خلال زيارته مزرعة "الصافي" برفقة وزراء الزراعة العرب:
بالغنيم: المملكة لا تمتلك مقومات الاستثمار الأجنبي في الزراعة النباتية
-
محمد الشهري من الرياض -
26/04/1429هـ
أكد لـ "
الاقتصادية" الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة، أن الاستزراع السمكي وصناعة الدواجن والمسالخ التابعة لها، والأعلاف التي يتم استيراد مكوناتها وتصنيعها داخليا، تعد من الفرص المتاحة أمام الشركات الأجنبية للاستثمار داخل المملكة.
وأوضح بالغنيم عقب جولة في مزارع شركة الصافي أمس الأول برفقة عدد من وزراء الزراعة العرب على هامش فعاليات الجمعية العمومية للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، أن عدم امتلاك المملكة للمقومات الرئيسة لجذب الاستثمار الأجنبي في القطاع الزراعي النباتي حال دون دخول شركات أجنبية للاستثمار في القطاع. حيث لا يمكن لأي شركة لديها قدرة تحليلية الوصول لنتيجة تبين لها أن الاستثمار الزراعي وخاصة النباتي في المملكة مجد.
وأشار وزير الزراعة إلى أن الوضع الزراعي في المملكة مرتبط بمحددات المياه، وأن المملكة تبحث عن خيرات الاستثمار في مناطق أخرى خارجها منذ سنوات، من خلال الاستفادة من الخبرة والبنية التحتية للمملكة في هذا القطاع الحيوي والمهم.
من جهة أخرى، استعرض الأمير محمد بن خالد بن عبد الله الفيصل رئيس مجموعة الفيصلية، في كلمته التي ألقاها في مقر مزارع الصافي، مراحل نمو وتطور كل من مزرعة الصافي وشركة الصافي دانون التي استغرقت نحو 30 عاما، وكان خلفها الأمير عبد الله الفيصل – رحمه الله – الذي وضع حجر الأساس للمشروع عام 1978 على مساحة 300 ألف هكتار في وادي السهباء في الخرج (100 كلم جنوب شرق الرياض).
وأضاف: البنية التحتية ضمت عددا من الأقسام منها: قسم للمياه وتحليتها، والزراعة، وإنتاج الأعلاف والمحالب، ومصنع الحليب الطازج المعقم ومشتقاته، وقسم صيانة المعدات والمنشآت، وقسم التسويق والمبيعات، وقسم الحظائر والأبقار.
وأفاد الأمير محمد بن خالد، أن الطاقة الإنتاجية للصافي عام 1981م بلغت 15 مليون لتر سنويا، قبل أن يتجاوز 33 مليون لتر سنويا خلال عام 1984 ليحصل حينها على علامة الجودة من الهيئة العربية للمواصفات والمقاييس، مشيرا إلى أن الوقت الحالي وبعد بناء المصنع الثاني أصبح إجمالي الإنتاجية للمصنعين مليون لتر يوميا.
ولفت محمد بن خالد، إلى أنه وبعد تحقيق هذه النجاحات كان من الضروري المضي قدما لتطوير قطاع إنتاج الألبان ومشتقاتها في منطقة الشرق الأوسط، حيث تم الاتفاق مع شركة دانون الفرنسية عام 2001، لتكون شريكا لمجموعة الفيصلية في قطاع الألبان، من خلال شراء دانون نحو 50 في المائة من شركة ألبان الصافي، ليتم تأسيس مصنع ألبان "الصافي دانون" بتكلفة بلغت 55 مليون يورو.
ونوه رئيس مجموعة الفيصلية إلى أن تواجد منتجات الصافي دانون في دول الخليج والأردن واليمن جاء امتدادا لأواصر التعاون المتبادل بين الدول العربية، ودعما للتكامل والتبادل الاقتصادي المنشود، ونواة للسوق العربية المشتركة.
من جانبه أوضح المهندس محمد الشنيفي العضو المنتدب لقطاع الأغذية والمشروبات أن الصافي بدأت نشاطها عام 1979م، بتأسيس مزرعة ألبان الصـافي في وادي السهباء باستيراد 6500 رأس من سلالات الفريزيان والهولشتاين، وتأسيس مصنع متكامـل لتعبئة وتغليف منتجات المشروع من مشتقات الحليب الطازجة.
وأضاف أن شهر آذار (مارس) للعام 1981 شهد بداية التسويق التجـاري بـ40 ألف لتر يوميا من الحليب ومشتقاته، مشيرا إلى أن شركة ألبان الصافي تتولى جميع العمليات بما في ذلك زراعة الأعلاف ورعاية الأبقار لإنتاج الحليب الخام، إضافة إلـى توفير جميع الخدمات المساندة لعمليات الإنتاج.
ولفت الشنيفي إلى أن حجم القطيع في مزرعة ألبان الصافي بلغ أكثر من 34 ألف رأس من سلالة الهولشتاين، منها 16 ألفا و400 أبقار حلوب، و1440 أبقار لواقح مجففة، و2430 عجلة لاقحة، و2130 عجلة بالغة، و535 بقار استبعاد، و600 عجول تسمين، و650 عجولا صغيرة تسمين، حيث يتم حلب نحو520 بقرة كل عشر دقائق، كما تتم عمليات حلب الأبقار بمعدل مرتين إلى ثلاث يوميا.
وأشار العضو المنتدب لقطاع الأغذية والمشروبات، إلى أن مزرعة ألبان الصافي تحظى باحترام دولـي كبير، حيث وضعت اسم المملكة على خاريطـة العالـم بكونها أكبـر مزرعة ألبان متكاملة في العالم حسب موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية، كما أن الشركة تولي اهتماما خاصـا بالبيئـة، والمحافظة عليها، من خلال محرقة للنفايات بمواصفات متقدمة لحرق مخلفات المزرعة من النفايات، وحرق أجسام الأبقار الميتة، إضافة إلى إنشاء وحدة معالجة لميـاه المجاري لإعادة استخدامها في سقاية الأشجار داخل المشروع.