عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2012, 02:17 AM   #66
aljebiri
فريق المتابعة اليومية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,234

 
افتراضي

تجولت في أرجاء العالم تحت شعار لنقف ضد «دكتاتورية الأسواق» و«الإرهاب المالي»
مظاهرات «وول ستريت».. الشعوب الغربية تحتج على «الوجه القبيح» للرأسمالية


محمد البيشي من الرياض
قبل أن ينتهي عام 2011 بنحو ثلاثة أشهر وتحديدا في الـ 17 من أيلول (سبتمبر) الماضي، استيقظ العالم وللمرة الأولى في تاريخه على صراخ الآلاف من الأمريكيين في شارع وول ستريت في العاصمة المالية لأكبر اقتصاد رأسمالي في العالم، ليس لتحقيق مطالب سياسية كما جرت العادة أو للتعبير عن غضب تجاه سياسات اجتماعية معينة، كما كان يحدث على الدوام، بل لتأكيد أن «الرأسمالية» بشكلها الراهن دمرت حياتهم، وأنهم باتوا اليوم أكبر المناهضين لها.

من معقل الرأسمالية العالمي «نيويورك» طالب الأمريكيون شبانا وشيبا نساء ورجالا بل حتى أطفالا بمعاقبة المؤسسات المالية من بنوك وشركات استثمارية بل دعوا إلى «احتلالها»، وفي أجواء احتفالية، هتف المتظاهرون «لنضع حدًّا للحروب» و»افرضوا ضرائب على الأغنياء».. «هذه هي الديمقراطية».

وتحولت الحركة التي بدأت في اعتصام ضد تأثير الشركات وغياب المساواة، إلى حشد أكبر وحدث أهم بانضمام كبريات النقابات إليها بما فيها اتحاد عمال قطاع السيارات ونقابة المعلمين وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني، بل وحتى سياسيين مخضرمين، حيث عبر سياسيون ديمقراطيون للمرة الأولى عن دعمهم لها في خطوة رأى محللون أنها قد تكون تمهيدًا لظهور حركة يسارية منافسة لحزب الشاي في اليمين المحافظ.

في تظاهرات نيويورك وما لحقها من مدن أمريكية، رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها « لنضع حدًّا للبنك المركزي!» و»عندما يسرق الأغنياء الفقراء، يسمون ذلك أعمالا، وعندما يدافع الفقراء عن أنفسهم، يسمون ذلك عنفا»، و» فلنقضِ على جشع «وول ستريت» قبل أن تقضي على العالم».

ورددوا وهم يسيرون في الشوارع الضيقة في حي الأعمال الذي يشكل رمزًا للنظام المالي الأمريكي، هتافات «أنقذوا جمهوريتنا» و»مساواة ديمقراطية ثورة»، مستلهمين من ثورات الربيع العربي ما دعاهم لتأكيد أنهم الأكثرية بنحو 99 في المائة من السكان وليسوا موظفي البورصات والبنوك التي ركز السياسيون على إنقاذها في الأزمة المالية التي ضربت العالم أواخر عام 2008 .

لدى المحتجين لائحة طويلة من المطالب لحل مشكلات تبدأ بتزايد ديون الطلاب الأمريكيين، وتنتهي بخفض أجور المتقاعدين بينما تواجه الولايات المتحدة أزمة اقتصادية حادة، إلا أن سقف المطالب تجاوز ذلك إلى المطالبة بالاستعانة بالمصرفية الإسلامية لمعالجة الخلل الذي تعانيه الرأسمالية، وتبين ذلك من اللافتات التي رفعها المتظاهرون.

ورغم أن حركة « احتلوا وول ستريت» شهدت تهميشا إعلاميا واسعا سواء داخل الولايات المتحدة أو في الإعلام الغربي بشكل عام، إلا أنها سرعان ما انتشرت في أرجاء العالم، تحت شعار التنديد بـ «هيمنة النخبة المالية»، وللمطالبة بتوفير المزيد من فرص العمل، وتعزيز العدالة الاجتماعية.

