[سعد الجهلاني]

توقعات بصدور الحكم النهائي في يوليو
منظمة التجارة ترجئ الحكم بقضيتي بوينج وأيرباص

جنيف: ماجد الجميل

أعلنت هيئة تسوية المنازعات بمنظمة التجارة عن إرجاء جديد في إصدار حكمها في شكوى الولايات المتحدة ضد أيرباص، وشكوى الاتحاد الأوروبي ضد بوينج، وهما أكبر قضيتين تشهدهما المنظمة في تاريخها سواء مِن حيث حجم الوثائق أو الالتزامات المالية التي ستترتب عليهما.
وقال بيان أصدره أمس رئيس هيئة التحكيم في نزاع الولايات المتحدة ضد الاتحاد الأوروبي، سفير أورغواي لدى المنظمة كارلوس ديل كاستيللو، إن الهيئة سترسل الجزء "الوصفي" مِن الحكم للطرفين المتخاصمين في 4 مارس المقبل.
ويدون الجزء الوصفي الحقائق المتعلقة بالقضية دون إبداء رأي. بعد ذلك تمنح الهيئة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مدة أسبوع واحد للتعليق على الجزء الوصفي، على أن يتضمن التعليق موقفاً واضحاً ما إذا كان الطرفان المعنيان يريدان إبقاء الشكوى مفتوحة تحت تحكيم المنظمة.
ولم تُحدِّد الهيئة حتى الآن موعداً لإصدار حُكمها "الأولي"، وهو سريّ ومؤقّت ويتم توجيهه للطرفين أو الأطراف المتخاصمة فقط. ويتضمن الحكم الأولي رأي الهيئة والنتائج التي توصلت إليها، إلا أنَّ الهيئة عادة ما تحتاج بين أسبوعين وأربعة أسابيع لإصدار هذا النوع مِن الحكم.
بعد ذلك تُصدِر الهيئة حكمها "النهائي" في غضون 4 إلى 5 أسابيع، وهو علنيّ ومُلزَم للطرفين ويتم إبلاغه لجميع الدول الأعضاء بالمنظمة ووسائل الإعلام.
وعليه يتوقع أن يصدر الحكم الأولي في شكوى الولايات المتحدة بنهاية أبريل وبداية مايو المقبلين، والحكم النهائي بنهاية يونيو وبداية يوليو.
وتجري شكوى الاتحاد الأوروبي ضد الولايات المتحدة مُتأخرةً بنحو ستة أشهر عن إجراءات الشكوى الأمريكية. وعليه فالحكم الأولي للهيئة، التي يرأسها سفير نيوزلندا لدى منظمة التجارة كراوفورد فالكونر، سيصدر بحدود الخريف المُقبل، في حين يُتوقع صدور الحكم النهائي في نهاية 2008 أو بداية 2009.
وعلى الرغم مِن أن الطرفين المتخاصمين أعربا أكثر مِن مرة عن رغبتهما في التوصل لحل النزاع عبر المفاوضات، إلا أن أياً مِنهما لم يتقدم بمبادرة لإحياء المفاوضات مُنذُ انهيارها في ربيع 2006.
وطبقاً لمصادر منظمة التجارة فقد بات مِن المُستبعد الآن اتفاق الطرفين على صفقة ودية خارج إطار تحكيم المنظمة قبل إصدار هيئة التحكيم حكمها الأولي في الشكوى ضد إيرباص.
وتتهم الولايات المتحدة أيرباص بتلقيها معونات بقيمة 15 مليار دولار مِن فرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، وبريطانيا، على شكل قروض بدون فوائد أو دون معدلات فوائد السوق. وتُطالب الولايات المتحدة إيرباص بإعادة هذه القروض طبقاً لأسعار الفوائد التي كانت سائدة، مع دفع فوائد مُركَّبة عن السنوات السابقة حيث تتجاوز كلفة الفوائد المُركَّبة الآن أكثر مِن 200 مليار دولار.
مِن جانبه يتهم الاتحاد الأوروبي بوينج بتلقي معونات مِن الحكومة الأمريكية بقيمة 23.7 مليار دولار مُنذ عام 1990. وتقول الشكوى الأوروبية إن 16.6 مليار دولار مِن هذه المعونات جاءت على شكل أبحاث وعقود تطوير قدَّمتها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، ومكافآت لتنفيذ عقود حربية عاجلة قدمتها وزارة الدفاع.