عرض مشاركة واحدة
قديم 24-04-2012, 08:05 AM   #530
شرواك
فريق المتابعة اليومية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 20,000

 
افتراضي

البورصات الأوروبية تتراجع متأثرة بالتطورات السياسية في فرنسا

تراجعت مؤشرات البورصات الأوروبية أمس وجاءت التعاملات فيها على عكس ما كان متوقعا أي على انخفاض، فيما كان المراقبون والخبراء الاقتصاديون ينتظرون أن يؤدي إعلان أكثرية دول مجموعة العشرين عن زيادة مساهماتها في صندوق النقد الدولي بـ 430 مليار دولار إلى ارتفاع مؤشرات البورصات الأوروبية.

ولكن العكس هو الذي حصل، فقد تراجعت البورصات الأوروبية بالأخبار السياسية معطوفة على البيانات الاقتصادية والمخاوف من أزمة ديون منطقة اليورو، وكان للإعلان عن فشل التحالف في هولندا بتشويه خلافه حول تخفيض العجز في الموازنة العامة وقع سلبي على البورصات، نظرا لإمكانية تقديم رئيس الحكومة مارك روث استقالة حكومته والدعوة لإجراء انتخابات نيابية مبكرة على الأرجح في أيلول (سبتمبر) المقبل، وبانتظار ذلك فإن الحكومة الحالية غير قادرة على تبني الإصلاحات المطلوبة للعودة بالعجز إلى ما دون الـ 3 في المائة العام المقبل. فيما يشير الخبراء الاقتصاديون إلى أن هولندا مهددة بفقدان درجة من تصنيفها الائتماني العالي فهي تتمتع بـ AAA.

وفي فرنسا أثار تقدم المرشح الاشتراكي فرانسوا هولند على منافسه في الدورة الثانية للانتخابات النيابية الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي مخاوف الأسواق من هزيمة الأخيرة. وحتى أن يؤدي فوز هولند إلى إضعاف محور برلين ـــ باريس الذي فرض على الدول الأوروبية اتفاقية تلزمها على اتباع سياسة تقشفية للحد من العجز في الموازنات العامة، التي رفضت بريطانيا وتشيكيا التوقيع عليها.

ويريد فرانسوا هولند في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية إعادة النظر فيها لإعطاء النمو حيزا مهما في هذه الخطة وعدم الاكتفاء بالتقشف مع ما يعنيه ذلك من إمكانية حصول تصادم بينه وبين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي نجحت بفرض التقشف كحل لأزمة الديون السيادية في منطقة اليورو، بينما لم تنجح الدول الأوروبية الجنوبية في إسبانيا، إيطاليا، البرتغال واليونان التي اعتمدت إصلاحات كبيرة وفرضت خططا تقشفية صارمة باحترام التزاماتها لهذا العام.

كما أن الحديث عن الصعوبات التي تواجهها المصارف الإسبانية بسبب الفقاعة العقارية وإعلان الحكومة الإسبانية أن العجز لهذا العام سيبلغ 5.6 في المائة بدلا مما كانت قد أعلنت أنه سيخفض إلى 4.4 في المائة زاد من توتر الأسواق الأوروبية.

وكان من نتيجة ذلك أن ارتفعت الفوائد على سندات الخزانة الإسبانية لمدة عشر سنوات إلى ما فوق الـ 6 في المائة.

والبيانات المتعلقة بالقطاع الخاص، بشقيه الصناعي والخدماتي في فرنسا وألمانيا أظهرت تراجعه خلال هذا الشهر وإذا كان لا يزال النمو إيجابيا في ألمانيا وإن كان ضعيفا، فإن البيانات أظهرت الركود في فرنسا، وكذلك تراجع مؤشر أجواء الأعمال فيها. وكل هذه المعطيات حرمت الإعلان عن مضاعفة قدرة صندوق النقد الدولي على الإقراض من أي تأثير إيجابي في الأسواق.
شرواك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس