جدة.. احتضنت ثلاث حضارات وأطول كورنيش في العالم
الجمعة, 9 مايو 2008
سعيد الأبيض - جدة تصوير : محمد باعجاجه
تعتبر محافظة جدة "في الشق الغربي للمملكة العربية السعودية" من أهم المدن الواقعة على البحر الأحمر وموقعها الجغرافي المتميز جعلها ***** للتجارة، كذلك الأماكن المقدسة حتى قبل ظهور الإسلام، حيث كان القادمون إلى بيت الله العتيق يعبرون الصحارى ممتطين رواحلهم بمحاذاة ساحل البحر الأحمر الشرقي، أو تنقلهم السفن إليها. وشهدت عروس البحر الأحمر تطورات متلاحقة منذ اكتشافها من قبل الصيادين قبل 8 قرون إلى أن جاءت قبيلة "قضاعة" أثناء انهيار سد مأرب واستوطنوا فيها في عام 115 قبل الميلاد، وسميت حينها باسم جدة نسبة إلى أحد زعماء القبيلة وهو جدة بن جرم بن ربان بن قضاعة، وتأثرت حينها جدة بحضارتين متجاورتين هما حضارة الفرس الساسانية التي تمثلت في مخطط جدة القديمة وذلك في القرن السادس الميلادي، وحضارة المماليك السلاجقة الذين تم في عهدهم بناء سور حول المدينة، وجاء السلطان العثماني قنصوه الغوري عام 917 هـ ليعيد بناء السور بعد أن تهدم وذلك لحماية المدينة من غارات البرتغاليين، ولم يتبقَّ منه الآن سوى برج واحد جنوب مستشفى باب شريف. وتعد حارتها الأربع "الشام والمظلوم واليمن والبحر" التي تقع عند ملتقى طرق القوافل الرئيسة الآتية والذاهبة من الشمال والجنوب هي الأشهر في جدة القديمة والحديثة، إذ كانت جدة لها 4 بوابات هي باب مكة شرقا، وباب المدينة شمالا، وباب النبط غربا، وباب شريف جنوبا، ومع افتتاح قناة السويس عام 1869م تزايدت أهمية جدة كميناء على الساحل الشرقي للبحر الأحمر. واحتضنت الماضي والتراث المتمثل المباني القديمة ومنها مسجد الشافعي "أقدم وأجمل مسجد في طراز البناء القديم". مسجد الباشا بناه بكر باشا الذي ولي جدة عام 1137هـ، وكان لهذا المسجد مئذنة مائلة بقيت حتى عام 1389هـ عندما هدم وأقيم في مكانه مسجد جديد. ويعتبر كورنيش جدة الذي يصل طوله الى 100كلم من أجمل كورنيش في العالم، وتنتشر على امتداده 14 بحيرة صناعية إضافة إلى 123 نافورة من بينها نافورة الملك فهد "ثاني أطول نافورة في العالم" حيث يصل ارتفاع المياه المتدفقة منها 161 مترا، ويبلغ عدد الأشكال الجمالية التي تزين الكورنيش 478 مجسما.