القلق وغياب المرجعية يرفعان النفط فوق 101 دولار
- "الاقتصادية" من الرياض والوكالات - 21/02/1429هـ
ارتفعت أسعار النفط إلى مستويات قياسية جديدة فوق 101 دولار للبرميل أمس، بعد أن دفعت بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة الدولار إلى الهبوط بشدة مما أثار موجة ارتفاع في أسواق السلع الأولية. وارتفع الخام الأمريكي الخفيف 72 سنتا إلى 101.60 دولار للبرميل بعد أن قفز إلى مستوى قياسي عند 101.70 دولار ليقترب من معادلة الذروة التي سجلها عام 1980 إذا احتسب التضخم وتبلغ 102.53 دولار. وارتفع مزيج برنت 67 سنتا إلى 100.14 دولار للبرميل بعد أن سجل مستوى قياسيا عند 100.30 دولار للبرميل. ويقول محللون إن من العوامل التي تدعم النفط ارتفاع الطلب على الوقود خلال الشتاء في الولايات المتحدة وأوروبا مع انخفاض درجات الحرارة وظهور مؤشرات على أن منظمة "أوبك" لن ترفع إنتاجها في الاجتماع الذي تعقده الأسبوع المقبل. وهبط الدولار إلى مستويات جديدة أمام اليورو أمس الأول بعد تقارير أظهرت تراجع ثقة المستهلكين الأمريكيين إلى أسوأ مستوى في خمس سنوات، بينما ارتفع التضخم بين المنتجين مما أثار المخاوف من كساد تضخمي. وفي حين يؤدي هبوط الدولار أحيانا إلى الإقبال على شراء السلع الأولية فقد حد القلق من تباطؤ الاقتصاد من موجة ارتفاع النفط في الأسابيع الأخيرة وذلك بتقليص التوقعات لنمو الطلب العالمي على الطاقة. وقال رئيس "أوبك" أمس الأول إن الأعضاء سيتفقون على عدم زيادة الإنتاج لأسباب من بينها المخاوف من تباطؤ الطلب.
وفي الولايات المتحدة تشير التوقعات إلى أن إمدادات النفط الخام زادت الأسبوع الماضي بنحو 2.5 مليون برميل في سابع زيادة لها على التوالي مع تنامي المخزونات لدى مصافي النفط التي تجري أعمال صيانة. وأظهر مسح أجرته "رويترز" لآراء محللي صناعة النفط أن مخزونات المشتقات النفطية الأمريكية بما فيها زيت التدفئة ووقود الديزل ربما تكون قد واصلت تراجعها الموسمي وانخفضت 2.1 مليون برميل بسبب الشتاء البارد وانخفاض الإنتاج والواردات. إلى ذلك، اعتبر السر سيد أحمد (المحلل النفطي) أن مفاجأة ارتفاع سعر برميل النفط أمس، مثل مفاجأة الأربعاء الأسبوع الماضي تكاد تجعل يوم الأربعاء سببا في حد ذاته لتفسير الارتفاع في غياب تبرير مقنع! فضعف الدولار أمر معروف منذ سنوات، وعليه لا يفسر لماذا القفزة التي حدثت بالأمس تحديدا رغم انحدار الدولار القياسي مقابل اليورو. وقال السر إن حالة القلق وغياب المرجعية يجعلان من الحركة المستمرة من قبل المضاربين الأرضية الملائمة لمثل هذه المفاجآت ارتفاعا وانخفاضا وبصورة تتجاوز أساسيات السوق، بل وتبدو أحيانا وكأنها تتحرك خارج منطقة الجاذبية الخاصة بقانون العرض والطلب. من جهة أخرى، قالت الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أمس إن سعر سلة خاماتها ارتفع إلى 94.09 دولار أمس الأول، بارتفاع قدره 46 سنتا مقارنة بسعر إغلاق اليوم السابق له.
|