتاء شعبي على الخطة الإنقاذية الطارئة التي أقرها القادة.

حاول قادة دول مجموعة العشرين في قمتهم في مدينة كان الفرنسية الخميس رصد صفوفهم في مواجهة أزمة الديون التي تعصف بأوروبا والتي فأقمها قلق الأسواق من احتمال إفلاس اليونان وخروجها من منطقة اليورو ما يهدد بتفشي العدوى الى الاقتصاد العالمي برمته.

أما من أثينا، فقد أثارت الحكومة اليونانية هلع الأسواق مساء الاثنين بإعلان عزمها على تنظيم استفتاء شعبي حول خطة الإنقاذ الأوروبية ما يجعل مصير هذه الخطة غير معلوم، وجاء الانفراج من اثينا بإعلان رئيس الوزراء جورج باباندريو الخميس استعداده للتخلي عن فكرة الاستفتاء إذا ما دعمت المعارضة خطة الإنقاذ الأوروبية، وهو ما سارعت المعارضة إلى الترحيب به، مؤكدة موافقتها على دعم الخطة الأوروبية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكنها اشترطت استقالة باباندريو، ما فتح فصلا جديدا في النزاع السياسي في هذا البلد.


أعلن باباندريو الخميس استعداده للتخلي عن خطته لإجراء استفتاء على خطة الإنقاذ المالي الأوروبية، ليرضخ بذلك لضغوط قادة منطقة اليورو الرافضة لإجراء الاستفتاء، وجاءت تصريحاته بعد موافقة حزب المعارضة الرئيسي "الديمقراطية الجديدة" على دعم الخطة التي اقترحتها الأسبوع الماضي دول منطقة اليورو لحل مشكلة الديون اليونانية.
و انتقالاً للبيانات الاقتصادية التي ينتظرها المستثمرين اليوم عن القارة الأوروبية، فنحن على موعد مع حفنة من البيانات الاقتصاديات الهامة التي لا يُستهان بأثرها على الأسواق أبداً، حيث سيصدر عن الاقتصاد الألماني قراءة مؤشر مدراء المشتريات لقطاع الخدمات الذي يُشكل نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي، و التي من المتوقع أن تبقى ثابتة عند 52.1.

لن يكتف الاقتصاد الألماني بذلك، بل أن سيقوم بإصدار بيانات طلبات المصانع أيضاً على صعيديها السنوي و الشهري في شهر تشرين الأول، و من المتوقع أن تُظهر القراءة الشهرية تحسنا ملحوظاً يصل إلى 7.9% و تتبعها القراءة السنوية أيضاً لتصل إلى 0.0% من -1.4%.

أما عن اقتصاد منطقة اليورو ككل، فسيصدر عنها قراءة مؤشر مدراء المشتريات للخدمات خلال تشرين الأول، حيث من المتوقع أن يستمر القطاع بالانكماش عند 47.2 وسط تباطؤ مسيرة النمو في المنطقة نتيجة تفاقم أزمة الديون و تبعاتها، إلى جانب الإجراءات التقشفية التي أقرتها الحكومات لتخفيض نسب العجز في ميزانياتها، كما سيصدر بيانات مؤشر أسعار المنتجين الذي قد يشهد نوعاً من الثبات أو التراجع الطفيف على الصعيد السنوي.

أما الحدث الأهم الذي سيكون له أثر واضح جداً بل سيكون هو المحدد لاتجاه الأسواق قبيل نتائج قمة مجموعة العشرين، و هو تقرير الوظائف الأمريكي الذي سيتم الإفراج عنه اليوم، و يترقبه المستثمرين بكل شغف لمعرفة صحة الاقتصاد الأمريكي، و خاصة قطاع العمالة الذي شهد تراجعاً شديداً في أداءه خلال الآونة الأخيرة.

و لا يمكن إنكار مدى تأثير هذا التقرير على الأسواق الأوروبية و العالمية أيضاً نظراً لقوة الاقتصاد الأمريكي باحتلاله المركز الأول في الاقتصاديات العالمية، و أن تحسناً أو تراجعاً في هذا الاقتصاد سينعكس بشكل قوي و مباشر على مسرة التعافي العالمية التي شهدت فقداناً للعزم في الآونة الأخيرة وسط تباطؤ أكبر الاقتصاديات العالمية إلى جانب تفاقم أزمة الديون التي أثرت على الاقتصاد العالمي ككل.

سيتسنى للتذبذب أخذ زمام الأمور اليوم قبيل صدور تقرير الوظائف الأمريكي، و بشكل أهم صدور قائمة عمل قادة دول مجموعة العشرين الذين سينهون اجتماعهم الذي استمر ليومين اليوم متأخراً، و الذي قد يضع حلاً للمعضلة التي خلقتها اليونان للمنطقة ككل، و عليه ستبقى حالة التذبذب هي سيدة الموقف في ظل هذه الظروف، و لا بُد من الذكر تأثير إغلاق مراكز المستثمرين المالية في نهاية الأسبوع لتصعد من حالة التذبذب أيضاً خاصة في ظل هذه الظروف التي تحلق فيها حالة عدم اليقين إلى سماء الأسواق العالمية.
inizi غير متواجد حالياً