عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2012, 01:56 AM   #18
inizi
مشرف المتابعة اليومية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 14,427

 
افتراضي

طهران تواجه مزيدا من الصعوبات في بيع نفطها



فايز المزروعي من الدمام عصام عقل من دبي

بدأت عدة دول مستهلكة للنفط في خفض وارداتها من النفط الإيراني، خصوصا مع اقتراب موعد الحظر على نفط طهران، والمزمع تطبيقه في تموز (يوليو) المقبل.

ويبدو أن مساعي عدد من مشتري النفط الرئيسيين وخاصة في آسيا لإقناع الاتحاد الأوروبي بتأجيل الموعد المحتمل قد تواجه بالفشل عندما تجتمع دول الاتحاد في 14 أيار (مايو) المقبل لمراجعة ما إذا كانت ستمد الإعفاء.

وقالت مصادر من قطاع التأمين لـ ''رويترز'' إن الحظر المتوقع على نطاق واسع يهدد بتعطيل الشحنات ورفع التكلفة على مشترين رئيسيين مثل اليابان وكوريا الجنوبية.

ويرى محللون، أن هذه الخطوات قد تكون نتيجة لتطمينات منظمة أوبك، وخصوصا السعودية، والمتضمنة الوفاء بأي نقص في الإمدادات قد تتعرض له السوق النفطية، حيث أكدت السعودية على لسان المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية في وقت سابق، أنها سنستخدم قدرتها الإنتاجية الإضافية لإمداد السوق أيا كان الحجم الضروري حيث تؤكد السعودية باستمرار أنها مستعدة لزيادة إنتاجها لتهدئة الأسواق، أو أن هذه الخطوات تعود للخوف من العقوبات التي ستطول المتعاملين مع النفط الإيراني.

وقال لـ ''الاقتصادية'' سعد آل حصوصة ـ محلل اقتصادي ـ إن إيران وضعت نفسها في مأزق حقيقي يعتقد أنها لم تحسب له حسابا، حيث ستواجه ضربة قاسية جدا على اقتصادها نتيجة لعملية الحظر عليها، وخير دليل على ذلك خفض بعض الدول لوارداتها من النفط الإيراني.

وأكد آل حصوصة، أن الأيام المقبلة ستشهد تخفيض للواردات من قبل دول أخرى، التي من المحتمل أن تكون الصين من بينها، خصوصا عقب ما تعهدت به السعودية وهي أكبر مصدر للنفط على مستوى العالم، بتغطية الإمدادات متى ما احتاجت السوق النفطية لذلك، حيث بدأ العد التنازلي في تضييق الخناق على طهران من قبل أوروبا وأمريكا بسبب برنامجها النووي، وهنا يأتي دور منظمة أوبك التي تلعب دورا كبيرا في تأمين إمدادات النفط وعلى رأسها السعودية التي لها الدور البارز في هذه المنظمة، ولا يقتصر دورها على الحفاظ على أسعار النفط في السوق العالمية فقط، حيث شهدت جميع دول العالم بهذا الدور ولا يمكن لأحد أن ينكره، من خلال مواقفها من جميع الأزمات العالمية في السوق النفطية.

من ناحيته، عزا حجاج بوخضور ـ مختص في الطاقة ـ تمسك الصين النفط الإيراني، إلى اعتبار الصين نفسها أكبر المستفيدين من النفط الإيراني، وقطع الإمدادات عنها سيضر بها كثيرا، لكونها تستورد نحو 50 في المائة من نفطها من دول الخليج العربي وإيران، إذ ستخسر الصين عند تطبيق الحظر على إيران نصف إمداداتها، وعندما تغلق إيران مضيق هرمز الذي تهدد به مرارا، ستخسر الصين النصف الآخر من إمداداتها من دول الخليج العربي، وبالتالي فإن إيران عند تهديدها بإغلاق المضيق، لا تهدد دول الغرب وإنما تهدد الصين، لذا تقوم طهران بالضغط على الصين لاستخدام حق الفيتو لرعاية مصالحها، في ظل تأمين الغرب لاحتياجاته النفطية، وهذا ما يفسر دعم الصين لإيران، وبالتالي مواصلة تعاملها النفطي مع طهران.

وفي هذا الشأن، أظهرت بيانات من وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية أمس، أن واردات اليابان من النفط الخام من إيران هبطت بنسبة 32.7 في المائة لشهر شباط (فبراير) عن مستواها قبل عام إلى 305800 برميل يوميا، كما أشارت البيانات إلى أن الواردات في شباط (فبراير) منخفضة بنسبة 15.6 في المائة عن الشهر السابق، حيث تحاول اليابان - ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم - التقيد بمطالب أمريكية لخفض مشترياتها من إيران.

وفي الأسبوع الماضي أعفى الاتحاد الأوروبي جزئيا بعض شركات التأمين من الحظر على تجارة النفط الإيرانية حتى الأول من تموز (يوليو). وتوفر شركات التأمين الأوروبية التغطية التأمينية لنحو 95 في المائة من ناقلات النفط في العالم.

وحاولت اليابان وكوريا الجنوبية الضغط من أجل الحصول على إعفاء لكن مسؤولين تنفيذيين من قطاعي الشحن والتأمين يقولون إن الحظر الشامل أصبح هو المرجح الآن.