وانتقلت شعارات الحركة الاحتجاجية عبر المحيط الأطلسي في تشرين الثاني (أكتوبر) الماضي، إلى عدد كبير من عواصم القارة الأوروبية، إضافة إلى بعض العواصم الآسيوية والأسترالية، في الوقت الذي بدأت فيه احتجاجات «وول ستريت»، تتصاعد داخل المدن الأمريكية.

في القارة الأوروبية، أشعل متظاهرا روما النار في حافلة للشرطة أثناء مظاهرة عنيفة ومبنى تابع لوزارة الدفاع الإيطالية، بينما خرجت في إسبانيا مظاهرات شعبية حاشدة في مختلف المناطق الإسبانية للمطالبة بالتغيير العالمي وضمان حقوق الأفراد، والوقوف في وجه دكتاتورية الأسواق وسيطرة البنوك على الاقتصاد العالمي.

وتظاهر عشرات الآلاف في ساحات المدن ولا سيما العاصمة مدريد استجابة لدعوة أطلقها قياديو الحركة الشعبية (15 مايو) على غرار التظاهرات الشعبية التي خرجت اليوم في عدد من الدول الأخرى لمطالبة الأنظمة بتطبيق مبادئ الديمقراطية تحت شعار «ديمقراطية حقيقية الآن». ورفع المتظاهرون شعارات مناهضة للحكومة ومعادية للمصارف والبنوك ولافتات كتبوا عليها «يدعونها ديمقراطية لكنها ليست كذلك» و»لا تنهبوا حقوقنا» «لا لدكتاتورية الأسواق».

في ألمانيا شهدت أكثر من 50 مدينة ألمانية خروج آلاف المحتجين الرافضين للنظام الاقتصادي ولسياسة الشركات والبنوك الكبرى. واحتشد محتجون في مختلف أنحاء العالم لتوجيه صرخة غضب في وجه مصرفيين ورأسماليين وسياسيين، يتهمونهم بتدمير اقتصاديات العالم وحكمهم على الملايين بمواجهة الفقر والصعاب نتيجة طمعهم.

وشهدت مدن ألمانية عدة احتشاد مئات المحتجين ضد المصارف رافعين لافتات تقول: «أنتم تدمرون مستقبلنا» و»أنتم تلعبون بحياتنا».

وكانت أكبر هذه المظاهرات في فرانكفورت أمام البنك المركزي الأوروبي، حيث احتشد نحو خمسة آلاف شخص، بحسب تقدير الشرطة المحلية في فرانكفورت تحت شعار «احتلوا فرانكفورت، أسوة بمبادرة «احتلوا وول ستريت» التي انطلقت في نيويورك.

أما في العاصمة البريطانية لندن فقد قاد مؤسس موقع «ويكيليكس»، جوليان أسانج، مسيرة احتجاجية حاشدة، شارك فيها الآلاف حملت عنوان «احتلوا لندن»، انطلقت من كاتدرائية «سان بول»، في طرف الضاحية الاقتصادية من المدينة إلى وسط العاصمة، بينما تظاهر المئات في المراكز الرئيسة في نيوزيلندا ضد ما أسموه «المافيا المالية»، وعدد مماثل في العاصمة الأسترالية سيدني.

انتقلت المظاهرات ضد التباين الاجتماعي، التي بدأت في الولايات المتحدة إلى جارتها كندا، حيث خرج احتجاجات معادية للشركات في أوتاوا وتورنتو ومونتريال وفانكوفر، وغيرها من المدن الكبرى وإلى الفلبين وتايوان واليابان والصين مرددين «تسقط الإمبريالية الأمريكية!»، ويرفعون لافتات تصف البنوك بالسرطان.

فى البرتغال واليونان وباريس كان المشهد مماثلا حيث احتشد الآلاف المحتجين استجابة لدعوات وجهها متظاهرون في نيويورك لغيرهم بالانضمام إليهم، بينما ارتفعت في كوريا الجنوبية وإندونيسيا شعارات فلنقف ضد «الإرهاب المالي».
aljebiri غير متواجد حالياً