وقال مايكل وايت المستشار العام لإنترتانكو وهي رابطة يملك أعضاؤها أغلب الشاحنات في العالم ''الإعفاء المحدود من الإجراء يمثل فترة سماح حتى الأول من تموز (يوليو) للتأمين على طرف ثالث ضد المسؤولية القانونية والمسؤولية البيئية وإعادة التأمين ليس في نظري سوى تأجيل لما هو حتمي''.

وتبيع إيران أغلب إنتاجها البالغ 2.2 مليون برميل يوميا من النفط في آسيا واكبر أربعة مشترين لها في المنطقة هم الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية. وجميعهم أما خفضوا وارداتهم أو تعهدوا بذلك في مواجهة الضغوط الغربية المتزايدة بشأن العقوبات لحمل الجمهورية الإسلامية على وقف برنامجها النووي.

وتقدم شركات التأمين الأوروبية التغطية التأمينية لأغلبية أسطول ناقلات النفط في العالم. ويقول مسؤولون من القطاع إن ملاك الناقلات الذين ما زال بإمكانهم قانونيا التعامل في النفط الإيراني سيتعرضون لضغوط كبيرة لإيجاد أعمال تأمينية بديلة كافية.

وقال وايت ''بعد الأول من تموز (يوليو) سيكون السبيل الوحيد أمام غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لنقل النفط من إيران هو البحث عن تغطية تأمينية عن طريق قطاع تأميني مستقل ويعتد به ولا تربطه أي صلة بالاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة''. وأضاف ''أشك في وجود ذلك لتغطية كامل المسؤولية التي قد تترتب على حادث لناقلة ضخمة''.

وقال مصدر من إحدى أكبر شركات الشحن في كوريا الجنوبية إنه في ظل هذه الظروف سيكون ''من شبه المستحيل'' عليهم نقل النفط الإيراني وشكك كذلك في إمكانية إيجاد تغطية بديلة. وقال مصدر من وزارة الاقتصاد الكورية الجنوبية إنهم يعملون جاهدين على حل المسألة مع الاتحاد الأوروبي ولكنه لم يورد تفاصيل.

وفي اليابان تواجه شركات الشحن والطاقة ضغوطا مماثلة. فالشهر الماضي قالت شركة التأمين الرئيسية في اليابان إنها لن تتمكن إلا من تقديم نسبة ضئيلة من تغطية الناقلات. وقال مصدر من قطاع التأمين على السفن في اليابان ''من الواضح أنه ليس هناك سبيل لتجنب العقوبات''.

وكانت شركة أنديان أويل كورب أكبر شركة شحن في الهند اضطرت لإلغاء شحنة نفط إيراني الشهر الماضي، بعد رفض شركات تأمين أوروبية توفير تغطية تأمينية للشحنة بفعل العقوبات الأوروبية على طهران، التي تحظر على كل شركات التأمين الأوروبية تأمين ناقلات تحمل نفطا أو منتجات نفطية من إيران إلى أي مكان في العالم.

وقال مصدر في قطاع الشحن مطلع على صفقة الشحنة إن الرابطة الأوروبية للحماية والتعويض تقدم تأمينا للعقود المبرمة قبل 23 كانون الثاني (يناير) الماضي على أساس حالة بحالة وحتى الأول من تموز (يوليو) المقبل، ولا يمكن للرابطة تغطية العقود المبرمة قبل 23 كانون الثاني (يناير) الماضي. وأشارت مصادر إلى أن شركة الشحن الهندية الحكومية التي تملك الناقلة مهراجا أجراسين وشركة أنديان أويل كورب أبرمتا صفقة في السوق الفورية مع شركة النفط الوطنية الإيرانية بعد التاريخ المذكور.

كما من المحتمل أن يطلب مشترون يابانيون للنفط الإيراني من طهران إدراج بند التعرض لظروف قاهرة في عقود الصفقات، تحسبا لاحتمال عدم قدرتها على سداد أو تحميل نفط إيران بسبب نقص التأمين لناقلات النفط جراء العقوبات.

ويتوقع أن تطلب شركات تكرير يابانية إدراج البند المشار إليه خلال مفاوضات حول عقود محددة الآجل تبدأ الشهر المقبل. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن آثار العقوبات الغربية ضد إيران بدأت تظهر على حجم صادراتها النفطية، وأضافت أن أدلة تشير إلى أن شحنات خام طهران ضمن التعاقدات الحالية يتم تخفيضها بسبب رفض شركات التأمين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تأمين هذه الشحنات.

وأشار تقرير الإدارة، الذي يشمل أسواق النفط خلال الشهرين الماضيين، إلى أن هذه الأسواق بدأت تعرف نقصا متزايدا بإمدادات النفط خلال الستين يوما الماضية، وأن الوضع قد يدفع الأسعار للمزيد من الارتفاع.

وتواجه الصين والهند، وهما أكبر مشتر النفط الإيراني، ضغوط الدول الغربية لتقليص مشترياتها من هذا الأخير، وقد تتعرض علاقاتهما التجارية مع واشنطن للضرر في حال استمرار رفض الاستجابة للعقوبات الغربية التي ترمي لخفض إيرادات طهران النفطية.
inizi غير متواجد حالياً